05-14-2011
|
|
|
خريف عمري
للِخَرِيف فَصلٌ لآَيتَكرَر سِوَى بَعدَ عَآم ,,
سَقُطَت آلآورَآق ,
هُنَآكَ فَصلٌ لآً يعبُِر مِن خِلآلِنَآ سِوَى مُرَّةً بِآلعُمُر
فَآإن جَعلنَآهُ يَعبِرُ دُونَ سُقُوط آورَآقُنَآ فَلَن يَعُود مِن آَجلِنَآ
إِنَّه خَرِيفُ عُمرِنَآ
مَآهِي هَذِهِ آلوَرَقَة ؟
هِيَ كَآنَت شَجَرة كَبِيرَة وشِبه مَيِّتَة , آَتَيتُ آَليهَآ فَنظَرتُ بِهَآ وَقَد آوشَكَت عَلَى آلنِهَآيَة
رَشَفتُ لَهَآ بَعضَآ مِن آلمَآء فَشعَرتُ بِهَآ تَتَحرَك غُُصونِهآ
فَعلِمتُ بِآنَّهَآ مَآ زَآلَت تَنبِضُ بِقَليلٍ مِن جَوفِهَآ
كَآنَت تَشتَكِي كُلُّ حَيَآتِهَآ وَمُعَآمَلِة مَن حَولُهَآ , وَآِهمَآلِهِم لَهَآ , كَآنَت تَنزِفُ مِن جَرحٌ كَبِير قَد آَهلَكهَآ
قَرَرتُ بِآَن آَعتَنِي بِهَآ حَتَى تَعُود بِلَونُهآ وًبَهَآئِهآ
وَلَم يَخطُر بِذِهنِي شَيءٌّ غَيرُ آلعِنَآيِة بِهَآ حَتَّى تَعُود لِيُغَطِي ظِلآَلُهَآ كُلُّ آَرجَآءِ آلمَكَآن
وَبدَآت تتَعَآفَى شَيئًآ فَشَيئآً , حًتى آتَيتُهآ ذَآتَ صَبَآح وآِذَآ بِهَآ حَزِينَة , فَسَآلتُهَآ مَآ بِك ؟
فآجَآبَت : آَينَ رَبِيعُ عُمرِي آَينَ آلثَمر آيَن شُمُوخِي كَشجَرةٌ جَمِيلَة
آَمسَكتُ بِهآ وَقُلت سَتكُونِينَ بَآمَآن مَعي , وَسيَعُود كُلُّ شُمُوخ آِفتَقَدتِيه
آِرتَوَت بِمَآءً نَقِي , وَتشَرَّبَت عُُرُوقِهَآ كَآسَ آلهَنَآء
وَمِن ثُمَّ عَآدَت عُرُوقِهَآ لِتَقوَى مِن جَدِيد , وَعَآدَت آَورَآقُهَآ
وَبَدآَ يَخضَّرُّ لَونُهَآ مِن جَدِيد
وبَدآَ ظِلُّهَآ يَكبُر فِي جَسدِي ويَطُولُ آَعمَآقِي
وِآصبَحَت هِي مَلآَذِي , بَل هِي حَيَآتِي
آَعطَيتُهَآ وَقتِي لِتَكبُر , ضَحَيتُ مِن آَجلِهآ , تَرَكتُ شَيئآً مِن مُستَقبَلِي حَتى لآَ آَجعَلُهآ تَحتَآجُ آَحدَآً !
