رحلة منتدى .. بقلمي

الحلقة الثامنة :
يا سادة يا كرام .. ولا يحلى الكلام إلا بالصلاة والسلام على سيد الأنام
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ..

اخذ القارب يتهادى رويدا .. رويدا إلى أن رسى على الشاطئ الرملي ..
نزلن البنات جميعا من القارب .. والتففن حول بعضهن وأخذن يمشينا
الهوينى ويلتفتن حولهن وقلوبهن واجفة .. وأرجلهن ترتجف من الخوف ..
وجفت حلوقهم وزاغت أبصارهن وشخصت من الرعب .. وبلغت قلوبهن الحناجر
فزالت عن أماكنها حتى بلغت الحلوق من الفزع .. حتى دخلن الجزيرة ..
كانت الجزيرة بركانية منعزلة تحيط بها المياه من جميع الجهات ..
وفيما هن يمشين ويلتفتن حولهن طار طائر من فوق الأشجار العالية
محدثا صوتا مخيفا .. فما كان من البنات إلا أن تصايحن وركضنا في
جميع الاتجاهات .. منهن من قفزن في البحر .. ومنهن من تسلقن الأشجار ..
ومنهن من جرين داخل الجزيرة .. ومنهن من وقفن وتجمعن حول بعضهن ..
عندما أفقن من هول المفاجأة .. قمن يجمعن شتاتهن .. تجرأن البنات اللواتي
متجمعات مع بعض وقمنا يجمعن البنات الفارات ..
فلما اجتمعن لاموا أنفسهن وتكلمت إحداهن وقالت :
أولا .. نعين علينا واحدة تكون هي القائدة لنا .. وتوزع علينا المهام ..
اختاروا ( وهج الذكرى ) ..
ثانيا .. نوزع أنفسنا في مجموعات صغيرة .. وذلك لبحث طريقة للنجاة ..
ولجلب الأكل والماء .. ونراقب الدخلاء للجزيرة ..
ونبحث إذا كان هناك سكان في الجزيرة .. ( اختاروا كل 4 بنات مع بعض ) ..
ثالثا .. نتفق على صوت طائر أو صوت حيوان يكون هو بمثابة الإنذار
والتجمع لنا .. اتفقوا على صوت الديك ..
رابعا .. قبل كل بدء ذي بدء نبحث عن مكان يجمعنا مثل كهف أو مغارة ..
أو نستعين بقارب النجاة ليكون سكنا لنا ..
قامت وهج الذكرى بهذه المهمة خير قيام .. حيث وزعت البنات خمس
مجموعات في كل مجموعة 4 بنات ..
وقالت للبنات قبل كل شيء دعونا نصلي الفروض التي فاتت علينا ونحن
في القارب .. فوافقوها الرأي السديد .. حيث صلت بهن صلاة الخوف ..
بعدما انتهين من الصلاة .. فكرت في الخطوة الأولى وهي البحث عن المأوى ..
فتفرقن البنات في شتى أنحاء الجزيرة يبحثن عن كهف أو مغارة ..
وإذ بإحدى المجموعات وجدن كهف محصن .. فقامت إحدى البنات
فقلدت صوت الديك .. عندما سمعن بقية المجموعات هذا الصوت
اتجهن فورا ناحية الصوت .. فوجدن ما يسر الخاطر .. وهو كهف
له مدخل واحد فسيح من الداخل ..

اتفقن على هذا الكهف ..
مجموعتين بقتا في الكهف لترتيبه وللإطلاع
عليه من الداخل .. أما المجموعات الثلاث فذهبن للقارب لإحضاره عندهن
لان فيه من الأكل والشرب يكفيهم لمدة ثلاثة اشهر .. وأيضا فيه أغراضهن ..

كانت الجزيرة متعة لا يمكن وصفها .. فإلى جوار الاستمتاع بالبحر والمناخ
والشاطئ .. يمكن الاستمتاع أيضا بالطبيعة التي يفرضها تدرج أراضي الجزيرة
ما بين مستوى سطح البحر والارتفاعات التي فرضتها طبيعتها البركانية على
الكثير من أجزائها المرتفعة .. ما يجعلها حديقة طبيعية للكثير من الأشجار
منها الأناناس والموز وقصب السكر وجوز الهند وغيرها .. والنباتات النادرة
التي لا وجود لها إلا في تلك الجزيرة .. والطيور المغردة التي تزداد
ابتهاجا للنفس ..
هذا ما كان من أمر البنات ..
أما الشباب فكانوا في هرج ومرج إلى أن بزغ الفجر ..
روا سوادا أمامهم ينخفض ويرتفع مع انخفاض وارتفاع القارب ..
كان هذا السواد هو سواد جبال الجزيرة التي أمامهم .. كانوا يقتربوا إلى
أن يصطدموا بالصخور ثم تأخذهم التيارات البحرية بعيدا .. ثم يقتربوا إلى
أن يصطدموا بالصخور ثم تأخذهم التيارات البحرية بعيدا .. فما زالوا في اخذ
ورد وبين كر وفر وهم يقتربوا ثم يبتعدوا .. إلى أن يأسوا من الخلاص ..
تبرع منهم 6 أعضاء بالنزول إلى الماء .. ثلاثة من أمام القارب لسحبه ..
وثلاثة من خلف القارب لدفع القارب حتى يرسي بجانب الشاطئ الصخري ..
نكمل في الحلقة القادمة ..