لا تلوموه ! بقلمي

الحلقة الثانية :

وعندما خطوت خطوة الأولى إلى بهو المنتدى .. أحسست بقطرات تقع على راسي .. ظننت لأول وهلة أنها مطر .. ولكن أين لي بالمطر .. ولم يكن فوق راسي إلا سقف بهو المنتدى .. وأيضا لم يكن هناك سحب في السماء .. فرفعت راسي .. فرأيت المياه تنهمر على راسي حتى كدت اغرق ..
فوقفت مبهورا مما أرى .. من أين أتت هذه المياه .. لم يكن هناك أي تسرب في السقف .. فدققت النظر أكثر وأكثر .. وهداني تفكيري أن أذوق طعم هذه المياه ..
كان طعمها ملحي .. فعرفت أنها لم تكن مياه .. وإنما هي دموع .. لان دموع الفرح لها طعم .. ودموع الحزن لها طعم مختلف .. فعرفت أنها دموع حزن ..
فتسألت بيني وبين نفسي من أين أتت هذه الدموع ..
ودموع من يا ترى ؟
لان دموع الإنسان مهما كثرت لم تكن بهذه الكثرة ..
أحسست بقشعريرة .. وكأن شيء بجانبي ..
وإذ بي أتفاجأ أن منتدى وهج الذكرى يكلمني ..
فقال لي : أنت أيها الشهاب .. هل عرفتني ؟
قققللت نعععم اععععرفففك ..
فقال لي : تعال بجانبي ..
قققققلللت له : مممكاني ههههنا اححححسسسن !
قال لي : تعال ولا تخف ..
قققققلللت له : ككككيييف آآآآآآتي اللللييييييك ..
فقال لي : تقدم قليلا .. وأغمض عينيك ..
تقدمت قليلا وأغمضت عيني كما قال لي .. وإذ بي أحس أني ارتفعت إلى أعلى ..


فقال لي افتح عينيك .. وإذ بي أتفاجأ أنني وسط أسلاك كثيرة .. وهدير محركات .. ولمبات تومض .. وتداخل مكالمات ..
فازداد خوفي أكثر من قبل .. واصطكت ركبتاي وأسناني مع بعضها من شدة الخوف ..
فقال لي : لعلك خائف ..
قلت له : لا .. أبدا .. أنا أخاف .. أنا قلبي طاح في أخمص قدماي ..
فضحك ضحكة .. ظننت أنها صاعقة طاحت على أم راسي .. فقال لي : تصدق أن لي أسبوعين .. ما ذقت طعم النوم .. ولا الأكل .. ولم اضحك إلا هذا اليوم .. منذ تخلت وهج الذكرى عن مهامها الإدارية ..
قال لي : هل ترى تلك المقصورة التي في الأعلى على اليسار ؟
قلت : نعم ..





نتابع في الحلقة الثالثة