الموضوع: قصة ربما الجنة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-24-2023
اميرة الحب غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
ستجد الحب حتماً حين تؤمن بكل قواك القلبية أنّك تستطيع تحمل كل نقطة عذاب ستواجهك في هذا الطريق، وحين تؤمن وتستوعب جيداً أنّ الحب تضحية، ووفاء، وحنان لا ينتهي
اوسمتي
وسام الادارية النشطة وسام العطاء والتميز تكريم اكتوبر وسام الإدارية المتميزه 
لوني المفضل Gold
 رقم العضوية : 3722
 تاريخ التسجيل : Feb 2021
 فترة الأقامة : 1534 يوم
 أخر زيارة : منذ 24 دقيقة (08:04 PM)
 المشاركات : 125,047 [ + ]
 التقييم : 1237833440
 معدل التقييم : اميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 19,738
تم شكره 12,827 مرة في 8,224 مشاركة

اوسمتي

user353_pic2thumb قصة ربما الجنة






جلستُ بجانبِ النافذةِ الزُجاجيَّة، ثم رأيتُ البيوتَ تتحرَّكُ إلى الوراء، بعضَ الدكاكين، وأُناسًا كثيرين؛ مَن يمشي للأمام، مَن يمشي للوراء، جميعهم خلفي، فأدرتُ وجهي للجهةِ الأُخرى، وجدتُ أخي يجلِسُ بجانبي، رأيتُهُ يضحَك ويذكِّرُني بأيَّامِ طفولتِنا، عندما كُنَّا نذهبُ معًا كي نسقي الأشجارَ التي زرعَها أبي في حديقةِ منزلِنا، فكانت تُمَلِّسُ بأيديها على رؤوسِنا، تتمايلُ بفروعِها تقبِّلُ جباهَنا، وكأنَّها تشكرنا على ما نفعل.



يذكِّرُني بأيَّام الصيام، ولياليه شديدةََ البرد، وأنَّنا كُنَّا نجلِسُ أمام المرئي نتغطَّى بالبطاطين، لا يعرفُ النومُ إلاَّ طريقَ أعيُنِنا، وتدعونا أمي للسحور، لكننا لا نستطيعُ التحرُّرَ من قيدَي النوم والبرد، فتأتي لنا بالطعام.



يذكِّرُني بخروجِنا معًا لنلعب بالدراجة، يركبُها مرَّة، وأركبُها مرَّة.



ثم قال لي: لا، لن تخرجي وحدكِ، فقلتُ له: لستُ منتظرةً أمرَك؛ لأني لا أريدُ الخروجَ وحدي، وأملتُ رأسي بخفةٍ قائلة: أنت مَن عوَّدني على ذلك.



ثم أدرتُ رأسي للنافذة مرَّةً أُخرى، اعتقدتُ أنَّ طفلاً رآني فاندهش، وقال لأبيه:

• انظر يا أبي، إنَّها تُكلِّمُ نفسَها.



فأدرتُ رأسي مُسرعةً لجهةِ أخي فلم أجدْه، رأيتُني وحدي في السيَّارة، لم أندهش كثيرًا، فقد عُدتُ للواقع، أعدتُ النَّظرَ من النافذة، وتذكَّرتُها، المرأةَ العجوز التي كانت تجلسُ أحيانًا أمام بابِ منزلِنا، تُهمهمُ بكلماتٍ لا نستطيعُ ترجمتَها.



وإنَّهُ حدَّثني مرَّةً عنها، أنَّها كانت تجلسُ في الطرقات، تهيمُ في الشوارع، لا يتحمَّلُها الناس، ولم لا؟ فإخوانُها لم يتحمَّلوها، زوجُها أقربُ الناسِ إليها لم يتحمَّل شرودَها الكثير، بل أكثر من ذلك، يجري وراءَها الأطفالُ يرشُقونَها بعباراتٍ تقعُ كالسِّكِّينِ على جُرحٍ غائر لن يلتئم أبدًا!



كانت تُجالسُ أُناسًا لا نراهم، لكنَّها تراهم، تراهم أرحمَ ممن يعيشون حولَها، أحيانًا تتشاجرُ معهم، لكنها تنتصر، أُناسٌ من حولها يُسمُّونهم عفاريت، ومن يدري لعلَّهم ملائكة، لعلَّهم أُناسٌ فقدتهم، لم يكونوا كما تمنَّت، لكنَّها استطاعت بخيالِها أن تعيشَ معهم كما تمنَّت، في عالمٍ تحوَّلت فيه ثيابُها الباليةُ إلى حرير، عالمٍ بنت فيه قصرًا، مدينةً فاضلة، أو رُبَّما جنَّة.



وجدتُني أقول: الحمدُ لله، معذرةً يا أُختي، أتمنَّى ألا تكوني نهايتي.


🔹️🔷️🔹️🔷️🔹️🔷️🔹️


مما قرأت

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :




💕🅰 🅼 🅵 💕



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اميرة الحب على المشاركة المفيدة:
 (02-24-2023)