عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2020   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,919 مرة في 1,166 مشاركة
افتراضي



ثامناً :- نشأة التأريخ الميلادي الشمسي المبتدع :-
كان التأريخ معروفا عند الرومان منذ 750 سنة قبل ميلاد المسيح ،
وكان هذا التقويم قمريا ، حتى سنة 46 قبل الميلاد ،
حين استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي
المنجم المصري ( سوريجن ) وطلب منه وضع تأريخ حسابي يؤرخ به ،
فوضع له تأريخا مستندا إلى السنة الشمسية ،
وبقي هذا التأريخ معمولا به في أوربا وغيرها حتى القرن السادس
أو الثامن من ميلاد المسيح ، عندما رجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ
النصراني من أول السنة الميلادية نسبه إلى ميلاد المسيح عيسى ،
وأن تكون بدايته ( يناير ميلادي ) وهو يوم ختان المسيح ،
وكان ميلاده في( 25 ديسمبر ) لكنه لم يكن كامل الدقة فأجرى
عليه تعديلات جديدة من بابا النصارى (جرريجوري الثالث عشر )
لتلافي الأخطاء الواقعة ، وذلك في سنه 1582 ،
ثم انتشر العمل به في اغلب الدول النصرانية بعدا أن كان انتشر
العمل به في الكنيسة الغربية ( المذهب الكاثوليكي ) فقط ،
ومازال هذا التأريخ الشمسي الميلادي المبتدع ينتشر حتى صار
معمولا به في أغلب الدول الإسلامية إلا من رحم الله ،
وترتب على ذلك الزهد بالتأريخ الهجري الشرعي
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




تاسعاً :- أهمية التمسك بالتأريخ الهجري :-
إن من الواجب على المسلمين حكومات وشعوبا الاعتزاز بتأريخهم الهجري
والتمسك به والتأريخ به وعدم التأريخ بالتأريخ الميلادي لعدة أمور ،
ومن أهمها:
1- لأن العمل بالتاريخ الهجري دين يتقرب به العبد إلى الله
لارتباطه بالهلال الذي ترتبط به الكثير من العبادات والأحوال الشخصية
والمعاملات كالصوم والعيدين ووجوب الزكاة ، والبلوغ والتكليف
وعدة المطلقة والإجار ومواعيد الديون وغيرها ،


ومن القواعد الشرعية :-
( مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
وقد قال الله تعالى
(يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج )
و قال تعالى
(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا
عدد السنين والحساب )

وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه ما قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :-

( إذا رأيتموه – أي الهلال _ فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا )

2- لإجماع الصحابة على العمل بهذا التأريخ ولا تجتمع الأمة على ضلاله ،
وينبغي أن يلاحظ في إجماعهم عدة أمور :- أن الصحابة سموه تأريخا إسلاميا ،
واعتبروه رمزا إسلاميا ولذلك ربطوه بيوم الهجرة العظيمة ،
وإنهم كرهوا تواريخ الأمم الأخرى ومن ضمنها التأريخ الميلادي ،
وأيضا فإن هذا التأريخ لم يكن لعباداتهم فحسب ، بل لعباداتهم ومعاملاتهم
ودينهم ودنياهم ويؤكد لك ما تقدم ذكره من أن سبب وضعه كان أمرا دنيويا .

3- لأنه من وضع وأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وسنته ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :- ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )
رواه أحمد أبو داود الترمذي

4- أن الأمة الإسلامية بسلفها وخلفها وأئمتها وأعلامها تعاقبت
على هذا التأريخ جيلا بعد جيل ، ولم تعمل بالتأريخ الميلادي
إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية ودخول الاستعمار الصليبي
لبلاد المسلمين عام 1340 من الهجرة.

5- لارتباط هذا التأريخ بحدث عظيم له تأثير الكبير على قيام دولة المسلمين
وعزهم واستقلاليتهم عن المشركين

6- لأنه سبب كبير في عز الأمة واستقلاليتها وتميزها عن باقي الأمم الكافرة ،
ومما يؤكد ذلك أن أول الأعمال التي قام بها من قضوا على الخلافة العثمانية
في تركيا هو :-
إ حلال التأريخ الميلادي النصراني محل التأريخ الهجري الإسلامي .

7- لأن للتأريخ الهجري تأثيرا كبيرا على عقيدة الولاء للمؤمنين،
والبراءة من اليهود والنصارى والمشركين،
ولذلك عد بعض العلماء :- التأريخ بالتأريخ الميلادي النصراني من موالاة النصارى .

8- لسهولة التأريخ الهجري ويسره ووضوحه ، والله تعالى يقول
( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )
ويقول ( ما جعل عليكم في الدين من حرج )

9- لارتباط التاريخ الميلادي بعقيدة النصارى ودينهم،
وهو ولادة المسيح ابن الله في زعمهم وعقيدتهم
وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

10- لأن التأريخ الميلادي الشمسي يقترن بتمجيد اثني عشر إلها
مزعوما من آلهة الرومان الأسطورية ،
وعلى سبيل المثال لا الحصر :-
شهر (يناير) وهو اسم إلههم يانوس ، وهو إله الشمس
شهر ( مارس ) وهو إله الحرب وحامي الرومانيين عندهم .
وكذلك اسم الأيام تقترن بتمجيد الهتهم المزعومة .
يوم الأحد (sunday ) معناه :- الشمس المقدسة
يوم الثلاثاء (tusday) وهو اسم الإله عندهم ( تير )



* شبهتان والجواب عليهما :-
1- العمل بالتأريخ الميلادي الشمسي لأنه يدور مع الفصول الأربعة دورة ثابتة ،
تسهل على الفلاحين والصيادين والمسافرين وغيرهم مواعيد أعمالهم
وهذا غير متيسر بالتأريخ الهجري .

والجواب عليها :-
أن المسلمين يستعملون البروج كالحمل والثور والجدي وغيرها في هذه الأمور
الدنيوية وكل برج بعدد ولا يتغير وقته ، وهذه البروج معروفه عند العرب من قديم،
واكتفوا بها عن التأريخ الميلادي الشمسي وبها كانوا يعرفون
وقت النتاج والتأبير وغير ذلك.

2- أن التأريخ الميلادي يحدد المواعيد الهامة مثل مواعيد المستشفيات والزواجات
وغيرها وهذا لا يتيسر في التأريخ الهجري لارتباطه بالهلال .

والجواب عليها :-
أن الحل تحديد المواعيد بتحديد الأيام كالأحد أو الخميس ،
وهكذا مع التأريخ الهجري ،
وإذا حدث اختلاف في التاريخ فإنه سيكون طفيفا جدا ،
ولا يتجاوز رقما أو رقمين عادة ،
ويكون علاجه وتصحيحه بتحديد اليوم باسمه ، ولا حاجة حينئذ للتأريخ الميلادي
الذي يترتب على التأريخ به مفاسد كثيرة ، مقابل ما يترتب على التأريخ به
من مصالح قليله ، يمكن تحصيلها ببدائل أخرى سالمة من كل مفسدة .


يتبع




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (10-16-2020),  (08-23-2020),  (09-03-2020)