~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 1,359
عدد  مرات الظهور : 36,328,715


عدد مرات النقر : 1,359
عدد  مرات الظهور : 36,328,715

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ يوم مضى
عبد العزيز غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
الكاتب المميز تكريم اكتوبر وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4049
 تاريخ التسجيل : Oct 2022
 فترة الأقامة : 935 يوم
 أخر زيارة : منذ 14 ساعات (08:32 PM)
 المشاركات : 16,472 [ + ]
 التقييم : 11248
 معدل التقييم : عبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 10
تم شكره 236 مرة في 148 مشاركة

اوسمتي

افتراضي المرج والمقهى !





كان منذ ريعانه يعوجُ على ذلك المقهى الذي كان فيما مضى مرجًا يلهو به ويلتقي مع من شغفته فيه ، ويعدو فوق الوهد وهي تتبعه ثم يصعد الرابية فتنتظره في الأسفل لكي ينزل ، فيقهقه ويستلقي على ظهره ويرنو إلى السماء والسعادة تكاد تنبجس من قلبه !
يندر أن يمضي يومٌ ولم يُلْممْ به ، وفي أحد الأيام فوجئ بتلك النَّصَفِ جالسة على الطاولة ! رافعة فنجان القهوة تحتسيه وعيناها تطالع كتابًا !
أحد النظر إليها ولم ينبس ببنتِ شفة ، ومذْ ذلك اليوم حرص أن يأتي باكرًا ويجلسَ في مكانٍ قصيٍّ يرقبها من حيث لا تشعر ! وإذا بدأ رواد المقهى بالانفضاض انفض مع أوائلهم !
مُذْ ذلكَ اليوم والحنين والخشية يعتلجان بقلبه فطورًا وطورًا ! وكان مع هذا يأتي باكرًا ويمضي مع أوائل المنفضين ، ولم يفجأه في أحد الأيام إلا وردة موضوعة على الأصيص فوق طاولته !
اختلس النظر إلى طاولة النَّصَفِ فلم يرها ، وأجال ناظره في المكان فلم ير لها أثرًا ، وبعد مضي بعض الوقت أتتْ وكعادتها فنجان قهوة وكتاب !
أطال النظر إليها خلسة ، والذكرى تمر أمام ناظريه وفي قلبه يعتلج ما يعتلج ، ومع هذا ظل قابعًا مكانه وطلب كوب شاي أتبعه بآخر ، وبعدها نهض ومضى صوب الباب ، وتوقف قليلًا ، ونظر إليها ، ثم اعتدل وخرج .
لم يقرَّ له قرارٌ تلك الليلة في منزله ، فخرج واتجه صوب الرابية ، وصعد إليها وهبَّتْ نسماتُ المساء العليلة مضمَّخةً بذكرى من لم تبرح عقله وقلبه ، فقال : الدنيا تُفرِّقُ أكثر مما تجمع ! وتُقصي أكثر مما تُدني ! وتُشجي أكثر مما تسعدُ ! واجتماعنا بعد هذا العمر إنما هو اجتماع الكمد والفراق والتشفِّي ! وإني لماضٍ إلى حيث الخلوة التي لن تطول حتى يَأْزَفَ خروجي الذي لا أوبه منه مدى الدهر ! فمتى تهبُّ الرياح لتأخذ هذه اللعاعة بين جنبي وتمضي بها إلى حيث طال حنيني في الموطن الذي سبقني إليه أحبائي ؟!
أطال النظر إلى البدر المكتمل ، وهو يرى فيه من شغفته ، فقال : لستُ أختلسُ النظر إليكِ وأنتِ قادمةٌ ! بل كنتُ أختلسُ النظر إلى شمس حياتي ، وبدر ليلي وربيع دنياي ومجرة سروري البعيدة المنال !
