02-07-2024
|
|
|
صياد الفرح / الشاعر السوري حسن بعيتي
كلُّ أنثى مررتُ بها
أخذتْ حصّةً من رحيقِ كلامي ,
و طارتْ بعيداً إلى شأنِها ..
كلُّ أنثى مررتُ بها
تركتْ فوق قلبي
دموعَ مناديلِها .. و ملامحَ ضحكتِها
حين كنتُ أعِدُّ لها بالغناء صباحاً جديداً
لتنهضَ منْ .. حُزنِها
كلُّ أنثى مررتُ بها
كنتُ أحكي لها عن شجُوني
و أتركُ قلبيْ ينامُ كطفلٍ على راحتَيها
فتوشِكُ منْ فِتنةٍ أن تذوبَ
و توشِكُ منْ حُسنِها
كلُّ أنثى مررتُ بها
كنتُ أبنيْ على الغيمِ عُشـَّـاً صغيراً لها
ثمَّ أفتحُ بابَ القصيدةِ ليلاً
لتخرجَ منْ سِجنِها
كلُّ أنثى مررتُ بها
كنتُ في كلِّ فجرٍ أصبُّ لها لغتي
دمعةً .. دمعةً
و أداعِبُ غفوتَها بحريرِ الغِناء
فأوقِظُ أحلامَها , ثمَّ أتركُ عندَ الصّباحِ
قطيعَ نجومٍ .. يحطُّ على جفـْـنـِها
كلُّ أنثى مررْتُ بها
غيّرتْني قليلاً
بما تركتْهُ من الوردِ في لــُـغتي
حينَ رحْتُ أسابِقُ قلبي لأبلُغَ ما تشتهيهِ
و أرقى
إلى صورة الحبِّ في ظَنـِّــها ..
أنا شاعرُ القلبِ
لم أقترفْ في حياتي من الحبِّ
ما يجرحُ الماء
لكنْ عرفتُ الكثير الكثير من العاشقات
من البائسات ..
من الباحثاتِ عن الحبِّ في قلبِ هذي الحياة
قرأتُ لهنّ الأغاني التي كنُتُ خبأتُها ..
و أشرعْتُ أبوابَ قلبي التي كنتُ أوصدْتُها
و أحببتُ من أجلهنَّ ذنوبي ..
و كمْ منْ ذنوبٍ - فهِمتُ السماءَ كما ينبغي –
حينَ قارفتُها
أنا شاعرٌ
إنْ مضيتُ و لم أبتكرْ قمراً من حنيني
فما نفعُ عمري
و ما نفعُ هذي الحياة التي عِشتُها .
_________________________________________
نص "صياد الفرح" للشاعر السوري حسن بعيتي
المواضيع المتشابهه:
|