09-05-2024
|
|
قراءتي لومضة (..... ما قَطعْ !) للأديب عدي بلال (المهندس) :
خشية أن يفقدها ؛ قِصاصًا قُطِعَتْ يدُهُ !
ع . ب
لستُ ممن يميلون إلى قراءة الومضة وخاصة ما ينشر في المنتديات ، ولكنني عندما قرأتُ ومضة أخي العزيز الأديب القدير الناقد البارع / عدي بلال (المهندس) (... ما قطعْ) ألزم علي القراءة والغوص في أعماقها رغم ضعف الوسائل لدي !
عندما قرأتُ الومضة أول مرة مر بخاطري هذا المثل لابن عباد (عش رجبًا ترى عجبًا) ولعل السبب هو التقديم والتأخير والحذف وسبب آخر لا أحبذ الإفضاء به !
أعدتُ قراءتها ثلاث مرات متتالية بتأنٍ ، وللوهلة الأولى يخيَّلُ إليكَ أنها غير مترابطة ولا تحمل معنى معيَّنًا ، وعندما تتأملُ بها وتعيد قراءتها يظهر لك العمق المخفي بين ثناياها ، وكثرة التأويلات التي تتعارك في ذهنكَ !
بدأ العنوان بالنقط الثلاث ، وهذا يدل على أن هناك كلامًا سبق ! وأتى بعدها بــ (ما الموصولة) -وهذا الذي أميل إليه- وختمه بالقطع ثم علامة التعجب .
ونجده لجأ للتقديم والتأخير فقدم المفعول به (قصاصًا) على الفعل والفاعل ، وهذا يدعو إلى التساؤل هل تقدمتْ للتعجب أم للتأكيد ؟! وأميل إلى أنه أتى بالتقديم للتعجب !
نعود الآن إلى الومضة التي تجعلني أتساءل لماذا لم يجعلها هكذا : (قطعت يده قصاصًا خشية الفقد) ! أرأيتم ضعفها وركاكتها لو أتى بها على هذا السبيل ؟! لكنه لبراعته لجأ لأسلوب التقديم والتأخير والحذف فأتى بما يبهر ، فلكَ أن تقول أن القصاص مجازي وهذا سيحلق بك إلى آفاق كثيرة كالأمانة والغربة والوطن و ... !
أو أن تقول إنه حقيقة ، وهنا ستتبادر إليك الكثير من الأسئلة : كالإيثار والصدق والوفاء و ... ! ومن الذي حكم وقضى ونفذ ؟!
أقرُّ بعيِّي أمام هذه الومضة البديعة التي تثير الكثير من التساؤلات وتذهب بك إلى تأويلات تتجدد مع كل قراءة !
أشكر أخي أبا ليث على هذه الومضة التي أذهلتني وأجهدت عقلي وأعيت أناملي !
المواضيع المتشابهه:
|