~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() ![]() كثيرة هي المقالات والتحليلات التي تتناول الغرب وسياسته في العالم ،ومعظم هذه التحليلات -إن لم نقل كلها - ينتقد الغرب ومواقفه من القضاياوالأحداث الموزعة على الساحة العالمية ، ويتهمه بعدم العدل والإنصاف تجاهها، وأنه يكيل في القضايا المتشابهة بمكاييل مختلفة ،خصوصا إذا كانت هذه القضايا مرتبطة بدول إسلاميه.... والمتتبع لهذه التحليلات والانتقادات يستنتج أن أصحابها يأملون من الغرب تغيير استراتيجي في التعامل مع القضايا المذكورة ، وسلوك سياسة العدل ، والجدية الصارمة في تطبيق المقررات الصادرة ضد الدول المعتدية أوضد طاغية تحت حمايتها يحمي مصالحها... إن هذه الانتقادات تعتبر في نظري مضيعة للوقت -وقت الكاتب والقارئ على السواء-إذ كيف يعقل أن تسمح حضارة مادية ، مجبولة على الجور والظلم والاستعمار والاستغلال وبسط النفوذ ،مبنية على العلمانية ونبذ الأخلاق، كيف تسمح بالتعايش مع حضارة -المفروض -تقوم على عمارة الارض بالخير والنفع والبر والاحسان ؟! كيف يعقل أن تسمح دول -وليدة هذه الحضارة- يشهد لها التاريخ باسترقاق الشعوب ونهبها وسلبها واغتصابها .. لشعوب اسلامية يشهد لها التاريخ بالعدل والحرية..كيف ستسمح لها بمنافستها على عمارة الأرض بالسعادة الروحية؟!. كيف يعقل أن تسمح دول بهتت ألوانها وزالت عنها المساحيق والأصباغ ..لحضارة كانت ناصعة الصورة ،طبيعية الألوان أن تقود سفينة البشرية وتسرق منها الأضواء..؟! أنه من السذاجة أن نطلب من الباطل ،الصائل الجائل اليوم ،أن يعترف بحق المستضعف وأن يترك له فرصة التحرك وإثبات الذات! كيف نطلب من الباطل -وهو في موقع قوة - أن يساند الحق ويعمل على بروزه وإظهاره؟! أليس في ذلك مناقضة لناموس الكون الالهي وطبيعة تركيبه؟ ( ...والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه..... ) إن مما أفهمه من هذا الحديث -إضافة الى بشارته بالتمكن لدين الله-أن إتمام أمر الله يعني زوال الباطل وانحداره بكل أشكاله وألوانه، وأنه لا ازدواجية في الوجود بين الباطل والحق ولا يجب أن نستعجل النصر لوجود الباطل الذي يسخر كل وسائله وأساليبه ويبذل كل جهوده لطمس معالم الحق ، وهذا أمر طبيعي ،يبين منطق التدافع الذي سنه الله عز وجل في تاريخ الأمم والشعوب.. فماذا يجدي أن ننتقد العدو أو نشتمه،أو نذكره بعهوده ومواثيقه ، مادمنا نعتبره خصما في هذا التدافع؟! ماذا يجدي أن ننتقد الظالم الذي جعل من ظلمه وسيلة مشروعة لبقائه واستمراره، ووسيلة لتحجيم الآخر،المزاحم على الوجود والقضاء عليه إن استطاع؟! أليس الأحرى بنا والأولى أن نوظف أوقاتنا المهدورة في نقد الآخرين ،لانتقاد ذواتنا وأنفسنا وحكامنا وشعوبنا ، ولومها على ماهي فيه الدعة والخمول وما تعيش من دونية وتبعية وإمّعيّة لا مبرر لها وما تعيشه طبقات منها من انبهار غبي بحضارة سائرة إلى الأفول والزوال. الحكمة تقتضي أن نبحث عن الأسباب العميقة التي جعلتنا لقمة سائغة على موائد أعدائنا .وأن نبحث عن الأسباب التي جعلت من دولنا وشعوبنا دويلات وشعوبا لا وزن لها في الساحة ،لا يأبه لنا أعداؤنا وهم يقررون وينفذون دون انزعاج أو قلق.. والحكمة تقتضي أن ننظر في مرآة ذواتنا ونفوسنا نظرات تأمل ونقد وتحليل وتخطيط ،بدلا من نظرات الإعجاب والغرور والأحلام المخدرة! أو تحسر على السنين الخوالي والبكاء على الأطلال! آن الآوان أن نعلم أن إثبات الذات وفرض الوجود ،لن يكون بتكفير كافر أو تجريم مجرم أو نعت الصليبية بالحاقدة أو الصهيونيه الماكرة الظالمة الغادرة ....إلى غيرها من الأوصاف التي لا تغير من واقع المهيمن والمهيمن عليه شيئا! إننا نحن المسلمين نتحمل الجزئ الأكبر من المسؤولية فيما وصلنا إليه من ضعف وتخلف وهوان ...وفيما وصلت إليه البشرية من نكوص حضاري و تخلف معنوي وروحي ومن تسلط لقوى الشر والجور والظلم... نتحمل المسؤولية لأننا فرطنا في الأمانة العظيمة- أمانة الاسلام- التي وكلت إلينا من دون الأمم والتي كانت مهوى أفئدة البشرية على مدار السنين والقرون ...ونحن اليوم نقف عاجزين عن تجسيد الإسلام في أنفسنا وذواتنا ،فضلا عن أن ندعو الناس إليه. الغزال الشمالي المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | الغزال الشمالي | مشاركات | 8 | المشاهدات | 2815 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|