الموضوع: دقيقتان ونصف !!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-07-2011
شموخ عزى غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 208
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 5190 يوم
 أخر زيارة : 12-05-2014 (03:26 AM)
 المشاركات : 465 [ + ]
 التقييم : 703009
 معدل التقييم : شموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond reputeشموخ عزى has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 4
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي دقيقتان ونصف !!



دَقِيقَتَان وَ نِصف !!

إِذَا كُنَّا سَنرمُقُ أَحَداً بِعَيْنِ الْشَّفَقَةِ
فَلَن يَكُوْنَ هَذَا الْشَّخْصُ إِلَا أَنْفُسَنَا الْمُتَعَلِّقَةَ بِالْدُّنْيَا وَنَعِيْمِهَا
فَالْمَسَاكِينُ حَقّا هُم أَهْلُ الْدُّنْيَا وَالمُتَعَلِقِون بِهَا
الَّذِيْن يَظُنُّوْنَ أَن كَثْرَةَ الْأَمْوَالِ وَالَأَوْلَادِ
وَتَطَاوَلَ الْعُمْرَانِ وَالحَضارةَ وَالْتَقَدُّمَ فِي مَجَالَات الْدُّنْيَا
عُنْوَانُ رِضَا الْلَّهِ جَلَّ وَعَلَا ,لَا , لَا لَيْسَ كَذَلِكَ أَبَدَاً
وَإِنَّمَا الْلَّهُ يَبْسُط الْرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ،المُؤْمِنُ وَ الكَافرُ, التَّقيُّ والفَاجِرُ
وَلِذَلِك لِمَا قَالُوْا :
? وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ? [سـبأ:35]
أَمَرَ الْلَّهُ - تَبَارَك وَتَعَالَى - رَسُوْلَه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - أَن يَقُوْل :
?
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ?36?
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ
)[سـبِأ:36-37].
هَذَا الْغِنَى وَهَذَا الْثَّرَاءُ وَهَذِه الْسَّعَةُ تَحمِلُ الْإِنْسَانَ عَلَى الْكُفْرِ وَالْأَشَرِ وَالْبَطَرِ
وَالْلَّه تَعَالَى يَقُوْل ? كَلَّا إِن الْأِنْسَان لَيَطْغَى ? مَتَى ؟ ? أَن رَّآَه اسْتَغْنَى ?[الْعَلَق:6-7]
وَالْبُرْهَانُ .. مَا رَأَتْه أَعْيُننَا فِي الْيَابَان
كَانَت الْيَابَانُ عُنْوَانَ تَطَوُّرٍ لَا يُضَاهَى وَتَقَدُّمٍ لَا يُجَارَى
بَل كَانَت تُبَاهِي الْعَالَمَ بِمَا أُوْتِيَتْ مِن الْعُلُوم ِوَالْمَعَارِف ِ..
لَكِنَّهُم نَسَبُوْا كُلَّ مَا أُوْتُوْا مِن الْنَّعَم إِلَى قُوَاهُمُ الْذَّاتِيَّةِ
فَاسْتَحَالَتْ عُلُوْمُهُمْ جَهْلاً وَمَعَارِفِهِمْ هَبَاء
لِأَنَّه لَيْس ثَمَّةَ مُصِيبَةٌ وَجَهْلٌ أَعْظَمَ مِن أَنْ تَتَعَلَّم كُل عُلُوْم الْكَرَّةِ الْأَرْضِيَّةِ وَالْفَلْكِ
ثُم لَا تَتَعَرَّفُ بِهَا عَلَى مَوْلَاك وَرَازقُك وَخَالِقَك ..
فَلَمَّا شَابهِتْ دَعْوَاهُم دَعْوَى قَارُوْنَ عِنْدَمَا قَال
{قَال إِنَّمَا أُوْتِيْتُه عَلَى عِلْم عِنْدِي}
كَانَت الْنِّهَايَةُ نَفْسَهَا وَصَدَّق عَلَيْهِم قَوْلُ الْلَّهِ جَلَّ وَعَلَا:
{
قَال إِنَّمَا أُوْتِيْتُه عَلَى عِلْم عِنْدِي أَوَلَم يَعْلَم أَن الْلَّه قَد أَهْلَك مِن قَبْلِه
مِن الْقُرُون مَن هُو أَشَد مِنْه قُوَّة وَأَكْثَر جَمْعا وَلَا يُسْأَل عَن ذُنُوْبِهِم الْمُجْرِمُوْن . فَخَرَج عَلَى
قَوْمِه فِي زِيْنَتِه قَال الَّذِيْن يُرِيْدُوْن الْحَيَاة الْدُّنْيَا يَا لَيْت لَنَا مِثْل مَا أُوْتِي قَارُوْن إِنَّه لَذُو حَظ
عَظِيْم . وَقَال الَّذِيْن أُوْتُوْا الْعِلْم وَيْلَكُم ثَوَاب الْلَّه خَيْر لِّمَن آَمَن وَعَمِل صَالِحا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا
الصَّابِرُوْن . فَخَسَفْنَا بِه وَبِدَارِه الْأَرْض فَمَا كَان لَه مِن فِئَة يَنْصُرُوْنَه مِن دُوْن الْلَّه
وَمَا كَان مِن الْمُنْتَصِرِيْن
.}
وَكَمَا قَال تَعَالَى : {
كَذَلِك قَال الَّذِيْن مِن قَبْلِهِم مِّثْل قَوْلِهِم تَشَابَهَت
قُلُوْبُهُم قَد بَيَّنَّا الْآَيَات لِقَوْم يُوْقِنُوْن
}

