08-13-2021
|
|
ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»[1].
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث (1391)، وأخرجه البخاري في "كتاب فضائل المدين"، "باب 12" حديث (1888).
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على تحديد الروضة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -ودليل على فضلها، أما تحديدها فهي ما بين بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - (غرفة عائشة - رضي الله عنها) ومنبره - صلى الله عليه وسلم - وأما فضلها فهي روضة من رياض الجنة.
واختلف في معنى (رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ) على أقوال:
قيل: أنها كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة؛ [انظر الفتح، "كتاب فضائل المدينة"، "باب 12"، حديث (1888)].
وقيل: إن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة، وهذا القول ذكره النووي والذي يليه؛ [انظر شرح حديث (1391)].
وقيل: هو على ظاهره، وأن هذه الروضة ستنقل إلى الجنة في الآخرة، ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - وذكر قولًا رابعًا، فقال: "فقال قوم معناه أن البقعة ترفع يوم القيامة، فتجعل روضة في الجنة، وقال آخرون: هذا على المجاز.
قال أبو عمرو - رحمه الله -: "كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه، يتعلمون القرآن والإيمان والدين، هناك شبه ذلك الموضع بالروضة لكرم ما يُجتنى فيها، وإضافتها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة"؛ [انظر: التمهيد (2/ 287)].
الفائدة الثانية: الحديث دليل على أن منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - على حوضه، واختلف في معنى هذا.
قال النووي - رحمه الله -: "قال القاضي: قال أكثر العلماء – رحمهم الله – المراد منبره بعينه الذي كان في الدنيا وهذا هو الأظهر ... وقيل: إن له هناك منبرًا على حوضه، وقيل: معناه أن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه الحوض ويقتضي شربه منه"؛ [انظر شرحه لمسلم الحديث السابق].
[1] وبنحوه في الصحيحين من حديث عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِي رضي الله عنه.
المواضيع المتشابهه:
|