عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم منذ 4 يوم
مُهاجر غير متواجد حالياً
اوسمتي
تكريم اكتوبر قلم وهج المميز قلم وهج المميز الكاتب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3925
 تاريخ التسجيل : Jan 1970
 فترة الأقامة : 20391 يوم
 أخر زيارة : منذ 18 ساعات (02:46 PM)
 المشاركات : 12,059 [ + ]
 التقييم : 250525
 معدل التقييم : مُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond reputeمُهاجر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 198
تم شكره 150 مرة في 91 مشاركة

اوسمتي

افتراضي على ضفافِ الودِّ المنكسر



من المضحكات المبكيات تلك النظرات الحانقة، وتلك العبارات الباردة في ذلك المجلس!

بعدما كان اللقاء الذي يجمعنا تحفّه المودّة، وتغشاه المحبّة، وتحتضنه الأخوّة.

وما كان من تبدّل الحال إلّا كلمةً قُصد بها الخير، ولُفظت بلسان الحريص على لمّ الشمل، ونبذ الفرقة وشتات الجمع.

الأمر المؤلم في ذلك؛
هو نسفُ الأيام الطويلة التي قضيناها معًا، بعد أن ألفنا بعضنا، واشترينا سعادتنا من متجر الإخلاص لبعضنا.

ظننتُ أن تلك الفترة كفيلةٌ وشفاعةٌ لتجاوز ووأد كل سوء ظن، وتقديم العذر قبل إطلاق أسهم الشكّ.

أحيانًا؛
أتّهم نفسي بأني سبب ذلك المصاب، وفي ذات الوقت أقول في نفسي:
أتكون الصراحة هي السبب؟
هل الأصل هو السكوت على هواجس الفرقة وكتم ذلك الأمر، كي تسير السفن إلى شاطئ الأمان فنسلم؟

بتُّ لا أعرف الصواب من الخطأ، في هذا الزمان الذي التصق بحاله عجائبُ الفعل!

كم من قلوبٍ كانت تُزهر وذبلت!
وكم من أرواحٍ كانت تأنس فاغتربت!
تفرّق الجمع، وتبدّلت المودّات، وسكنت الوداعة قبور النسيان، كأنّ الأمس لم يكن له في قلوبنا مكان.

يا ليت الودّ يُشترى كما يُشترى العطرُ الفاخر، ليبقى عبقه حاضرًا مهما عصفت رياح الزمان!
وياليت الصفاء يُغرس في القلوب غرسًا، فلا تهزّه عواصفُ الظنون، ولا تقتلع جذوره لحظة طيشٍ أو غفلةٍ أو سوء فهم.

لكأنّ الدهر يعلّمنا أن الحذر في الحبّ أوجب، وأن حسن النيّة لا يُكافأ دائمًا بحسن الظنّ!
ومع ذلك... سأبقى أُحبّ اللقاء، وأرجو الصفاء، وأؤمن أن القلوب الطيّبة مهما تعثّرت، تعود يومًا لتلتقي على نهر الوفاء.

فما ضاع ودٌّ صدقَت فيه النيّة، ولا خابَ قلبٌ حمل في طيّاته سلامةَ السريرة، ونقاءَ الشعور.
وسيبقى في الذاكرة ظلٌّ من جمالهم، وفي القلب ومضةٌ من دفء أيامهم، تبرقُ كلّما اشتدّ ليلُ الجفاء.

فإن عادوا؛ فمرحى بالأرواح التي عرفناها نقيّةً كالغيم.
وإن غابوا؛ فسلامٌ عليهم حيث كانوا، وسلامٌ على الذكرى التي ما زالت تعطر أيّامنا بصمتها الجميل.






رد مع اقتباس