الموضوع: زيارة مقعد
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-22-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1804 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,599 مرة في 2,462 مشاركة

اوسمتي

افتراضي زيارة مقعد



عامر الخميسي

زرتُ الليلةَ رجلًا أربعينيًّا مصابًا بالفشل الكُلوي، مُقعدًا في بيته منذ سنتين، وقد تورَّم جسدُه، تراه تَحسَبه يُصارع الموت، ما رأيتُ رجلًا مثله في الصبر على البلاء، المصائبُ تنزل على رأسه كحبَّات البَرَد، يَسكن مع أولاده الستة بيتًا بالإيجار، ليس يقوم على رعايته أحد، يرعاه فحسب - وكفاه - الواحد الأحد، اللافت في الزيارة أنه حدَّثني عن شوقه إلى المسجد، وغلبته دموعُه، قال: لا يوجد أحدٌ مثلي في النِّعم، يكفيني أن لساني لا يَفتُر عن ذِكر ربي، واللهِ وقفتُ مشدوهَ الفكر أمامه عندما قال: أنا في نعمة لا يَعرِفها أحدٌ، قلتُ لرفيقي: سجِّل مقولته وأخبِر بها المصابين، لا، بل كلَّ الناس!



خرجتُ بعدها متعلمًا منه دروسًا أربعة:

أولها: أن المصاب مَن أُصيب في دينه، والمُقعَد مَن أقعدتْه هِمَّته، إنه يبكي لا لأنه مُصاب - فهو يعتبر مصيبته نعمةً - بل يبكي لأنه اشتاق إلى المسجد وحنَّ إليه، "ليس مصابًا مَن تعلَّقت رُوحه بالله".



وثانيها: أن جنة الرضا إذا غمَرت القلب أصبَح في بُحبُوحة النعيم، وإن نبتَت وأورَقت وفرَّعت شجرةُ المصائب على رأسه، فكل بَليَّة عنده عَطيَّة، وكل مِحنة مِنحة؛ "ادْخُلْ جنة الرضا؛ لتُؤمِّن النعيم لرُوحك".



وثالثها: قُم إلى الصلاة - ما دمتَ مستطيعًا - متى سمِعت النداء، مهما أرهقتْك الآلامُ؛ فلربما يأتي يوم تتمنَّى فيه الوقوفَ أمام الله ولا تستطيع، عافاك الله في جسدك؛ "وخُذ مِن صحتك لسَقَمِك".



ورابعها: عدِّد نعم الله عليك، انظر إلى الموجود، ولا تنظر إلى المفقود، إن مصنع الكُليتين يَغسل لك مجانًا في الأسبوع خمسًا وثلاثين مرة، وهذا ينتظر دورَه في المستشفى مرتين في الأسبوع، إنَّ همَّك مهما بلغ، فليس بأكبر مِن همِّ الذي ينتظر إشراقة شمس غدٍ ليَغسل كُليتيه؛ "قل: الحمد لله؛ فأنت في نِعَمٍ عميمة، وأفضال جسيمة، لكنك لا تدري".

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (11-22-2021),  (12-01-2021)