معارضة الملك عبد الله الأول بن الحسين
حب يعنيك تجدّده
وهوى يغريك تعدّده
ومثير الحبّ تدلّله
وقوام يخطر أملده
رشأ كالغصن تمايله
يَوْمي أرعاه وأرصده
وحياتي أوشك أفقدها
لتوهّم أنّي أفقده
وله لهب في وجنته
نار للحسن توقّده
وحواجبه كالقوس لها
سهم للقلب تسدّده
ترميك وتضحك من عبث
وتقيم الصّبّ وتقعده
وله عين فيها دعج
تسبي المشغوف وترعده
قد فاق الأبيض أسودها
يرمي الملهوف فيقصده
ثغر كالبدر تلألؤه
والجيد يروقك أغيده
والحسن تجرّك فتنته
والقلب يصدّك أصلده
وله شفة فيها لعس
ورضاب يعذب مورده
وجبين تشرق طلعته
وأشمّ الأنف محدّده
وإليه بسطت يدي شغفا
أتراه تُمَدّ لنا يده
فنكون مدى الأيّام معا
ونعيش الدّهر وننفده
ونغيظ الحاسد نكبته
ونمرّ عليه ننكدّه
فيموت أسى ونهيم هوى
ويخون قواه تجلّده
ماأجلى الحبّ وأظهره
فليخسأ عنك مفنّده
وأمرّ الهجر و أنكده
أنا لا أسطيع أكابده
وإذا المحبوب تنكّر لي
يمضي ليلي لاأرقده
أنا عبد أوثر خدمته
ويظنّ بأنّى سيّده
وله اسم غنّيت به
وأظلّ اللّيل أردّده
تبديه وتظهر شاهده
وعلى خدّيه تورّده
خدّاك قد إعترفا بدمي
هل من حكم تتقصّده
لون الياقوت علامته
فعلام جفونك تجحده
إنّي لأعيذك من قتلي
عن طبعك ذلك أبعده
والهجر أرى قتلا وبلا
وأظنّك لاتتعمّده
بالله هب المشتاق كرى
في نار الشوق توقّده
هبه سنة لاتحرمه
فلعلّ خيالك يسعده
ما ضرّك لو داويت ضنى
قد كان بعادك يخمده
مضنى بودادك ذو كلف
صبّ بدنيك وتبعده
لم يبق هواك له رمقا
إلاّ لهبا قد تخمده
وإذا لم تنجده غدا
فليبك عليه عوّده
وغدا يقضي أو بعد غد
يأتيه أخوه يلحّده
فيموت أسى ويهيم هوى
هل من نظر يتزوّده
ياأهل الشّوق لنا شرق
أنّى نسطيع نكابده
يهوى المشتاق لقاءكم
يمضي ليل لايرقده
وله أمل في قربكم
وظروف الدهر تبعده
ماأحلى الوصل وأعذبه
فليبعد عنك مفنّده
ياماأحلاه وأملحه
لولا الأيّام تنكّده
بالبين وبالهجران فيا
لجناني فإنّي فاقده
بالصّدّ وبالإبعاد فيا
لفؤادي فكيف تجلّده
يتبع