نظرية الموزة !

نظرية الموزة!
.
عندما كنت طفلا، أعطتني أمي موزة لآكلها، فوضعتها في جيب حقيبتي المدرسية.. وعند استراحة الظهر في المدرسة فتحت حقيبتي لآكل الموزة فوجدتها
مسحوقة تماماً.. تركت الموزة مكانها على أمل أن أزيلها من الحقيبة لاحقاً.. لكني، وبسبب عطلة نهاية الأسبوع، نسيتها.. وعندما فتحت جيب الحقيبة وجدت الموزة وقد أصابها العفن..
أغلقت الجيب، ولم أخبر أحداً.. وبقيت الموزة سرّي الدفين لثلاثة أيام إضافية إلى أن أصبحت رائحة الحقيبة لا تطاق.. حتى رفاقي كانوا يتسائلون من أين تنبعث هذه الرائحة الكريهة في الصف مما زاد في إحراجي.. فقررت عندها مواجهة الوضع وقمت بإزالة آثار الموزة المتعفّنة ونظّفت حقيبتي وأنهيت المشكلة..
.
.

هذا ما يحصل معنا تماماً..نسحق مشاعرنا من جرّاء اختبار مؤلم أو صدمة نتعرّض لها..
فنبقيها مخبّئة في جيب حقيبتنا الشعورية..
ولا نخبر أحداً عنها..
فتصاب مشاعرنا بالتلف..
رغم إنكارنا، وتجاهلنا لها، وإحكام الإغلاق عليها..
لكن "رائحة" اختبارنا المؤلم، الذي قمنا بدفنه داخلنا، تنتقل من داخل "حقيبة" مشاعرنا إلى الخارج.. فتحوّلنا إلى أشخاص مضطربين، محبطين، نشعر بالكره، بالحقد، بالذنب، أو بالظلم.. ..
الحل الوحيد لهذه المشكلة هو مواجهة الأمر.. وفتح "حقيبتنا" الداخلية ونتظيفها وإزالة بقايا مشاعرنا وأحاسيسنا المتعفنة..
كيف؟
بالشفافية، بالاعتراف أمام أنفسنا وأمام من نثق بهم بأن لدينا مشكلة حقيقية داخلنا..
فالكبت والإنكار.. ولفلفة المشاعر الدفينة والظهور أمام الآخرين بأن كل شيء معنا هو على ما يرام.. وبأننا مسيطرون على الوضع، لا تنفع، بل تُفاقِم المشكلة..
فمهما كانت محرجة آلية البوح بما في داخلنا، تكون أسهل بعشرات الأضعاف من أن نبقى سجّانين دائمين لآلامنا الدائمة..
فلنفتح "حقائبنا"، ولننظّفها من العفن..
ولندع نور الشمس يدخل عتمتها..
هذه هي "نظرية الموزة" التي طبّقتها على حقيبتي المدرسية..
فلنحاول تطبيقها على "الموز" المتعفّن في "حقائبنا" الداخلية الفكرية، والعاطفية..

م.ن

القائد المهاجر

المواضيع المتشابهه:

• تطبيق نظرية كايزن
• كتاب نظرية الفستق للكاتب فهد الأحمدي
• ظهرت نظرية جديدة حول سبب وفاة الملك الفرعوني توت عنخ آمون
• نظرية البروفيسور
• إقليم كردستان.. قوات الأمن تعثر على المنصة المستخدمة في إطلاق الصواريخ على أربيل

أَشكُرك عَلى جمالِ مَا أَبدَعْت بهِ,,!
وعظيمُ ألأمتنانِ
بِـ لَا انتهَاءٌ

كلمات رائعه
يا لجمالها يا لروعتها
كل الشكر لك على هذه الابداع
في التذوق
هنيئا لقلمك
لك تقديري واحترامي
دام ابداعك ودمت بخير

بعض المشاعر اخى لاتظهر الى النور رغم نقائها فتؤلمنا وتظهر على تصرفاتنا رغما عنا

فرغم صحه النظريه احيانا يكون الصمت هو الحل لكن مع مواجهه انفسنا ولانجعل الكبت والكتمان تفسد مابداخلنا وتظهر لمن يستحق فقط ان يراها

اشكرك اخى على الطرح المميز الذى يدعو الى التفكير عما يستحق بداخلنا البوح به او يذهب الى عالم النسيان بدون جرح يصيبنا

ريماس ..

مشكورة اختي الغالية على روعة مرورك
لا هنت ابد والله .. ومبروك المراقبة العامة

القائد المهاجر

دموع حائرة ..

كل الشكر لك .. وعلى مرورك
لاعدمنا هذه الاطلالة الجميلة
وبانتظارك على باقي صفحاتي

القائد المهاجر

منوش ..

لكل انسان شخصيته الخاصة به ..
وطريقته في البوح واخراج مكنونات قلبه

وهذا لا يتعارض ما ما نقلته هنا ..
المهم ان لا تطول فترة الكبت والصمت
حتى لا تؤثر علينا داخلياً .. أو تتفاقم المشكلة

حتى ولو بإخراج لأشخاص آخرين
حتى من دون أن يعرفوا أننا ما عشنا هذه المشاعر

منوش ..

مشكورة اختي على حضورك
وإضافتك الجميلة .. سعدت بها
دمتِ ودام حضوركِ نقياً ..

القائد المهاجر

اخى القائد المهاجر
انا كتبت وجهه نظرى وذكرت صحه النظريه فلم اعترض عليها
لان النفس البشريه بحر واسع مهما حاولنا ايضاحها بنظريات يصعب حصرها
فتلك الصفات والمشاعر والاحاسيس تتفاوت من شخص لاخر بقدره الله تعالى
وصدقت اخى ان لابد ان لايطول الكبت حتى لايؤثر على حياتنا والاهم ان نختار من نبوح له
رغم صعوبه ترجمه مابداخلنا
اشكرك اخى على اتاحه الفرصه لى مره اخرى لمناقشه الموضوع بعد رايك القيم وتعليقك

احترم وجهة نظرك اختي الكريمة ..
وفهمت مرادك وأردت تأييد ذلك بردي
ولعلك أوضحتها أكثر وأكثر مرة آخرى

ما شاء الله .. لديك حصيلة ممتازة من المعلومات
وأسلوب جميل في الرد وسرد ما في الخاطر

أشكرك على المتابعة .. وتشريفك لي مرتين
وبانتظارك على باقي صفحاتي هنا وهناك

القائد المهاجر

نعم نعم القائد المهاجر لقد طبقت نظريه الموزه لذالك أناشبح الآن
شكرا لمن جعلني هكذا لا شعور ولا مشاعر