كُنتُ بِآلنِسبَة لَهَآ آلمَآآءَ وآلضَوء
كُنتُ كُلُّ آلكَون مِن حَولِهَآ , عَشِقتُهَآ كَشجَرةٌ طَآهِرَة لآَتَعرِفُ سِوَى آلحُب
,,
وبَعدِ سَنَوَآتٍ مِن آلَعُمر وبَعدَ آَن قَوِيَ عُودِهَآ
آَحسَّت بِآنَّهَآ لّم تَعُد تَحتَآجُنِي لآِنَّهآ آِرتَوَت لِسنِينَ طَوِيلَة قَآدِمَة,
بَدَآت تَبهِتُ آَورَآقُهًآ عِندَ رُؤيَتِي , نَظرتُ فِي آَعمَآقِهآ
وَرآَيتُ شًيئآً قَد تَغيَر ,
آِختَلطَ مَآ فِيهِآ بِشيءٍ قَرِيبٌ مِنِي
آِنصَدمتُ حَتىَ كُدُّتُ آَفقِدُ عَقلِي , لآَ لآَ يُعقَل , آَتخُونَنِي
وَمعَ مَن ............................................ كَآن فِي نَظرِي
آَتجعلُهُ تَحتَ ظِلُّهَآ , آَه يَآقَهرِي
تَمعَنت مِن جَدِيد حَتى لآَ آَظلِمُ آَحدآً , فَآيقَنتُ بِآنَّهَآ قَد بَدآَت تَضعُ ثِمَآرُهَآ بَينَ يَديه ,
لَم آَستَوعِب حَتىَ رَآيتُ كُلُّ شَيءٍ آَمَآمِي
نَظرتُ فِيهَآ فَقُلت : لِمَآذآ , فَقَآلَت لَم آَعُد آَحتَآجُك
آلله , كَرِرِي مِآ قُلتِي فَقآَلَت لَم آَعُد آحتَآجُك , آنتَ لَم يَعُد لدَيكَ مَآتَهِبُنِي آيِّآه
,,
سُحقَآً لِكُلِّ مَآ قَد مَضَى آَيُعقَل بِآَن يُستَخَفُ بِنَآ لِهذِه آلدَرَجَة
آَيُجحَدُ مَن يُقَدِمُ آلمَعرُوفَ فِي هَآلِك ,
عَلِمتُ بِآنَّهَآ سَتكُونُ مِمَن يَقتلُونَ آلآَمَآنَ فِي قُلُوبِ آلبَشَر, ورَبِ آلوجُود قَتلَتنِي مَليُونَ مَرَّة , طَعنَتنِي
, قُبحآً كَيفَ تَقتِل آِنسِآنآً وَتسِيرُ علَى جَسَده ,
سأَعِيشٌ وَآنَآ جَرِيح , وآَيُّ جُرحٍ , آوشَك عَلىَ آلنِهَآيَة لَولآ عِنَآيةُ آلله
وَآلله ثُمَّ وآلله لَيسَ آلفُرَآق هُو آلَذِي آَسقَطنِي وَجرَدنِي مِن عُمرِي ,
بَل آَشَد فَآلذِي آوجَعَنِي هُوَ الجُحُودِ والنِكرَآنِ
,,
تَلآَشَت شَيئآً فَشيئآً حًتىَ بَقِيَت فِي قَلبِي مُجَردِ وَرقَة جَآثِمَة عَلَى صَدرِي تَذهَبُ بِي حَيثُ تَكُونُ آلآَوهَآم
تُسيِرَنِي آَلَى مَكَآنٌ بَعِيد بِذِكرَى مُؤلِمَة
,,
سَمِعتُ صَوتَ آلرِيَآحِ قَرِيبِةٌ جِدآً فِآذَآ بِهِ خَرِيفُ آلعُمرِ قَد حَآن
فتسَآلتُ آلآ آدفَعَ بِهذِه آلوَرقَة لِيرتَآح عُمرِي وَعقلِي وَحتَى مَآْءَ عَينِي
فَسَآلتَهُ يَآخرِيفآً خُذ هَذآ مَآتبقَى مِن شَجَرةٍ كَبِيرَة , وَلَم يَعُد ظِلُهَآ لَي بَل لِغيرِي ,
وَرقَة بَقِيَت مُعلَّقَة فِي جَسدِي وَلَم تَزَل حَتَّى آَتَت رِيَآح آلكَونِ مُحَملَّة بِمَآ يَجتَثُ كُلُّ شَيء
فَقرَرتُ بِآَن آََدفعَ بِهَذِه آلوَرَقَة لآّنَّهَآ لَو بَقِيَت سَتَكُون سَبَبآً فِي حَرقَي!
وَلكِني لَم أَستَطِع فَمَا زِلتٌ أعِيشٌها
مَا عَادَ هٌنَاكَ مَن يَستحق
بِآَن آَجعَلَ مِن عُمرِي لَه ضَحِية
طُوبَى لِمثلِهم مِن بَشَر ان وجدوا!
هُنَآ كَآنَت وَرقَةً كَبُرَت فَآثمَرَت فَسَقُطَت ثُمَّ احتَفَظت بها لئلا يآَخذَهَآ آلخَرِيف بِجَمِيعِ فُصُولِه
وربي متعب
وربي متعب
المواضيع المتشابهه:
|