لما بدأت النجوم بالأفول انحدر من الرابية ، وهو يقول : -وايم الحق- لم يعد لتغريد بلابل الوصل معنى بعد هذا العمر الذي آن فيه الاستعداد لذلك الشقِّ وما فيه من أهوال !
وصل منزله بعيد الفجر ، فأخلد للمبيت وقبيل الظهر أفاق من نومه ، وبعد أداء الصلاة قر عزمه على ما يرى أنه لابدَّ منه ، فاتجه إلى طاولته وأخرج الورق وأمسك القلم ، وبدأ يكتبُ : مُذْ مضيتِ عن القرية وأنتِ لي في حلكة الشجى أنسًا وسرورًا ! وفي غمرة القنوط بدر أملٍ يضيءُ ويجلو جحافله ! وإني لأذكركِ خاليًا فترتسم البسمة على محياي وينساب السرور في قلبي ! وتروضُ يباب الأمل القاحلة !
مُذْ مضيتِ والعوج على المرج المنبسط لي فيه بعض السلوى فسليه وسلي التلال الممتدة عن سيري فيها ومناجاتي لأحجارها وأشجارها وعنادلها وبثي لها صبابات قلبي ووجده !
أما عدونا على سفوحها الممتدة ؟! أما مددنا أكفَّنا الصغيرة حتى تمتلئ بالغيث ثم نشربها بأنس وسرور ؟! أما كنا نستكن تحت أيكة اللقاء ؟! بل أيكة السرور والبهجة والطهر والبراءة ، ثم أنحني فوق رأسكِ لأقيكِ من المطر ؟! أما كنتِ تطرقين علينا الباب لنذهبَ معًا إلى الرابية والتلال للعدو واللعب ، وحينًا أنا من يطرق الباب ؟! أما كنتُ أختلسُ بعض النقود من خزانة أبي لأشتري لكِ بعض ما يأتي به الباعة المتجولون وأهديكِ إياه ؟! أما ... ؟! أما ... ؟!
سلي هذا المرج كم عجتُ عليه في ريعاني –بعد ظعونكِ- وشبابي وغرة كهولتي مرجًا وحوانيت ومقهى ، وما دعاني إلى العوج عليه إلا هواكِ والحنين إليكِ والغدو مع محياكِ العذب والرواح مع ذكراكِ في عهد الطفولة العذب النقي –كقلبكِ- ، وطالما وددتُ من كل قلبي -في عمري الذي مضى- أن أُبهجَ ناظري بمحيَّاكِ العذبِ البديع ، وقلبي بالوصل الذي حال دونه أمد النأي الذي لم ينقضِ ، وأشنِّفَ سمعي من عذب حديثكِ ! أما الآن فحيل بين الهوى والوصل بضباب الخشية والندم والرنو إلى الأمام ومضي الشمس صوب الأصيل ، واستبدلتُ بالدموع التي كانتْ تنهمرُ من الحنين وشجي الشعر ، دموع الخشية والندم وما يطرق سمعي مما يزلزلُ !
طوى الورقة ووضعها في ظرف وضعه في جيبه وبعد العصر مضى صوب المقهى ، واتخذ مكانه المعتاد واحتسى بضعة أكواب من الشاي ، وعيناه على الباب حتى رآها تدلفُ وتتخذُ مكانها المعتاد ، فنهض واستدار وخطى بضع خطوات نحوها ، وتوقف فجأة يقدِّمُ رجلًا ويُؤخرُ أخرى !
لبث برهة على هذه الحال ، حتى غلبه ذلك الأمرُ فاستدعى النادل وأعطاه الظرف وطلب منه أن يسلمه لتلك النَّصفِ بعد ذهابه !
لما دنى الأصيل دفع ثمن القهوة والشاي وانصرف ، فاتجه النادل بالظرف إليها ، وسلمها إياه ، ففضته وقرأتْ الرسالة فطفرتِ الدموع من عينيها وهي تقرأ ما تقرأ ، وبحثتْ عنه في المقهى فلم تجده فخرجتْ وعدتْ إلى الرابية ، فرأته مستقبلًا الشمس المائلة للغروب ويمضي صوبها ، ويقول :

