عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2020   #3


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,919 مرة في 1,166 مشاركة
افتراضي




سادساً:- من أي الشهور أرخوا التأريخ ؟
قال الإمام البخاري في صحيحة في كتاب مناقب الأنصار :-
باب التأريخ من أين أرخوا التأريخ، ثم قال :- حدثنا عبد الله بن مسلمة
حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال :-
ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته ، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة )


قال الحافظ ابن حجر:-
قوله ( مقدمه ) أي زمن قدومه ، ولم يرد شهر قدومه ،
لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة )
قال ابن كثير :-
وأرخوا من أول السنة من محرمها ، وعند مالك رحمه الله فيما حكاه عنه السهيلي
وغيره أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه عليه السلام إلى المدينة ،
والجمهور على أن أول السنة من المحرم ، لأنه أضبط ، لئلا تختلف الشهور ،
فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية .

وقال ابن الجوزي :-
((ولم يؤرخوا بالبعث لأن في وقته خلافا ، ولامن وفاته
لما في تذكره من التألم ، ولامن وقت قدومه المدينة,
وإنما جعلوه من أول المحرم,لأن ابتداء العزم على الهجرة
كان فيه,إذ البيعة كانت في ذي الحجة,وهي مقدمة لها,وأول هلال
هل بعدها المحرم,ولأنه منصرف الناس من حجهم فناسب جعله مبتدأ ))
قال ابن حجر معلقاً على هذا الكلام:-
((وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم ))



سابعاً:- التأريخ الهجري القمري هو التأريخ الشرعي :-
يجب على المسلم أن يعلم أن التاريخ الهجري المرتبط بالهلال
هو التاريخ الشرعي الصحيح الذي شرعه الله تعالى لجميع الشرائع ،
إلا أن اليهود والنصارى تركوه وابتدعوا التأريخ الشمسي والميلادي
كما سيأتي بيانه،

قال القرطبي رحمه الله في جامع أحكام القرآن:
في تفسير قوله تعالى
((إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله ))
هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها
إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب ،
دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط ،
وإن لم تزد على اثني عشر شهراً ، لأنه مختلفة الأعداد،
منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص ، وشهور العرب
لا تزيد على ثلاثين ، وإن كان منها ما ينقص والذي ينقص لا يتعين له شهر ،
وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسيره لنفس الآية
( فأخبر الله أن هذا هو الدين القيم، ليبين أن ما سواه من أمر النسيء
وغيره من عادات الأمم ليس قيما ، لما يدخله من الانحراف والاضطراب )
وقال رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى
( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للحج ....)
فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم ، وخص الحج بالذكر
تميزا له ولأن الحج تشهده الملائكة وغيرهم ، ولأنه يكون في آخر الحول ،
فيكون علما على الحول كما أن الهلال علم على الشهر )

وقال ابن القيم رحمه الله :-
( ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما
هي على حساب القمر وسيره ونزوله ، لا حساب الشمس وسيرها
حكمة من الله ورحمهٌ ، وحفظاً للدين لاشتراك الناس في هذا الحساب ،
وتعذر الغلط والخطأ ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والخطأ
ما دخل في دين أهل الكتاب )


وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في بيان ابتداع اليهود والنصارى للتأريخ الشمسي :-
(( وقد بلغني أن الشرائع قبلنا أيضا إنما علقت الأحكام بالأهلة
وإنما بدل من بدل من أتباعهم ، وما جاءت به الشريعة
هو أكمل الأمور وأحسنها وأبينها وأصحها وأبعدها من الاضطراب ،
وذلك أن الهلال أمر مشهود مرئي بالإبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار ،
ولهذا سموه هلالا ، لان هذه المادة تدل الظهور والبيان إما سمعا وإما بصرا ))

وقال رحمه الله أيضا عن بعض المتشبهين بالنصارى في توقيت صيامهم
( وكل ذلك بدع أحدثوها باتفاق منهم خالفوا بها الشريعة التي جاءت بها الأنبياء ،
فان الأنبياء ماوقتوا للعبادات إلا بالهلال ، وإنما اليهود والنصارى حرفوا الشرائع
تحريفا ليس هذا موضع ذكره )


يتبع..




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (10-16-2020),  (08-23-2020),  (09-03-2020)