إعجاب المرء بنفسه

إعجاب المرء بنفسه من أخطر البلايا وأسوأ الصفات.وقد كثر في زماننا المعجبون بأنفسهم الذين يرفعونها فوق قدرها ويعطونها أكثر من حقها ويتعالون بها علوا كبيرا...
عرف العظماء والقادة العباقرة وأصحاب المناقب عبر التاريخ بتواضعهم الجم حتى غير المسلمين منهم .. فالشخص العاقل- ولو كان قمة في علمه وفنّه- لا يرفع
نفسه فوق مستواها ولا يتمادى في الحديث عنها بين الناس وإلا اشمأز الناس منه وعابوا عليه صنيعه ،وقديما قالوا: رحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

تفنن الناس في أيامنا هذه في اختيار الطرق للحديث عن أنفسهم وتزكيتها..فلا يصف الناس نفسه بالصفة المميزة له مباشرة وإنما ينفذ حديث الناس عنها كبيان
حب الناس له أو افتقادهم لآرائه أو تقديرهم لحديثه أو إعجابهم بكتاباته أو التفافهم حوله.. إلى غير ذلك من أنواع الإطراءات المختلفة التي يكيلها لنفسه.


بعض هؤلاء يوهمون الناس وهم يتحدّثون عن أنفسهم أنهم أصبحوا كبار الباحثين مع أنهم مازالوا في أول طريق البحث ..وآخرون يصفون أنفسهم إلى كبار الكتّاب وهم مازالوا
يحْبون في الكتابة بعد ..وآخرون يصفون أنفسهم وكأنهم أصبحوا من كبار المحدثين أو العلماء مع أنهم تنقصهم الصفات والأعمال التي تؤهلهم للارتقاء إلى مصاف الأفذاذ
من البشر الذين تتحدث عنهم مناقبهم وأعمالهم ليس في حياتهم فحسب وإنما بعد مماتهم وعلى مر الأجيال والأزمنة.ورحم الله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله
عنه الذي قام على المنبر وخطب في الناس مصغّرا من نفسه أمامهم ومذكرا إياهم أنه كان في يوم من الأيام رجلا بسيطا يرعى الغنم لسيد من سادات
مكة في واد من أوديتها ،وهو أمير المؤمنين الذي امتد سلطان الدولة الأسلامية في عهده حتى مشارق الأرض ومغاربها

فهلاّ ترفّع الناس في هذا الزمان عن تزكية أنفسهم ، وهلاّ تواضعوا بأعمالهم وما يبدعون وتركوا الحكم عليها لله وللناس من حولهم ونزعوا عن الإصرار
على تزكيه نفوسهم قبل أن تفضحها الأيام ويمقتها الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ الله يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )النساء49
وقال عليه الصلاة والسلام { ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه }


الغزال الشمالي

المواضيع المتشابهه:

• الوطن هو حيث يكون المرء في خير
• كبف تدرب ذووي الاحتياجات الخاصه على الاعتناء بنفسه
• المرء
• زيارة الملف الشخصي للعضو إعجاب أم حب أستطلاع