نَعْمْ آَنَ صَحْوي مِنْ غَيَاهبِ دُجْنَةٍ
وَصَرْمُ ثِيَابِ الرَّانِ قَبْلَ اغْترَابي

وكان آخر عهدها به !

1446/8/29 هـ 16 : 11 ليلًا !


سارة


نظر إلى السماء وهي تتلبَّدُ بالغيوم ، فاحتذى حذاءه ، وأوصد الباب خلفه ، وأخذ يجول في سككِ القرية التي هجرها بعض أهلها إلى المدينة حتى قادته قدماه دون وعيٍ منه إلى منزل شجرة الليمون في طرف القرية التي هجرها أهلها ومضوا عنها إلى المدينة !
أصاخ سمعه لصرير الباب وهو يفتحه ، ثم نظر إلى عرصة الدار المليئة بالغبار وبعض أغصان شجرة الليمون المبعثرة وأوراقها المتساقطة !
دلف إلى الداخل وبدأ التجول فيه متأمِّلًا متذكِّراً ما مضى ، عندما كان البيت آهلًا تخفق بين جوانحه السعادة ، ويَنْضَحُ من عِطْفَيْه الأنس والبهجة !
خطى بضع خطوات ووقف أمام العمود ونظر إلى العش في التجويف الخشبي أعلاه ، وتذكر كيف يصعدون إليه ويأخذون العصافير التي فيه ويذهبون بها إلى أمهاتهم ليذبحنها لهم ويطهينها !
تبسم ونقل ناظره إلى الميزاب في الحائط الذي يتناوبون القفز والمرور منه عندما يسيل منه ماء المطر !
أطال التأمل والتذكر ، ثم قال : ما الذي حداني على العوج على مغاني الصبا ومنزل شجرة الليمون مذْ ريعاني حتى كهولتي ؟!
ما الذي حداني إلى ترك مغنى الصبا وملتقى الأتراب في جهة الشمال والحضور إلى البقعة الخالية الصغيرة في الجنوب ؟!
ما الذي حداني على النوم في الفناء قرب الحائط الغربي ، وجعل رأسي إليه ؟!
ثلاثون عامًا مذْ ظعنتِ من القرية وأنا لم أنس ذلك المحيا الجميل ولا المنزل الذي ضمَّكِ عطفاه ؟!
ثلاثون عامًا وفؤاد الحنين يثعبُ دمًا لا يرقأ !
ثلاثون عامًا وأنياب النأي تقطر منها الدماء !
انسابتْ الدموع على وجنتيه وهو يتذكر ما كان في عطفي هذا المنزل والقرية من الأنس والسرور والتئام الشمل ، ونقاء القلوب ، وتكاتف الجيران ، وسارة التي كان يراها تمثال البهاء والحياء !
استدار ومضى إلى شجرة الليمون في آخر الفناء الشمالي الغربي ووقف أمامها ، وقال : أحببتكِ حبًّا تجاوز الجسد وسما إلى الروح ، حتى لو أن غيركِ بمسلاخكِ ما نظرتُ إليه فضلًا عن أن أحفل به !
يا الله ! كم أودُّ من كل قلبي أن أعود ذلك الطفل الذي ينسلُّ من مغنى ملتقى أترابه في الجهة الشمالية ، ويأتي إلى البقعة الخالية في جهة الجنوب لأنَّ منزلكِ هناكَ ! ولأنَّه يراكِ من النافذة تطلين فيُبهج ناظره بمحيَّاكِ العذب البديع ، وقلبه بالأماني التي ينسجها وينساق خلفها !
كم أودُّ أن أعود ذلك الطفل الذي يجلس تحت النخلة ليسرح مع أحلامه وأمانيه وأنتِ أعظمها وأعزها !
رفع رأسه إلى النافذة المطلة على شجرة الليمون ، وقال : لا شيء يعدلُ عند الكهل شروق الشمس وغروبها ، ورؤية الطيور العائدة إلى أكنانها ، ونسيم الصحراء والبحر في الليل ، وعبق الأثل وبيوت الطين والغيث المنهمر ، إلا رؤية محيَاكِ البهي ، ونجي حديثكِ البديع ، وصوتكِ العذب الذي ينساب في سمعه ويستقر فيه استقرار الطمأنينة في القلوب !
صمتَ قليلًا ورفع ناظره إلى الجدار المنثلم ، وقال : لم تُمْتَطَ صهوة جواد الوصل ! وها قد أكهلتُ فهل آن الأوان ؟! أم سيَنْبَتُّ رسَنُ الّلِجامِ ويمضي دون أن يُـمْتطى !
خرج يجرُّ قدميه جرًّا واتجه إلى الأثلة في آخر القرية واتخذ مجلسه أسفلها ، وبدأ يرقبُ السماء وهي تعبسُ ثم تكفهرُ ثم تزفرُ وتبتسمُ !
كانت هذه العادة لديه مُذْ أيفع لا يقطعها إلا حين يُقعده السَّقَمُ ، وحينها يجتمع عليه السقمان (سقم الجسد ، وسقم حرمانه من الأنس والسرور بجلوسه ومراقبته) !
كان يستروحُ عبير الأثل المخضلِّ من الغيث المنهمر ، ويقول : أي عبقٍ يعدلُ عبق الأثل المخضلة أغصانها وهدبها من الغيث المنهمر ؟!
أيعدله عبق لقاء الأحباب ووصلهم ؟!
هو والله منه وإليه ! فطالما اجتمعنا أسفلها واكتنَنَّا بها عن الغيث المنهمر ، وامتزج الغيث وما تساقط من الهدب بملابسنا ، وملأنا رئاتنا منه !
أم لحظات الوصال المختلسة من فم النأي ؟!
هي والله مكان اللقاء ، ومجلس الأنس ، ومأوى عنادل الهوى التي تشدو ألحان الحب وترانيم الوصل !
