ساترك لكم جسدى للهو

في ظهيرةٍ مُثْقَلَةٍ، يَلْعَقُ الْعَرَقُ بَدَنِي،
وَيُسَاوِرُهُ غَيْرَةٌ مِنَ الْمِلْحِ الذي يَغْزُو مَسَامَّهُ.
يَتَسَلَّلُ تَحْتَ رِداءٍ خَفِيفٍ، فَيَجْعَلُهُ يَلْتَصِقُ بِي
كَجِلْدٍ ثَانٍ، أَوْ يَلْتَحِمُ كَظِلٍّ فَاضِحٍ.

تَبْرُزُ مِنْ تَحْتِهِ مَعَالِمُ لَا أُرِيدُهَا أَنْ تُرى. تُحَاوِلُ
يَدَايَ أَنْ تُخْفِيَ مَا كَشَفَهُ الْعَرَقُ، بِفِعْلٍ لا إِرَادِيٍّ،
كَجُبْنٍ مَتَأَصِّلٍ في الْأَعْمَاقِ. لَقَدْ تَعَلَّمْتُ، أَوْ قُهِرْتُ،
أَنَّ جَسَدِيَ لَمْ يَعُدْ مِلْكِي. إِنَّهُ مُشَاعٌ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ،
وَلَهُمْ الْحَقُّ فِي أَنْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَأَنْ يَحْكُمُوا عَلَيْهِ.

إِنَّهُمْ يَعُدُّونَ خُطُوَاتِي، وَيُحَاسِبُونَ عَلَى كُلِّ
ط رَعْشَةٍ تَسْرِي في عِظَامِي. أَلَا يَكْفِيهِمْ أَنَّ
قُيُودَهُمْ قَدْ سَجَنَتْ رُوحِي في هذا الْبَدَنِ؟

فَكَّرْتُ، هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَهْرُبَ بِرُوحِي، وَأَتْرُكَ
طلَهُمْ هَذَا الْجَسَدَ؟ أَتْرُكُهُ لِيَلْهُوا بِهِ، يَتَصَرَّفُونَ
فِيهِ كَمَا شَاؤوا، وَأَنَا حُرَّ طَلِيقَ ، لَا تُدْرِكُهَا الْأَعْيُنُ
وَلَا تَمَسُّهَا الْأَيْدِي.

وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُغْرِقُ في هَذَا الْهَوَسِ، فَتَحْتُ هَاتِفِي الْمُضِيءَ،
وَبَدَأْتُ أَلْعَبُ لُعْبَةَ الْوَرَقِ، أَقْلِبُهَا وَأَقْلِبُهَا، لِأُدْرِكََ أَنَّهَا

لَا تَخْتَلِفُ عَنْ هَذَا الْعَالَمِ. كُلُّنَا أَوْرَاقٌ في
لُعْبَةٍ لَيْسَ لَنَا فِيهَا حَقُّ اخْتِيَارٍ.

المواضيع المتشابهه:

• مآهو الشلل النوميّ [ الجآثوم ] . .
• شوقي للقياهم يزيد
• عمرة بنت يزيد الكلابية
• ساترك لكم التعليق
• دآمهّ زُمنّ عٍ’ـقربٌ وحيهّ وتمسآحٍ..خلٍ الأسودً تنآم مآهو زمنهآ!

وردة الغرام ,ناطق العبيدي ,رواء و 3 آخرون معجبون بهذا

شمس الاصيل ,وارفة البيان ,سردار المفتي