03-08-2020
|
#9
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2186
|
تاريخ التسجيل : Apr 2016
|
أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
|
المشاركات :
13,322 [
+
] |
التقييم : 6639
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 3,941
تم شكره 1,919 مرة في 1,166 مشاركة
|
ماذا وراء العزمية ؟
قلنا إن العزمية من الصوفية ، لهـم ما للصوفية من بدع وخرافـات ،
وعليهم ما على الصوفية من افتراءات وانحرافات
وحديثنا إنما هو عن الصوفية المعاصرة التي تحمل
كل هذا الدخن والدجل والكذب، وليس على تلك الصوفية الأولى ،
والتصوف الأول الذي كان يردّ إلى الله ورسوله كل توجه وحـركة ،
وكان يتمسك بما عليه أهل السنة الجماعة ،
حتى إن واحدًا من هؤلاء السلف يعلن في إصرار : -
أنا حنبلي ما حيين وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
وهو عبد الله الأنصاري الهروي ، صاحب كتاب " ذم الكلام " ،
الذي توفي سنة481 هـ ، وكان قـد اختار التصوف،
لكن على طريقة السلف ،
فحاول المتصوفة انتزاع ما يؤيد حلولهم واتحادهم من كتاباته ،
ولكن الثقات من العلماء برؤوه من ذلك ،
مثل الذهبي وابن القيم وغيرهم ،
وعدا عن الهروي فقد اختار السلف لفظة الزهد
- كما عند أحمد بن حنبل وغيره - لأنه الطريق الصحيح ،
وتركوا التصـوف ؛ لأن الزهد هو النتيجة المتحصلة للتصوف
- إذا استقام - فلماذا يتركوا هذه النتيجة لوسيلة قد تصل بهم
- إن استقامت لهم - وقد لا تصل ؟ !! وهذا هو الغالب
- إن لم تستقم - ، ومن هنا نفهم تشدد ابن تيمية رحمه الله
في تصحيح النظريات الخاطئة أيًّا كان قائلوهـا ،
في كل ما يمسّ عقيدة التوحيد التي انحـرف بها بعض الصوفية ،
ولا سيما في حديثهم عن مقام الفناء الذي يؤدي بالسالك
فيه إما إلى الوقوع فيما يشبه عقيـدة الحلول ،
أو ادعاء زوال التكليف عنه ،
كما حدث لأبي يزيد البسطامي ، حيث كان يردد أحيـانًا
" أنا الحق، سبحاني سبحاني وما في الجبة إلا الله " ،
ومن هنا أيضاً نفهم مكانة تصوف عبد القادر الجيلاني
الممتازة عند ابن تيمية ؛ فقد كان الجيلاني متمسكاً
في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسنة ،
مبالغًـا في الردّ على من خالفها ،
وكان كذلك معظمًا للأمر والنهي ،
فالعبـادة لله ، والطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،
وهي إنمـا تكون بامتثال الأمر الشرعي .
أما الصوفية المعاصرة ـ
التي تنتسب إليها ، وولدت من مخاضها العزمية ـ
فلها شأن آخر ، وهي وإن كانت امتداداً للصوفية المنحرفة
التي بدأت بعد قرون الخير والفضل ، إلا أنها غالت
في عدائها لأهل السنة والجماعة ، واعتبرت كل من عدا
الصوفية هم من الخوارج بلا استثناء ،
وتكفينا بعض النقول من كلماتهم لتدل على أحوالهم في هذا الباب ،
ومن ذلك كتابات عز الدين أبو العزائم ـ شيخ الطريقة السابق ـ
في افتتاحية مجلتهم " الإسلام وطن " ،
فقد كان يكتب باستمرار تحت عنوان
" إسلام الصوفية هو الحـل لا إسلام الخوارج " ،
والخوارج الذين يقصدهم هم الإخوان والجهاد والسلفيون ، وغيرهم ،
ممن ينكـرون على الصوفية نهجهم وانحرافهم ،
ولذلك نرى مجلتهم ومطبوعاتهم تنبني على هذه الحرب...
فمثلاً العـدد 79 في أغسطس 1993 من مجلة " الإسلام وطن "
يحمل ملفاً كاملاً عن البداية الصوفية والنهاية الخارجية
للإخوان المسلمين ، وعلى رأسهم حسن البنا ، ويتصدر غلاف العدد )
يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان .. بداية صوفية ونهاية خارجية
( ، وفي افتتاحية العـدد نفسه يقول : ( إن الغناء لتحريك المحـبة الكامنة في القلب تختلف أحكامه باختلاف موضوعه : فقد يكون مندوبًا ، أو مباحًا ، أو حـراماً " .. وفي تدليله على حلّ الغناء يسوق دليلاً عجيباً ، لا يكون في هذا المكان ولا يصلح للاستدلال به في هذا الموضع ، يقول في أدلة حليّة الغناء من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين ، فمن الكتاب قوله تعالى: " ورتّل القرآن ترتيلاً " ، فجعل السيد عز الدين هذه الآية الكريمة دليلاً على حلّ الغناء !!