بَل كَانَت اليابانُ تُفَاخِرُ الْعَالَمَ مُؤَخَّراً بِاختِراعٍ مِنْ آَخِرِ اخْتِرَاعَاتِهَا ..
وَمُنْتَهَى تَقَدُّمِهَا وَتَطَوُّرِهَا حِيْن اخْترِعَت أَفْضَل جَهَاز فِي الْعَالَم لِلْتَّنَبُّؤِ بِالْزَّلازِلِ قَبْل حُدُوْثِهَا
حَتَّى ظَنُّوْا أَن حَضَارَتَهُم لَن تَبِيْدَ وَقُوَّتِهِم لَن تَتَبَدَّدَ فَظَّلَمُو?ا بِهَذَا أَنْفُسَهِم
وَكَانُوْا كَصَاحِب الْجَنَّتَيْن حِيْنَمَا دَخَل جَنَتَّه وَهُو ظَالِمٌ لِّنَفْسِه , قَال :
{ مَا أَظُن أَن تَبِيْد هَذِه أَبَدا }
تَدَبُّر مَعَنَا هَذَا الْمَثَلَ الْعَظِيْمَ الَّذِي ضَرَبَه الْلَّه جَل وَعَلَا لِكُل غَنِي جَاحِد
وَأْمُر رَسُوْلَه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَن يَضْرِبَه لِلْأَغْنِيَاء حَتَّى يَعْلَمُوا
أَن مَوَازِيْنَهِم الَّتِي يَزِنُون بِهَا أَنْفُسَهِم لَا وَزْن لَهَا عِنْد الْلَّه فَقَال جَل فِي عُلَاه :
{
وَاضْرِب لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْن جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْن مِن أَعْنَاب
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْل وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعا ?32? كِلْتَا الْجَنَّتَيْن آَتَت أُكُلَهَا وَلَم تَظْلِم مِنْه شَيْئا
وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرا ?33?
}
إِذَن أَنْت الْآَن أَمَامَ بُسْتَانٍ عَظِيْم ٍ, مُحَاطٍ بِسُوَرٍ كَبِيْرٍ مِن الْنَّخْل
وَدَاخِلِ الْبُسْتَانِ الْعِنَبُ وَبَيْن الْعِنَبِ زَرْعٌ مُخْتَلِفُ الْأَشْكَالِ وَالْأَلْوَانِ
وَالْلَّه - سُبْحَانَه وَتَعَالَى - فَجَر لِذَلِك الْرَّجُل فِي جَنَّتِه نَهْرَا يشَق الْجَنَّة إِلَى جَنَّتَيْن عَن الْيَمِيْن وَعَن الْشِّمَال ..
فَلَمَّا نَظَرَ الْرَّجُلُ إِلَى مَالِه وَكَثْرَتِه وَجَنَّتِه وَنَعِيْمِهَا ,وَمَا عِنْدَه مِن الْأَوْلَادِ وَالْخدَمِ
فَقَال مُحْتَقِرَا صَاحِبَه : { أَنَا أَكْثَر مِنْك مَالا وَأَعَز نَفَرا } , بَل طَغَى وَتَكَبَّرَ وَبَطَرَ حَتَّى ظَن أَن جَنَّتَه لَن تَفْنَى
{ قَال مَا أَظُن أَن تَبِيْد هَذِه أَبَدا (35) }
فَكَان نَتِيْجَة هَذَا الْظَّن وَاحِدَة , قَالَ الْلَّهُ تَبَارَك وَتَعَالَى :
{
وَأُحِيط بِثَمَرِه فَأَصْبَح يُقَلِّب كَفَّيْه عَلَى مَا أَنْفَق فِيْهَا وَهِي خَاوِيَة
عَلَى عُرُوْشِهَا وَيَقُوْل يَا لَيْتَنِي لَم أُشْرِك بِرَبِّي أَحَدا (42)
وَلَم تَكُن لَّه فِئَة يَنْصُرُوْنَه مِن دُوْن الْلَّه وَمَا كَان مُنْتَصِرا (43)
}

وَمَا أَشْبَه الْلَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ !!!
فأَيْن جِنَانُهِم ؟!
وأَيْن نَعِيْمُهُم ؟!
وأَيْن الْحَضَارَةُ ؟!
وأَيْن الْتَّقَدُّمُ وَالْتَّطَوُّرُ ؟!
وأَيْن الْاخْتِرَاعَاتُ وَالْتَّقْنِيَاتُ ؟!
كُلَّهَا ذَهَبَتْ
فِي دَقِيْقَتَيْن وَنِصْف !!

