الموضوع: الملافظ سعد
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-15-2021
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة وسام العيد مع الجوري مسابقة نجم سهيل 
لوني المفضل Green
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل : Jun 2020
 فترة الأقامة : 1438 يوم
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

[]d]d الملافظ سعد



الملافظ سعد
................

يُحكى أن ملكاً رأى فيما يرى النائم أن أسنانه كلها سقطت أمامه وهو ينظر إليها
فطلب الملك من أحد المفسرين تأويل رؤياه ..؛
فقال له المفسر : سيموت كل أقاربك أمام عينيك !
فغضب الملك غضبا شديداً وأمر بحبس المفسر ..
وطلب مفسراً آخر ، فلما حضر بين يديه وقص عليه رؤياه ..؛
قال المفسر : أيها الملك سيموت جميع أهلك أمامك !
غضب الملك غضبا أشد من غضبه الأول ، وطلب من حاجبه أن يلقي المفسر في السجن مع المفسر الاول..
ما إن سكت الغضب عن الملك حتى طلب مفسراً ثالثاً ..!
فلما حضر بين يدي الملك وقص عليه رؤياه ..؛
ابتسم المفسر وقال : رأيت خيراً أيها الملك ، ستكون أطول أهلك عُمراً !

التأويل الأخير للرؤيا لا يختلف من حيث المضمون
عن التأويلين الأولين لكنه لا شك يختلف من حيث الأسلوب !
ما دام أن أهل الملك سيموتون في حياته ، فهذا يعني أنه سيكون أطول أهله عمراً
هناك من يقول : نصف الكوب فارغ ، وهناك من يقول نصف الكوب ممتلئ ..

النتيجة واحدة من حيث المضمون ، ولكن المسافة شاسعة بين أسلوب وأسلوب !
علينا أن نختار مفرداتنا بعناية كما نختار ملابسنا وعطورنا ،
لأن الكلام أناقة لا تقل أهمية عن أناقة الثياب ، ورائحة لا تقل شذى عن رائحة العطر ..

كل حديث نجريه ينقسم إلى قسمين :
1- مضمون
2- أسلوب
فإن كان مضمون حديثك جميلا فلا تفسده بقبح أسلوبك ..؛
وإن كان مضمون حديثك قبيحا فلا تُضف لقبح المضمون قبح الأسلوب ..؛
فإذا جمع المرء بين قبحين صار لا يُطاق ...!

« ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك »
مهما كانت فكرتك جميلة لن تكون أجمل من الإسلام
ومهما كانت دعواك عظيمة لن تكون أعظم من الإسلام
ومهما كانت قضيتك مهمة لن تكون أهم من الإسلام
ولكن الإسلام الفكرة الجميلة والدعوة العظيمة والقضية المهمة
كان سيبتعد الناس عنها لو قدمها شخص فظ غليظ القلب ، لا أسلوب
عنده في عرض فكرته ، الأسلوب السيء يُفسد الفكرة الجميلة ..
لهذا اختار الله لدينه العظيم رجلاً « على خلق عظيم »
كان يقابل الاساءة بالاحسان
ويعفو عمن ظلمه
يصل رحمه
ويجالس المساكين
صعد إلى سدرة المنتهى وعاد إلى الأرض يخيط نعله ويحلب شاته ويخدم أهله ..

اختاروا مفرداتكم كما تختارون ملابسكم ..؛
فَ الكلام أناقه أيضاً ..!

مُقتبس من كتاب ( حديث الصباح )
أدهم الشرقاوي





 توقيع :

رد مع اقتباس