منذ 4 أسابيع
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 4368 |
تاريخ التسجيل : Jul 2024 |
فترة الأقامة : 444 يوم |
أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (04:14 AM) |
المشاركات :
2,820 [
+
]
|
التقييم :
11 |
معدل التقييم :
 |
بيانات اضافيه [
+
] |
شكراً: 3
تم شكره 137 مرة في 129 مشاركة
|
|
|
حوار مع انثي منزوع الشهوة حصري
كانَ القلبُ يَنْبِضُ بِرغبةِ المعرفةِ،
فبادرتُها القولَ: "أودُّ أنْ أتعرّفَ عليكِ".
غَشِيَها شيءٌ منْ الحذرِ، وقالتْ بنبرةٍ قاطعةٍ: "المسألةُ
ليستْ تعارُفاً، فأنتمْ أيّها الرجالُ تحبّونَ استدراجَ المرأةِ".
استوقفتْني كلماتها، فأردفتُ قائلاً: "ولِمَ الافتراضُ أنَّها كمينٌ؟
إنّها مجرّدُ معرفةٍ".
لكنّها أصرّتْ على حكمِها: "كلّكمْ تبحثونَ عنْ الشّهوةِ".
تنهّدتُ عميقاً، وقلتُ لها: "هذهِ مغالطةٌ منطقيةٌ، إنّها
التعميمُ الذي يُطلقُ صفةَ النُدرةِ على الأكثريةِ. وهلْ
أصبحتْ كلمةُ 'رجل' سُبّةً أوْ نقيصةً؟"
ثمَّ اختصرتُ لها الأمرَ، فقلتُ بصدقٍ:
"يا سيّدتي، الشهوةُ ليستْ نقيصةً ولا عيباً، بلْ هيَ
القوّةُ التي حافظتْ على بقاءِ البشريةِ،
وبِها أيضاً قدْ تدمّرُ الحضارةُ.
وإنْ كانتْ الشهوةُ هيَ دافعَ بعضِ القلوبِ،
فجمالُ المرأةِ ليسَ دائماً مقياسَها. إنَّ التعارفَ
هوَ محاولةٌ لاكتشافِ شريكٍ، لا جاريةٍ تُمتِّعُ.
أولئكَ مجرمونَ حقاً، ولكنَّ الجريمةَ لها صدىً وصوتٌ عالٍ.
الملايينُ منْ الرجالِ لا يمارسُون هذا الجُرمَ،
لكنَّهمْ لا يُظهرونَ للعَامّةِ، لأنَّ الحديثَ عنْ الشرفِ
مملٌّ وكئيبٌ في عالمِنا هذا، بينما النميمةُ
والفضائحُ نشطةٌ ومُشَوّقةٌ وتُريحُ النفوسَ المريضةَ.
نعم، التعارفُ هوَ منْ أجلِ الزواجِ، وليسَ
منْ أجلِ المُجونِ. هوَ ليسَ مقيداً بجمالكِ ورسمِ قَدِّكِ،
ولا حتّى بِعيونِكِ ونعومةِ شعركِ. التعارفُ هوَ
محاولةٌ لِشريكٍ قبلَ أنْ يُحبَّ، يرحمُ، وقبلَ أنْ يَحلمَ ببيتٍ،
يَحلمُ بسَكَنٍ، وقبلَ أنْ يَعشقَ، يَوَدُّ، وقبلَ أنْ يُطالِبَ،
يُعطي حناناً وبسمةً ترتسمُ على ثَغْرٍ لآخرِ العمرِ".
غَشِيَها الحياءُ ونظرتْ إلى الأرضِ، فأقبلتُ عليها،
ورفعتُ بيديَّ وجهَها لأرى عينَيْها،
فإذا بِالوَفاءِ يَتجسَّدُ في مُقْلَتَيْها.
المواضيع المتشابهه:
|