لِتَجْعَلَ الْآَثَارَ شَاهِدةً عَلَى قُدْرَةِ الْجَبَّارِ ِوَعَظَمَتِه جُل فِي عُلَاه
فَهْو الْقَدِيِرُ الَّذِي إِذَا أَرَادَ شَيْئا قَال لَه : كُنْ , فَيَكُوْنُ
قَال تَعَالَى : {
قُل هُو الْقَادِر عَلَى أَن يَبْعَث عَلَيْكُم عَذَابَا مِن فَوْقِكُم أَو
مِن تَحْت أَرْجُلِكُم أَو يَلْبِسَكُم شِيَعا وَيُذِيْق بَعْضَكُم بَأْس بَعْض
}
فَكُل شَيْءٍ مَرْهُوْنٌ بِإِرَادَةِ الْلَّهِ عَز وَجَل وَمَشِيْئَتِه
إِنْ شَاءَ الْلَّهُ أَن تَبْقَى الْحَضَارَاتُ وَالْقُوَى وَالْعُمْرَانُ بَقِيَتْ
وَإِن شَاءَ الْلَّهُ أَن يُذْهِبَهَا ذَهَبَتْ
{ ذَلِك بِأَن الْلَّه هُو الْحَق وَأَن مَا يَدْعُوَن مِن دُوْنِه الْبَاطِل وَأَن الْلَّه هُو الْعَلِي الْكَبِيْر }
سُبْحَان الْلَّه !
أَيْن ذَهَبَتْ عُقُوْلُ الْعَاصِيْن وَالْمُشْرِكِيْن حِينَ اخْتَرَعُوا الْمُخْتَرَعَاتِ بْعَبْقَرِيّةٍ فَذَّةٍ ــ
ثُم صَرَفُوا ذُلَهُم وَخُضُوْعَهِم وَانْكِسَارَهِم وَرَغَّبَهُم وَرَهَّبَهُم وَحُبًّهُم وَطَمَعَهِم إِلَى مَخْلُوْقَاتٍ
ضَئِيّلَةٍ , وَكَائِنَاتٍ ذَلِيلَةٍ لَا تَمْلِكُ لِنَفْسِهَا شَيْئا مِن الْنَّفْع وَالْضُّر فَضْلا عَن أَن تَمْلِكَه لِغَيْرِهَا
وَتَرَكُوْا الْخُضُوْعَ وَالذُّلَ لِلْرَّبِ الْعَظِيْمِ وَالْكَبِيْرِ الْمُتَعَالِ , وَالْخَالِقِ الْجَلِيْل ِتَعَالَى الْلَّه عَمَّا يَصِفُوْن
وَسُبْحَان الْلَّه عَمَّا يُشْرِكُوْن ,وَهُو وَحْدَه الْمُسْتَحِقُ لِلْتَّعْظِيم وَالْإِجْلَالِ وَالْتَّأَلُّهِ وَالْخُضُوْعٍ وَالذُّل
وَهَذَا خَالِصُ حَقَّه , فَمَن أَقْبَحِ الْظُّلْمِ أَن يُعْطَى حَقًّه لِغَيْرِه
أَو يُشْرَكَ بِه أَو مَعَه أَو يُسَاوَى بَيْنَه وَبَيْن غَيْرِه فِيْه , وَعِنْدَمَا نَقْرَأ قَوْلَه تَعَالَى :
{
وَمَا قَدَرُوْا الْلَّه حَق قَدْرِه وَالْأَرْضُ جَمِيْعا قَبْضَتُه يَوْم الْقِيَامَة
وَالْسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتُ بِيَمِيْنِه سُبْحَانَه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْن
}
يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُطِيْع ُبِأَنَّه مَا قدر َالْلَّهَ حَقَ قَدْرِه وَلَا عَبْدَه حَقَ الْعِبَادَة .
وَأَمَّا الْمُشْرِكُوْن وَعِبَادُ الْدُّنْيَا وَعِبَادُ الْشَّهَوَاتِ وَالْظَّالِمُوْن فَمِن بَابِ أَوْلَى أَنَّهُم مَا قَدَرُوْا الْلَّه
حَق قَدْرِه وَلَا عَظَّمُوْه حَق تَعْظِيْمِه , سُبْحَانَه وَتَعَالَى الَّذِي عَنَتْ لَه الْوُجُوْهُ
وَخَشَعَتْ لَه الْأَصْوَاتُ
وَوَجِلَتِ الْقُلُوْبُ مِن خَشْيَتِه وَذَلَّتْ لَه الْرِّقَابُ
تَبَارَك الْلَّه رَب الْعَالَمِيْن .

وتقبلوا منّا هذا الإهداء :
اليابان قبل وبعد الكارثة


م / ن


المواضيع المتشابهه:




رد مع اقتباس