وليس موضوع الغناء هو الذي يشغلنا هنا ،
ولكن الذي يشغلنا هنا هو نهج هؤلاء الصوفية ،
فبعد قليل من تدليله الفاسد على حلّ الغناء
يتغامز السيد عز الدين بسبّ من قال بحرمة الغناء فيقول :
" لعله خيال هجس ببال أبواق ثالوث التكفير لتحريم السماع ،
بزعم إجماع المسلمين على تحـريمه "، ولا أدري أمن الخيال تحريم
السماع بدليل شرعي قوي ؟!
أم أن الخيال الحق هو تحليل السماع بغير دليل معتبر ؟!
على كل حال ليس هذا هو اجتهاده الأول ولا الأخير فكتابه
" الاحتفال بموالـد الأنبياء والأولياء مشترع لا مبتدع "
يحمل الكثير الكثير من الاجتهـاد الغث ، ومن أسف أنهم
لا يرجعون إلى الحـق إذا ذكّروا به ،
وكأن الحق سبحانه وتعالى
يحكي أحوالهم في الآية الكريمة :
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً . الذين ضل سعيهم
في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعاً )
( الكهف : 103-104 ) ،
يقول أحد العزمية - سميح قنديل - في مقاله
" أعزنا الله بك يا أغلى الرجـال " في مجلة الإسلام وطن العدد 79 " :
" وعندما قيل له ـ عز الدين ـ : إن بعض العلماء غاضبون منك ؛
لأنك تهاجم بعض علمـاء الإسـلام السابقين بشدة
وصراحة زائدة مع أنهم يعتبرونهم شيوخ الإسلام ،
كان رده عليهم واضحًا وقوياً عندما قال
" ولماذا لم يغضبوا عندما افترى هؤلاء على الله الكذب فشبهوه سبحانه بالخلق ، ووصفوه بالتجسيم ، وبما لا يليق بجنابه العـلي ، ولم يتأدبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنعوا النـاس من زيارته، والتوسـل بحضرته ، والسيادة له عليه الصلاة والسلام ؟
ولماذا لم يغضبوا عندما هاجم هؤلاء أولياء الله الصـالحين ،
ونعتوهم بأقبح الصفات ، ومنعـوا الناس من زيارتهم ، والتبرك بهم ؟
إن كان غضبـهم لله فليغضبوا وإن كان لغير ذلك فليراجعوا أنفسهم " ... " .
وفي هذا النقل الأخير حوت كلمات كبير العزمية بعضًا من عقائدهم
التي لا يختلفون فيهـا عن بقية الطرق الصوفية ، من القبورية ،
والشرك ، والتوسل بالأموات وغير ذلك ، وحوت أيضًا نوعًا من الخفة ،
وعدم الرسوخ بالتمادي وراء الخطأ، وعدم الرجوع إلى الحق .
إننا هنا لا نناقش أحوال الصوفية ، وعقائدهـم الكبرى من الحلول والاتحـاد ،
ووحدة الوجـود ، وعبادة الأولياء ، بقدر مانرثي لسلوك هذه الطغمة
الفاسدة من الناس تجاه عقائد أهـل السنة والجمـاعة الثابتة
بالكتاب والسنة ، وبين أيدينا نقل آخر لأحد المفتين فيهم ،
يسفر عن عداوة ظاهرة للحق وأهله..
يقول عاشور محمود أيوب في مقاله
" شعائر الحج هذا العام بين الوهابية وعلماء الإسـلام "
المنشور في " الإسلام وطن " أغسطس 93 :
" وأنتم معشر الوهابية قد ظلمتم أنفسكم بمعاداتكم لأولياء الله ،
وليس ذلك في خطب عرفات فقط ، وإنما محاربتكم للأولياء
من صميم رسالتكم .. فيا أيها الشيخ ابن باز : اتق الله أنت
ومن معك من دعاة الوهابية ، وكفّوا جميعاً عن محاربة أوليائه ،
بل كفّوا عن الفتاوى الضارة لا النافعة الفاسدة الباطلة
والتي شتتت شمل الأمة " ..
وهذا ديدنهم ، نسأل الله أن يجعلنا وشيخـنا ابن باز رحمه الله
- من المتقين ، وليس غريباً منهم هذا التوجه ،
فأهل السنة والجماعة ومنهم الشيخ محمـد بن عبد الوهاب رحمه الله ،
دأبوا على تصحيح العقائد الفاسدة ، وردّ الفتاوى الباطلة ،
وإنكار السلوكيات المنحرفة ، وهذه كلها بضاعة رائجة
في صفوف الصوفية ، فمن الطبيعي أن يردّوا عن أنفسهم
- بالباطل - بالهجوم على أعلام أهل السنة ، والجماعة .
وقد وقف السيد عز الدين أبو العزائم شيخ العزميـة يوم 5/1/1998
في مجلس الشعب المصري ينادي بضرورة التصدي لخوارج الإسلام
ومكافحة إرهـابهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يتبع ....
|
|
|