~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() |
![]() استقطبه أحد التجار الكبار ، واستضافه ،ثم أواه إلى إحدى ضيعاته قريبا من المدينة وأخذ يشتغل حرفة والده التي تعلمها منه .. حيث يقوم بزراعة الأرض ،تربية المواشي والدواجن ..أبدى استحقاقات هامة ، وبذلك اكتسب عطف ذلك الرجل وأهله... أخذ الأولاد لا يفارقونه عند نهاية الأسبوع ، وكانوا يقومون بأمر والدهم من حين لآخر بمصاحبته إلى المدينة لقضاء بعض المآرب ،ثم ارتقى في منصبه حين أصبح مدبرا على السياقة التي تعلمها على آلة الحرث والحصاد ، وكلف بعد ذلك بحمل الخضر ، ومنتوجات الأرض والأشجار إلى السوق وإلى أصحاب مُشغله بالمدينة ،ثم أخذ يتذكر بعض الحروف الهجائية التي تعلمها بالكُتّاب وصقلها بالممارسة ،حيث كان يسلم التواصل ويأخذ مثلها ..ثم ارتقى إلى مرتبة ملء الكمبيالات ثم إلى الشيكات .. ولما تعلم ذلك ،وكسب ثقة التجار الذين تعامل معهم ،وشكروه لمُشغله على تفانيه وثقته ،زاده ذلك رقيا ومكانة في نفسه ونفس مُشغله فكلفه بمرافقته ومساعدته في كل مهامه الظاهرة والخافية..!حيث كان يرى ولا يتكلم ،ويسمع ولا يقول ..ويعمل ولا يتأفف..لا يشتكي لأحد ولا يرافق أحد ..أصبح كالبهيمة التي تعصب عيناها ، وتظل تطوف بالبئر تسقي الماء ولا تكل..! أصبحت كل وثائقه بفضل مُشغله مسجلة بسجلات المدينة ، انفصل بذلك عن عشيرته وأبناء قريته..أصبح عقد ازدياده "سالما وصحيحا" يؤكد ازدياده بالمدينة وليس ابن القرية..انسلخ عن عْروبِيَّتِه (بدويته) لم يعد يرضى أن يقال له "عْروبي".. اشمأزت نفسه من هذه الكلمة التي يرددها عليه مُشغله وأصدقاءه عندما يعاكسونه في الرأي حتى من باب المزاح! مرارا سولت له نفسه أن يشن حرب شعواء ضدهم..لكن يتراجع مخافة فقدان مصالحه ومستقبله وحاضره الذي وصل إليه بالصمت المرير،وتحمل الإهانة ! ولو لأتفه الأسباب! حتى البَلْغَة والقميص والجلباب والطَّاقِيَّة والسروال الفضفاض التي ألف لباسها في ريعان شبابه مزقها ،ومحاها من مخيلته ..لا يريد أن يتحدث له عنها أي أحد..استبدلها بالزي المدني جميعها ..يحافظ دوما على أناقته..يشعر أنه أصبح رجلا متمدنا ..أناقته زادته احتراما عند مُشغله، وأضفى عليه انعاما كثيرا ..حتى نسي كل مبادئه القديمة ،وطبيعته البسيطة ولغته..حيث أصبح يقلد من حواليه لاكتساب لغة العصر ..تعلم لغة أهل المدينة اللغة ..الممزوجة ببعض المقاطع الفرنسية المحرفة ..لغة التجارة والمال والمصلحة دون غيرها ..غدا انسانا آخر ،لا يعرف غير مُشغّله، وما يغدقه عليه من مال بلا حساب.! لا يتوانى في بذل كل ما في وسعه لإرضائه .. لا يريد أن يتكلم عنه أحد بسوء أمامه ، إنه مثله الأعلى! يتبع بإذن الله |
![]() |
كاتب الموضوع | الغزال الشمالي | مشاركات | 10 | المشاهدات | 3660 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|