صمتَ قليلًا ، وأطرق برأسه وبقلبه يعتلج الذي أخرجه من العريش المسقف بجذوع الأثل وجريد النخل والجمر المضطرم في الموقد ، والقهوة والشاي ، والأثلة المنتصبة في عرصة الدار !
نظر عن يمينه فإذا الأرض منبسطة ممتدة لا يحدها سوى الكثبان الرملية ، ونظر عن يساره فإذا القرية تلوحُ له منازلها المتراصة صغيرة لبعد المسافة ، مد ناظره للأمام فرأى النساء يستعذبن الماء من النبع ، وعند الأثلة فتى وفتاة يتهامسان !
أطرق برأسه مرة أخرى فرأى زهرة صغيرة من الزهور الربيعية أقحمتْ نفسها بجانب جذع الأثلة ، وأطلَّتْ برأسها من بين هدبها المتساقط ! تبسَّم لهذا المنظر وأطال التأمل فيها ، ولم يفقْ من شروده إلا على يمامة تغرِّدُ ، فرفع رأسه إليها وقال : مضى الريعان ! وأوصدتْ دون الوصل ضِبَابُ الصَّرْمِ والنَّأْيِ والنُّزُوحِ ، ومكانكِ هذا وشدوكِ أولى به الغراب ونعيبه ! فقد مضى ما يؤبه له ويحفل ، ولم أعد أنشدُ إلا ما طال انتظاري له والله أعلم به ولن يخيب رجائي ويقيني !
لا أقول هذا من باب التشاؤم أو القنوط ! بل هو انصرام الريعان والشباب وقدوم الكهولة وتحفز الشيخوخة ! وأوان طيِّ الفراش والتأهب لذلك الموضع وذلك اليوم !
رفع رأسه ونظر إلى السماء متأملًا قطرات الغيث التي ينزلُ مع كل نقطة ملكٌ ليضعها في مكانها دون أن تمتزج بغيرها ، كان يتأمل بهذا الحديث الذي طرق سمعه وقدرة ملك الملوك الذي لا يعجزه شيءٌ ، فقال : لم آتِ إلى هذا المكان العزيز والأثلة المتأصلة في القلب للوصل واللقاء ، واختلاس ساعة أراها بها ، وإنما أتيتُ أبسطُ ضعفي وتضرعي ، وندمي على ما بدر !
أتيتُ للتودُّعِ من هذه المغاني ، وبسط يد الندم ، والرنو إلى السماء ، ورفع أكف الضراعة لعلَّ غافر الذنب قابل التوب يغفر لي ويقبل مني !
صمت قليلًا ، وأحد نظره إلى النبع ، وأراد المضي إليه ، ولكنه تردد ، ثم آثر البقاء تحت الأثلة والمشاهدة من بعيد ، وقال : لم يعد عزو ! بل أبو بسام ! ولم يعد الريعان بل الكهولة ! ولم تعد الفتوة بل الهدوء ! ولم يعد الرنُوُّ بل الإطراقُ ! ولم يعد اللهاث بل الإخلاد ! ولم تعد صلابة العريكة بل لينها !
سيقضي الكهلُ نحبَه ، وإنه لعلى يقينٍ بأن الحظَّ سيبتسم له ، وتشرق شمس السعادة ، ويبزغ بدر الأنس الذي طال انتظاره ، وأن الرحمن الرحيم حرمه الكثير من الأماني –التي زهد بها حين تقدم به العمر- ليحظى بأمنية عمره العظمى التي ينشدها منذ طفولته !
نعم ، سيمضي الكهل مبقيًا أطلال صباه ! مغاني طفولته ! فتنة قلبه ! بيوت الطين ! الأثل ! شدو الطيور ! غيث الشتاء وشروق شمسه وغَشْيُ ليله ! الأصيل ! التي أحبَّ الدنيا لأجلها !
سيمضي الكهلُ نادمًا على ما فرَّطَ فيه ، منيبًا إلى ربه ، سائلًا متضرِّعًا أن يغفر له ويتجاوز عنه ، وينظر إليه بعين الرحمة ويسكنه دار كرامته فضلًا منه وكرمًا !
سيمضي الكهل في ليلةٍ سرمدية كما أتى في ليلةٍ شديدة الغيهب ، مبتسمًا راضيًا حامدًا لله شاكرًا أن أتمَّ عليه نعمته وأسبغ عليه فضله !
سيقضي الكهل نحبه وستشدو الطيور سرورًا مازجةً بين الصبي ذي الشِّرَّة والكهل ذي الوقار !
ليمتد الجهام فغايته انبلاج الفجر ، ولتثر الزوابع فمداها السكون ، ولتربو القواصف فعقباها الهدوء ! ولتنعب الغربان فمآلها الصمت !
نهض من مجلسه واتجه صوب المقبرة في آخر القرية ، وجال بين رجامها الصامتة ، ورسومها الدارسة ، وهو يتذكر أحبابه الذين قضى معهم ردحًا من الزمن ، فمنهم من لبَّى النداء الأعظم ، وها هي بقايا رسوم ديارهم الدارسة ! ومنهم من شطتْ به الديار ومضى إلى حيث حطتْ به عصا التسيار ولقمة العيش ، فقال : متنا قبل أن تموتوا ، وسكنَّا أجداث الشجى ، قبل أن تسكنوا الرياض النضرة وتمتهدوا الزرابي والاستبرق –بإذن من وسعتْ رحمته السموات والأرض- ، وفاضتْ أرواحنا حنينًا قبل أن تفيضَ أرواحكم لرحمة الرحمن الجواد الأكرم !
مضى صوب الكثبان الرملية ، وهو يرى الليل مادًّا ذراعيه ، فقال : استقبلني الليل في أول قدومي إلى الدنيا ، وها هو يمد ذراعيه لاستقبالي في آخر المطاف !
لفه الليل بردائه ، وكان آخر العهد !


