في ظلا ل كتاب : مفاهيم مغلوطة

- 12-
ومن الأخطاء وصور التشويه للتاريخ الإسلامي
وما تناقلته بعض كتب الأدب العربي وتبناه المستشرقون وأظهروه وكبّروه ؛ وأصبح وكأنه حقيقة ثابتة من كثرة من كتب فيه :-
ما يُشاع عن الخليفة العباسي هارون الرشيد من أنه كان صاحب ليل وسهر وخمور ونساء وجواري وطرب ورقص وفسق ..

وهذا قول باطل ، بل هو زور وبهتان وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين ، وتشويه لصورة الخلفاء المسلمين الصالحين الذين كان لهم دور كبير في الفتوحات الإسلامية ونشر الحق والعدل .
وإهذه الافتراءات أول ما أشاعها الشعوبيون ثم تبعهم الحاقدون المغرضون من المستشرقين والعلمانيين . إن الذي يرجع إلى كتب التاريخ الصحيحة المعتمدة الموثوقة وكتب التراجم والسيرة المحققة يجد ما يلي :-

1- إن هارون الرشيد رحمه الله تعالى كان من الخلفاء الأتقياء الصالحين بل وكان معروفاً بتقواه وخشيته من الله .
2- هارون الرشيد كان يغزو في سبيل الله عاماً ويحج عاماً ، وقد تحقق على يدية من الفتوحات والانتصارات ما زعزع الإمبراطورية الرومانية العظيمة ، ودول الغرب الأخرى ، وهذا واضح ومعروف والكتب التي شوّهت تذكره أيضاً .
3- كان معروفاً عن هارون الرشيد أنه يقوم الليل يتهجد ويُصلي لله تعالى .
4- كان هارون الرشيد له مجالس علم وذكر كثيرة .
5- كما أن هارون الرشيد نفسه كان من أهل العلم ، فقد حفظ القرآن الكريم وهو صغير ودرس العلم والأدب وعليه فنقول :-
هل يمكن لحاكم فاسق عابث أن يُحقق تلك الفتوحات والإنجازات العظيمة كلا وألف كلا!!!
وهل يمكن لحاكم أن يسود العلم في عصره ويبلغ التأليف الديني في فترة حكمه مبلغاً عظيماً لا يتصوره الإنسان إلا أن يكون حاكم خير ودين . وغير ذلك الكثير الكثير ، ثم أن سيرة الرجل الحقيقية هي التفوى والصلاح والعلم وقيام الليل ، ثم ذلك الرجل يحتاج إلى النساء والجواري وهو عنده من الحلال الطيب الكثير الكثير من النكاح وملك اليمين .
لو كان هارون الرشيد كما قالوا لانهارات الدولة ولما تحقق شيء من الفتوحات والإنجازات العلمية والمادية .
إن الواجب على المسلمين - وخاصة أهل العلم - أن يفطنوا للكاذبين ومزوري التاريخ ، وعليهم أن يحذروا من المستشرقين وأذنابهم الذين يريدون تشويه صورة ديننا وخلفائنا . وعلى العلماء الصادقين المخلصين تقع مسئولية تنقية تاريخنا العظيم من الشوائب وسموم الأعداء .