لا تلوموه ! بقلمي

الحلقة الثالثة :
قال لي : هل ترى تلك المقصورة التي في الأعلى على اليسار ؟
قلت : نعم ..




قال : هناك كانت تجلس وهج الذكرى .. وأجهش بالبكاء حتى َقَّطع ما تبقى لي من قلب ..
فتجرأت قليلا وتقدمت إليه .. وقلت لا عليك أيها العظيم ..
هناك سؤال يحيرني : لماذا اخترتني أنا بالذات من دون بقية الأعضاء ؟
قال : لأنك أنت الوحيد الذي انتبه لدموعي ..
لأنني كنت اذرف دموعي دائما .. وكانت تتساقط ليلا نهار على الأعضاء عندما يلجوا من الباب الرئيسي للمنتدى ولم يعيروها أي انتباه ..
وبما انك أحسست بي .. فأردت أن أضع سري بين يديك ..
تعال معي لتسمع ما قلت في وهج الذكرى :
اسمع ولا يهينوا الأعضاء :
قلت هات ما عندك .. فكلي آذان صاغية ..
فقال :
أذب قلبي الوهج .. فهل لهمي الفرجُ
لم يبق لي إلا بقايا .. يا رمق تختلجُ
وبي أغر أبلج .. وجنتيه ضرجُ
في خده ماء الحيا .. بحمرة ممتزجُ
يغضب من حبي له .. وليس فيه حرجُ
قد لجج في صدوده .. فدمع عيني لججُ
والحب دار مزعج .. تذوب فيه المُهجُ
فلا تلم أهلُ الهوى .. فاللوم فيه سمجُ

قلت له : صح لسانك .. وشاعر ايضا .. قال : وازيدك من الشعر .. انا متمكن من جميع انواع الفنون ..

وأردفت قائلا : قلت والله تستاهل وهج الذكرى .. ان نضع مُهجنا رخيصة بين يديها ..
قال : لا تلوموني .. هل قرأت ما قالت الخنساء رضي الله عنها في اخيها صخر ؟ قلت : نعم ..
قلت : استعن بالله .. وادعو الله ان يردها الينا ردا حسنا بين مُحبيها .. والى مكانتها المرموقة مشرفة عامة ..
قل لي : هل تعرف وهج الذكرى من قبل ؟
قلت : لللاسف الشديد .. لم اعرفها .. وانما اعرف معدنها الاصيل الا قبل سنتين ..
واراد ان يطرد عبراته .. ولكن غلبه البكاء اشد من ذي قبل ..

نكمل في الحلقة الرابعة