رحلة منتدى .. بقلمي

الحلقة الرابعة ..
يا سادة يا كرام .. ولا يحلى الكلام إلا بالصلاة والسلام على سيد الأنام
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ..
عندما علقت المرساة في قاع البحر .. وحاول شمس الأصيل أن يحررها ..
ولكن لم يكن باستطاعته ..
ضجوا الأعضاء بالدعاء إلى الله أن ينجيهم مما هم فيه من كرب عظيم ..
وعرفوا أنهم لا ملجأ منهم إلا إليه ..
عندما بدأت العاصفة واضطرب البحر مع تشكل السحب الركامية كان
الوقت ظهرا .. السحب الركامية المزنية (الصيِّب) فقد تصل إلى ارتفاع
18,000متر من قاعدتها .. وتنتشر قمتها التي تحتوي على بلورات الجليد ..
على هيئة السندان..
وتسمى هذه السحب غالبًا الركام الرعدي لمصاحبة المطر الشديد والبرق
والرعد لها ..وأحيانًا البَرد .. وفي حالات نادرة يصاحبها إعصار مدمر..
استمرت العاصفة حتى منتصف الليل .. والأعضاء كان كل همهم النجاة
بأنفسهم .. وهذا وبينما هم في حيرتهم فكر احد الأعضاء لماذا لا نصلي
ونبتهل إلى الله أن يلطف بنا .. وفعلا قاموا إلى الصلاة وقلوبهم معلقة
بخالق السموات والأرض يطلبون غفرانه ..
صلوا الظهر مع العصر جمعا وقصرا .. والمغرب مع العشاء جمعا وقصرا ..
أما العضوات البنات فلسن بأحسن حالا من الأعضاء الشباب .. فقد هبوا
إلى الصلاة يطلبن الله أن يخفف عنهن مما هن فيه .. ويستغفرونه ..
وفعلوا كما فعل الشباب جمعوا واقصروا الصلاة ..
كان البنات في الدور الأول لوحدهن .. وكان الشباب في الدور الثاني لوحدهم ..
عند منتصف الليل انقشعت عنهم السحب .. وتوقف المطر والعاصفة ..
وتنفس الأعضاء الصعداء ..
اجتمعوا الأعضاء على سطح اليخت بهنؤون بعضهم بالسلامة ..
وعلى لطف الله بهم ..
كان شمس الأصيل .. وعضده الأيمن للخيال في كابينة القيادة يحاولون
لملمة شتات أنفسهم والخروج من هذا المأزق العظيم وهو تحرير المرساة من قاع البحر ..
وكانوا يحاولون أيضا إصلاح الراديو حتى يرسلوا رسالة استغاثة إلى
السفن المحيطة بهم .. فقد كان جهاز الراديو يستقبل فقط ..
لأنه تعطل مع قوة العاصفة وتلاطم أمواج البحر العاتية ..
حاولوا في تحرير المرساة من البحر .. وكذلك لإصلاح الراديو ..
ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل ..
إلا أنهم سمعوا أن الغيوم سوف تنقشع عنهم منتصف الليل ..
وإنها ستعاود الكرة مرة أخرى بعد الظهر بأشد قوة من يوم أمس ..
خرج شمس الأصيل من مخبأه كالفهد واجتمع بالأعضاء ..
وان عليهم النجاة بأنفسهم قبل هبوب العاصفة ..
قالوا : كيف ؟
قال : ننقذ أخواتنا العضوات .. باركابهم قارب النجاة ..
قال احدهم : هل القوارب مجهزة بالأكل والشرب والدواء ؟
قال : نعم ..
أوصل شمس الأصيل الرسالة إلى البنات .. واخبرهم بما اخبر به الشباب ..
وان عليهن الآن الركوب في قارب النجاة ..
سألته إحداهن : هل القوارب مجهزة بالأكل والشرب والدواء ؟
قال : نعم ..
ركبوا البنات في قارب النجاة بعدما أخذن حقائبهن معهن ..
فما كان من الشباب إلا أن تعاونوا بإنزال القارب رويدا .. رويدا إلى الماء ..
نزلوا البنات على شمال القارب واتجهوا شمالا ..
اتجهوا الشباب إلى القارب الآخر .. وانزلوه تدريجيا إلى الماء ..
نزلوا الشباب مع السلم التي على جانب اليخت وركبوا في قارب النجاة
بعدما تأكدوا أن الجميع موجودين ..
نزلوا الشباب على يمين القارب واتجهوا جنوبا ..

قارب النجاة يتسع لـ20 شخصا

تابعوني في الحلقة القادمة ..