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
قد –وايم الله- وصمتموني بالكبر والتعالي ولم أستروحْ نَفْثَهُما ! ولكنني الآن سأريكم حين أَسْتَرْوحُ نَفْثَ الشيطان لمدة دقيقةٍ كيفَ أَكُونُ !

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبد العزيز على المشاركة المفيدة:
 (منذ 8 ساعات)
قديم منذ 23 ساعات   #2


الصورة الرمزية ناطق العبيدي
ناطق العبيدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3638
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : منذ 23 ساعات (11:22 AM)
 المشاركات : 30,267 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aqua
شكراً: 0
تم شكره 4,876 مرة في 2,691 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المرج والمقهى !





متصفحك يشع بالنور الوضاء
الذى يضئ كالمصباح فى ليلة ظلماء
دائما يشرق بكلما هو جديد
ويلبس حله من الاناقه والتجديد
سلامي وتحياتي



 
 توقيع :






رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ناطق العبيدي على المشاركة المفيدة:
 (منذ 8 ساعات)
قديم منذ 14 ساعات   #3


الصورة الرمزية عبد العزيز
عبد العزيز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4049
 تاريخ التسجيل :  Oct 2022
 أخر زيارة : منذ 14 ساعات (08:32 PM)
 المشاركات : 16,472 [ + ]
 التقييم :  11248
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 10
تم شكره 236 مرة في 148 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المرج والمقهى !



العزيز ناطق : جزيل الشكر لمروركَ العذب وإطلالتكَ البهية .



 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبد العزيز على المشاركة المفيدة:
 (منذ 8 ساعات)
قديم منذ 8 ساعات   #4
[IMG]http


الصورة الرمزية وردة الغرام
وردة الغرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3621
 تاريخ التسجيل :  Aug 2020
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (09:50 AM)
 المشاركات : 247,540 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~





أي خيول سترك أعناقها في أساور هذا الندي

فهي مهرة يصعب ترويضها

قلب لا يعرف المستحيل
لوني المفضل : Beige
شكراً: 30,610
تم شكره 9,492 مرة في 7,299 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المرج والمقهى !



بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن

يعجبني طريقة سردك لا تمل... ولكن لدي

تعقيباً صغيرا أجعل الخط كبير قليلا علي الأقل


من بعد إذن حضرتك ممكن....


علي العموم تسلم الايادي على المجهود المبذول والطيب والرائع والاكثر من رائع

يعطيك الف عافيه اخي الغالي عبد العزيز وكاتبنا المبدع دائما وابدا



 
 توقيع :


اشكرك من كل قلبي حبيبتي نجمتنا



رد مع اقتباس
قديم منذ 4 ساعات   #5


الصورة الرمزية ♡Hoba♡
♡Hoba♡ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4389
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (07:53 AM)
 المشاركات : 16,566 [ + ]
 التقييم :  2021
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 66
تم شكره 1,588 مرة في 996 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المرج والمقهى !



الله يعطيك العافية على جهودك المبذوله
تحيتي وتقديري..~




 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع عبد العزيز مشاركات 4 المشاهدات 58  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 05-04-2025, 09:27 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:08 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah