~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() سالفة الاميرة والشاب الذكي سلطان من السلاطين آتاه الله الملك ورزقه القوة والهيبة .. وتكاملت له أسباب السعادة والنعيم .. إلا من جانب واحد هو جانب الذرية .. فان هذا السلطان إلا بنت واحدة .. وكان في الإمكان أن تملأ هذه الابنة الواحدة فراغ قلبه لو كانت ابنة عادية إلا انها لم تكن كذلك .. وبقيت ابنته على هذه الحالة الى أن بلغت سن الزواج .. وأحب والدها أن يزوجها إلا أن أقاربها فهي لا تتكلم ففقد يمضي اليوم .. واليومان .. والشهر .. والشهران .. والسنة .. والسنتان .. وهي صامتة لا تخرج من هذا الصمت إلا في مناسبات نادرة جدا .. ولكنها إذا تكلمت نطقت بالحكمة وفصل الخطاب .. حز هذا الوضع في نفس السلطان وحاول أن يخرج ابنته من هذه الحالة التي تعيش فيها لكنه لم يستطع وكرر المحاولة تلو المحاولة .. إلا انه لم ينجح .. وأبناء عمومتها عزفوا عنها فلم يكن احدٌ منهم يرغب أن يتزوج امرأة تسبه الصم لا تكلمه .. ولا تجيبه إذا كلمها .. وإذا لا مجال لزواجها إلا لفرد من أفراد الشعب وهذا خير من بقائها هكذا بدون زواج .. ولكن السلطان لا يريد أن يعطي ابنته لأي إنسان يتقدم لخطبتها هكذا لقمة سائغة .. وثمرة يانعة .. بل أراد أن لا تنال إلا بعد ركوب الأهوال والشدائد والتعرض للإخطار .. فأعلن في شعبه انه مستعد أن يزوج ابنته لأي فرد من أفراد رعيته يتقدم لخطبتها ولكن على شرط أن يخرجها من صمتها .. وان يجعلها تتكلم بأي كلام وإذا لم يستطع تحقيق هذا الشرط فان جزاءه أن يقطع السلطان رأسه في صباح ليلة الزواج .. وتناقلت أفراد الرعية هذا العرض .. وعرفوا الشرط الثقيل .. والمصير الخطير الذي يتعرض له الفاشلون عن تحقيق الشرط .. وتقدم الفارس الأول فكان مصيره الفشل .. ثم القتل .. وقطع رأسه وعلق في مكان خصص لهذا الغرض .. فكان هو الرأس الأول .. من رؤوس هواة الجاه والمال والشهرة .. ثم تقدم الثاني والثالث والرابع الى أن بلغوا العشرين .. كل واحد منهم كان يؤمل أن يبلغ ما لم يبلغه غيره ولكنه يتعثر ويقع فيما وقع فيه الآخرون من محذور .. وتوقف الناس عن خطبة ابنة السلطان .. مع ما في الزواج منها من إغراء بالمجد والثروة والجاه .. وكان هناك شخص ذكي وعاقل ومرح ومتفائل في حياته .. ولكنه مع هذه الصفات كان فاشلا في حياته لم يدرك منها ما يصبو إليه .. وتقدم هذا الشاب الى السلطان خاطبا بعد أن درس الوضع من جميع جوانبه .. وعرف نفسية ابنة السلطان من خلال أحاديث الناس عنها ورسم الخطة التي تضمن الفوز .. قال له السلطان : هل تعلم الشرط ؟ قال الشاب : إنني يا مولاي مُقدم على خطبة ابنتكم وأنا اعلم الشرط .. واعلم بالمصير إذا فشلت عن تحقيق الشرط .. فرحب السلطان به وبدأ الاستعداد لزواج الزوج الحادي والعشرين .. تمت الاستعدادات للزواج .. وزف الزوج الى زوجته .. ودخل الشاب فرأى ابنة السلطان جالسة في ركن من أركان الغرفة .. ورأى فلي ركن الغرفة عبدا اسودا واقفا ومتقلدا سيفه .. كان الصمت يخيم على هذه الغرفة .. وطال الصمت .. وثقل هواء الغرفة .. وضاق هذا الشاب بهذا الصمت .. وأراد أن يحرك هذا السكون بأي شكل من الأشكال .. فالتفت الى ناحية العبد وقال له : أنا اعرف أن نهايتي وشيكة وأريد أن نتحدث حتى لا تشغلني الوساوس والأفكار السوداء .. فقال له العبد ليس لدي ما أقوله فتكلم أنت .. فقال الشاب : كان في الماضي هناك نجاراً ماهر يتقن صنعته فخطرت له فكرة أن ينحت تمثالا لفتاة تمثل كل شي له .. فاختار نوع من الخشب الممتاز وبدأ في عمله ونحت تمثالا لا مثيل له من الفتنة والحسن والجمال في شكلها .. وفي يوم زاره صديق له صائغ فرأى التمثال عنده وفتن به فقال له : لا بد من حلي تزين هذا التمثال فتزيده جمالاً فاسمح لي بان اصنع لها حلية ذهبية .. فوافق النجار على ذلك ولم يمانع فرحل الصائغ وتغيب فترة من الزمن وعاد ومعه الحلية الرائعة التي زاده من جمال الفتاة الخشبية وفتنتها .. وذات يوم قام النجار بمناسبة خاصة له دعا فيها صديقه الصائغ و صديق آخر عابد وزاهد في الحياة .. وفي وقت ما اطلع النجار العابد على تحفته الفنية فلم رأى العابد الفتاة الخشبية تعجب لمهارة النجار ودقة عمل الصائغ التي جعلت من الفتاة بشراً ولكن لا تنطق ولا تتحرك فقرر العابد أن يدعوا الله لكي ينفخ فيها الروح فوافق النجار والصائغ .. فدعى العابد ربه فاستجاب له الله فأصبحت بشراً سويا تتحرك وكلها جمال وفتنه وتحركت قلوب الشباب الثلاثة .. كلاً منهم يريدها لنفسه .. فالنجار صنعها على يده .. والصائغ يريدها لأنه جملها .. والعابد يريدها لأنه هو الذي دعا لها .. فلتفت الشاب العريس الى العبد فقال له : لو اختاروك قاضي لمن تحكم أن تكون الفتاة من نصيبه ؟ ففكر العبد واحتار فقال : والله لا ادري فكل واحد فيهم له دور فيها وشارك في تكوينها ولعب دور رئيسي في إيجادها .. في هذه اللحظة تحركت الأميرة واستعدت للكلام والتفت إليها الشاب فقالت : إن الفتاة للعابد فلولا دعوته لبقيت قطعة خشب جامدة .. وعندئذ لبس العبد نعاله و حمل سيفه وخرج من الغرفة لان لديه تعليمات بمجرد أن تنطق الفتاة أن يخرج من الغرفة .. وجاء الصباح واستيقظ السلطان وطلب العبد المخصص لقطع رؤوس الضحايا ليضيف الراس رقم الواحد والعشرين .. ودعا بالشاب لينفذ فيه حكم الاعدام وجاء العبد الموكل بالعروسين وقال يا سيدي السلطان لقد تكلمت الاميرة .. دهش السلطان ولم يصدق ذلك .. فقال العبد لقد تكلمت بكلام سمعته اذناي ووعاه قلبي .. فقال السلطان وكيف تكلمت ؟ فقال العبد : ان الرجل قص عليّ قصة تتضمن سؤالا وحُكما .. واستعصى عليّ جواب السؤال .. واحترت في الحكم .. فتكلمت الاميرة بما تراه من حكم في هذه القضية .. فقال السلطان اني لا اصدقك ولا اثق بكلامك .. وسوف نعطي هذا الشاب مهلة ليلة وسوف تراقبه ام الاميرة وسنرى .. نكمل في الحلقة القادمة .. المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | شهاب الليل | مشاركات | 14 | المشاهدات | 4424 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
|
|