12-15-2020
|
|
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ, هَلْ تَعْرِفُ مَاهِي الأَسْبَابُ ؟
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ"
قِيلَ الأَسْبَابُ تَعْنِي المَوَدَّةُ و قِيلَ الوِصَالُ الذِّي بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا و قِيلَ النَّدَامَةُ
و قِيلَ المَنَازِلُ بِمَعْنَى المَرَاتِبُ و الدَّرَجَاتُ و قِيلَ الأَرْحَامُ و قِيلَ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا.
ذَاكَ قَوْلُ كِبَارِ مُفَسِّرِي الأُمَّةِ.
رَدُّنَا عَلَى هَاتِهِ الأَقْوَالِ:
الأَقَارِبُ و المَوَدَّةُ و المَالُ و العَمَلُ وَ غَيْرُهَا هَذِهِ أَسْبَابٌ هَذَا صحِيحٌ, لَكِنْ هَذَا القَوْلَ فِيهِ عِلَّتَانِ وَ مَنْ قَالَهُ أَغْفَلَ أَشْيَاءًا عَدِيدَةً.
العِلَّةُ الأُولَى: أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الأَشْيَاء تَنْقَطِعُ عَنِ الجَمِيعِ كَافِرًا و مُؤْمِنًا.
العِلَّةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ كُلَّ هَاتِهِ الأَشْيَاءِ تَنْقَطِعُ عِنْدَ المَوْتِ أَيْ قَبْلَ الحِسَابِ.
أَمَّا قَوْلُنَا نَحْنُ:
يَقُولُ تَعَالَى: "هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ".
ذَاك تَفْسِيرُ قَوْلِهِ:"تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ".
الكَافِرُ عِنْدَ الحِسَابِ تَنْقَطِعُ عَنْهُ الحُجَجُ و لَا يَجِدْ مَا يَرُدُّ بِهِ عذَابَ اللَّه.
السُّلْطَانُ هُوَ الحُجَّةُ و الشَّيْءِ الذِّي يَنْقَطِعُ عَنِ الكَافِرِ يَوْمَ الحِسَابِ هُوَ الحُجَّةُ
و الحُجَّةُ هِي السَّبَبُ و الحَبْلُ.
لَكِنَّ الحُجَّةُ لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا عَنِ المُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا و القَبْر و الآخِرَةِ.
ذَاكَ مَعْنَى الآيَةِ.
كَمْ هُوَ جَمِيلٌ تَفْسِيرُ القُرْآنِ بالقُرْآنِ و كَمْ هُوَ عَظِيمٌ الكِتَابُ الذِّي أَتَى بِهِ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ و سَلَّمَ لَوْلَاهُ لَغَشِيَتْنَا الضَّلَالَةُ.
المواضيع المتشابهه:
|