الموضوع: ثم عاد ( رواية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2011   #5


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



ويوم قادم لا ندري ما فيه، ويوم أنت فيه، فانشغل بالعمل وأحْيِه، قال: ما العمل إذًا؟ وما الخطوة التالية في هذا الطَّريق المشرق المنير، قلت:
ضربة البداية، قال مبتسمًا: وما ضربة البداية؟! قلت: بَقِيَ خمسُ دقائق على الصلاة، غدًا - إن شاء الله - نشترك سويًّا في ضربة
البداية فما رأيك؟ قال متحسرًا: الوقت الجميل يَمُرُّ سريعًا، قلت: الوقت الجميل في طاعة الله باقٍ ببقاء طاعتنا له سبحانه.
خرج الإمام، قمنا للصلاة.


حافز قبل ضربة البداية


عن أبي طويل شطب الممدود قال: أتيتُ النبي فقلت: أرأيت مَن عَمِلَ الذنوب كلها، ولم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلاَّ أتاها، فهل لذلك من توبة؟
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فهل أسلمت؟))، قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال:
((تفعلُ الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن)).
قال: وغدراتي وفجراتي؟
قال: ((نعم)).
قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى تَوَارى.



الفصل الثالث


ضربة البداية


نصف ساعة انقضت بعد عصر يوم من أيام رمضان المبارك، هاتفي النَّقَّال يعلن عن تلقي اتِّصال، إنَّه أحمد، السَّلام عليكم، كيف حالك يا أحمد؟
وعليكم السلام، الحمد لله بخير، أعتذر عن الاتِّصال إنْ كان الوقتُ غير مناسب، قلت: ابدأ يا أخي، قال: هل من الممكن أن تتقبَّل
دَعوتي على الإفطار اليومَ؟ قلت مداعبًا: أنا أعرف سِرَّ هذه الدعوة، قال ضاحكًا: وما هو؟ قلت:
أنت مُتعجِّل ضربةَ البداية، قال: صحيح، قلت: آتيك إن شاء الله.صلينا المغرب، ثم صعدنا إلى بيت أحمد الذي
لا يبعد عن المسجد كثيرًا، وقبل أن نأخذ مقاعدنا، بادرني: أنْ هيا نقوم بضربة البداية، حَدِّثْنِي عنها، قلت:
ضربة البداية هي الأساس في كل ما ستَبنيه في طريقك إلى الله - عزَّ وجلَّ - فإذا صَحَّت ضربة
البداية يصحُّ ما بعدها إن شاء الله، وكل مقدمة ولها نتيجة، والنَّحلة إذا أفرزت لا تفرز إلاَّ العسل، ودودة القز
إذا نسجت لا تنسجُ إلاَّ الحرير.إنَّ هذه الضربة - أعني ضربة البداية - هي التوبة، "وهي أول المنازل وأوسطها وآخرها،
فلا يفارقها العبد السالك، ولا يزال فيها إلى الممات، وإن ارتَحَل إلى منزل آخر، ارتحل بالتوبة واستصحبها معه،
فالتَّوبة هي بداية العبد ونِهايته، ويلازم التوبة".ولا بُدَّ أن يُلازمها العزم، والعزم هو الحرص والتصميم الجازم
على فعل شيء ما، ومن أهميته كان العزم حجرَ الزَّاوية في التوبة، فهو شرط من شروط التوبة،
بل إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - جَعَل أفضلَ رسله - عليهم الصلاة والسلام - هم أولي العزم؛ ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]،
فالعزم لازم إذًا في كل مراحل السير إلى الله، كلزوم التوبة لا ينفكُّ عنها، قاطعني: ولكنك تحدثني عن التوبة كأني لم أتب،
وإلاَّ لماذا أنا في المسجد؟ أجبني، قلت: يا أخي، الله - عزَّ وجلَّ - أمر كل المؤمنين بالتوبة؛ فقال:
﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]، ألم أقل لك: إنَّ التوبة
لا تنفكُّ عن العبد بحال من الأحوال، فالتوبة درجات، كما سُئِلَ الحسين المغازلي عن التوبة،
فقال: تسألني عن توبة الإنابة أم توبة الاستجابة؟ قال السائل: وما توبة الإنابة؟ قال:
أن تخافَ من الله من أجل قُدرته عليك، قال: فما توبة الاستجابة؟
قال: أن تستحي من الله لقُربه منك .











 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس