~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#7 |
![]()
بنت النيل
![]() ![]() |
![]()
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;border:10px ridge violet;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;border:10px double violet;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.gladpige.dk/Baggrunde/Side3/baggrundgp38.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://www.hamasatdamad.com/upload/uploads/1393029445732.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] ![]() ثم انطلق و بانت تباشير الفجر الأولى إلى المدينة الكبيرة إلى بغداد بغدادعاصمة الخلافة جامعة أشتات البشرالفرق شاسع بينها وبين الممرة هنا يسهل الاكتساب والعمل الملتوي بطمأنينة مئات الآلاف من الناس تروح وتغدو وقد استقبلت المدينة الواسعة غياث بن عبد المغيث بغير الاستقبال الأول،فقد جاء الآن تاجراً ثرياً رفيع القدر ولم يجيء ليجلد ويسجن! لدى وصوله كان أول شيء فعله هو الاتجاه إلى سوق البزازين وأصحاب القماش واشترى حلة ثمينة وعمامة ضافية وجبة وسراويل فاخرة،وتنكر بزي تاجر،واستأجر داراً صغيرة حصينة وأخفى كنزه فيها ،واشترى طعاماً وأكل بشهية عارمة كان فائق الحيوية والبهجة سعيداً بالنصر الذي أحرزه مسروراً بهذه الثروة التي آلت إليه،بعدما قتل في سبيلها ما لا يقل عن سبعة وعشرين رجلاً!! خرج إلى الأسواق والأماكن العامة وكان يجلس في مواضع قصَّية،يتفرس في وجوه الغادين والرائحين،يلمح وجه مروان أو سعيد أو ذلك الذي كان يقاتله في الغرفة عندما هرب وتمنى لو يعرف عن حنظلة شيئاً وهل هو الذي اختفى أم كان ضمن الذين قتلوا داخل الحجرة؟ إن الذي بقي حياً من هؤلاء الأربعة حتماً سيأتي إلى بغداد ولكن من الصعوبة إيجاده في مدينة كبيرة كبغداد تحوي العديد من الأجناس! الصراع لم ينته بعد وإن من بقي من الرجال سيجدّون في طلبه لا محالة فلابد من تصفيتهم جميعاً بأي طريقة وكان أكثر ما يهمه سعيد وحنظلة،فهما أوفر شراسة وخطرهما أكبر وقد سرَّه أنهما على غير وفاق، وأن العداوة مستحكمة بينهما أما مروان فلم يكن يخشاه كثيراً لضعف رأيه ولأن كسب جانبه سهل وقليل من المال يكفي لشراء سكوته وطال انتظاره، ولم يظفر بمن يبحث عنهم وانتظر اليوم الثاني فلم يرَ أياً من الأربعة وأمضى أسبوعاً ثم ثانياً وهو يتردد على الأماكن التي يتوقع أن يراهم فيها، وحدثته نفسه أن مروان وسعيد ربما هلكا ولكن أين الآخرين؟ ودب اليأس إلى قلبه وكان يقطع وقته بتسليته الوحيدة احتساء الخمور وتاقت نفسه إلى العمل وتحريك غنيمته الضخمة فذهب يبحث عن سماسرة العقار والضياع يسأل عن البساتين والمزارع وبعد أن طاف على العديد منهم وقف على أحدهم وسأله عن بستانٍ يشتريه فأجابه الرجل: -ليس عندي غير شوكة! وما هي الشوكة؟ -نخيل وبستان مهمل أصحابه متنازعون متفرقون وقد أوكلوا إليَّ بيعه -إن كان في داخل بغداد فلا حاجة لي به -لا بل خارجها على مسيرة ساعتين من موضع قدميك -وهل هو واسع؟ -نعم هل تحب أن تراه؟ -نعم -إذاً تعال إليَّ غداً -بل الآن! وصاح السمسار منادياً على خادم اسمه سريع فحضر عبدٌ أسود كهل بلحية بيضاء كرغوة اللبن وخيل إلى غياث أنه معتوه أو أصمَّ لأنه لم يتكلم ولم ينظر إليه،ولا إلى سيده وكانت عليه جبةٌ مرقعة وطاقية غليظة وحذائين باليين وقال له سيده: - اذهب بهذا الرجل وأره شوكة ومضى غياث مع الخادم وحاول استدراجه إلى الكلام فلم يظفر بشيء، وسار ساعة حتى خرج عن المدينة وسار ساعة أخرى حتى وصل إلى بساتين عديدة متجاورة، وما خلفها كان أرضاً جرداء، وفي بقعة معزولة قريباً من النهرتوقف سريع عند بستان كبير بحيطان متينة لا يجاوره شيء وكان فيه كثير من النخل أما أكثره فمساحات جرداء واسعة قد نبت فيها الشوك، وفي جزء منه قام قصر صغير فخم البناء، يحتاج إلى شيء من العناية وقد سحبت إلى البستان قناة من نهر دجلة، وفي أقصاه قامت مساكن صغيرة كانت تستخدم لسكن العبيد والفلاحين واعتزم غياث شراءه لانعزاله وسعته ووجود ذلك القصر فيه ورجع إلى بغداد مع مرافقة الصامت واشترى البستان بلا تردد وقال للسمسار: - و أريد مع البستان شراء خادمك هذا! ودهش السمسار لهذا الطلب الذي بدا له غريباً وقال: -تقصد سريع؟ -نعم -إنه شيخ بطيء ليس له في السرعة إلا اسمه! -هل يكتب؟ -إنه يكتب وقد جعلته على دفاتري وحسابي لولا أمانته ما أبقيته عندي! -هل يجيد الزرع؟ -نعم إنه يعرف شؤون البساتني ولكن كما قلت لك إنه بطيء ولولا البغلة التي تحته ما وصلت البستان إلا في الليل! -لقد أعجبني صمته وقلة فضوله وأنا أرغب فيه وانضم سريع إلى كنف سيده الجديد،واشترى غياث مزيداً من الموالي ووجههم إلى البستان لإصلاحه، وعاد إلى المراقبة وكان يسلك الطرق المهجورة مطأطئ الرأس، متلثماً بطرف عمامته وذات يوم كان عائداً قبيل المغرب إلى داره وعندما دخلها أغلق الباب ووضع عمامته وتخفف من بعض ثيابه وكان السيف لا يفارقه في ذهابه وإيابه ولا عند نومه وما كاد يجلس حتى برز له في إحدى الغرف رجل يكرهه فوضع يده على السيف وهتف عابساً: -سعيد؟! -نعم لقد التقينا مرة ثانية ودهش غياث لحالة سعيد كانت ذراعه اليسرى مشوهة قد أتت النار عليها وكانت ثيابه ممزقة في بعض أطرافها وخاطبه غياث في خشونة: -ظننتك هلكت!؟ -لا لم أهلك بعد لم يحن أجلي لذا فأنت تراني أمامك! -ما الذي جاء بك إلى هنا؟ -جئت لزيارتك والسلام عليك -الزائر يقرع الباب ولا يتسلق الأسوار! -استقبالك خشن ياغياث! -هذا ما يليق بلص مثلك -وأنت ألست لصاً؟! -وأين مروان؟ -هل يهمك أمره؟ -نعم إن أمره يهمني وجلس سعيد على دكة قريبة منه ومد رجليه بلا مبالاة وقال: -لست أدري عن مروان شيئاً ربما قتله حنظلة! -ألم يقتل حنظلة فيمن قتل؟ -لا إنه لا يقحم نفسه في الأخطار إلا بالحذر ولقد لحق بمروان عندما هرب ظناً منه أن الذهب في حوزته - لا أظنه سينجو فقد ركب الخيل وهو يترنَّح -إنه صبور كالجمال لكنه لا يحسن التصرف -يبدو إلي أنه أقل شرساً منك؟ -إنه أحمق ولولاه لما تعرضنا لهذا القتال بيننا! فأكد غياث على ما قال: -لكنه لا يبدو شريراً متمرساً مثلك؟ وهنا قضم سعيد شفته السفلى وقال في مكر: -أنا ضيف عليك يا غياث ولا يحق لك شتيمتي بهذا الشكل! فأجابه غياث في جفاء: -لكنني لم أدعك ولم أرحب بك -لا يهمني هذا فقد لمحتك في السوق وتتبعتك حتى عرفت أنك تقيم هنا وأدار رأسه في الجدران والسقوف ثم أرعب غياث بنظرة حادة وقال: -أنت فتى شجاع يا غياث ولو تضافرت جهودنا لاستفدنا كثيراً وأدرك غياث ما يرمي إليه سعيد فقال: -لا تحلم بمثل هذه الأمور فقد حصلت على ما يكفيني ولا أظنني بحاجة إلى المزيد من التعب والمخاطرة عندها هتف سعيد بحدة وغيظ: - وأنا وشقيقي أين تذهب أتعابنا وجروحنا ؟! - تقصد الذهب؟ - وما الذي جاء بي إليك إلا طلب الذهب !! فقال غياث ببرود تام! -لقد سبق أن قلت لك أن الذهب سرق للمرة الثالثة! -أنت تثير غضبي بكلامك هذا - هذا شيء أمره إليك وحدك تحلب ريق سعيد في فمه،وكدر ملامحه غيظ مكظوم،فقام من مجلسه وما أن تحرك استل غياث سيفه فقال سعيد بدون أن ينظر إليه: -هوِّن عليك ما جئت لهذا لو كنت أريد قتلك لاختبأت لك خلف الباب وقتلتك ساعة دخولك! فهتف غياث: -لا تتحرك من مكانك وبدون أن يأبه له تقدم سعيد إلى موضع الماء وقال: -أريد أن أشرب وأغتسل لقد جئت أعرض عليك الصلح وتنحى غياث عنه في حذر فيما تقدم سعيد وغسل وجهه وشرب،ثم قال وهو يمسح وجهه بكمه القذر: -أنت شديد الحذر وتخاف كثيراً -لا شأن لك بهذا قل لماذا جئت؟ - لقد جئت لأقول لك إنه لم يبقَ إلا أنا وأنت و حنظلة ومروان إن كان حياً وأنا أعرض عليك إن شئت السلامة أن يكون لك ما حصلت عليه من الأموال، وتدلني على موضع الخرج الذي أسقطته في النهر وأما حنظلة فهو لا يعرفك ولم يرك ولا تعرفه ولم ترَ وجهه فإذا ظهر فإنما سيطلبني أنا ومروان وتكون بذلك قد أمنت جانبه وكفيت شرَّه وسكت سعيد ينتظر جواب غياث فتأمله غياث فرآه أصفر الوجه متعباً وكان يتكلم بثقة ويأس وتأكد لغياث أنه مقدم على تنفيذ ما يريد ولو كان في ذلك حتفه ولكنه لم يصمد لأن شارات الإرهاق بادية عليه مما أغرى غياث أن يتحداه ويسأله بلا مبالاة! -وإذا رفضت؟ فصاح سعيد وقد استل نصف سيفه من غمده! -إذا رفضت فهذا سيقنعك! فقال غياث بهدوء وتحدي! -إني أرفض عند ذلك رمى سعيد قدح الماء من يده واستل سيفه بسرعة وانقض كل منهما على صاحبه،والتحما في قتال مرير كان صوت تقارع السيوف يغطي على الكلمات المبهمة التي يقولانها والشتائم التي يتبادلانها استمر صراعهما طويلاً دون أن تميل الغلبة إلى أيٍ منهما وتصبب العرق غزيراً من جسديهما كان غياث أقوى جسداً من خصمه لكن سعيداً كان أمهر في استعمال السيف وتأكد لغياث أن صاحبه عليل ومتعب، فقد ارتخت نظراته وتعددت ضرباته الخاطئة، وحانت منه فرص ومقاتل لكن غياث كان يتجنب قتله وازدادت صفرة سعيد،وبدأ يتراجع فيما نشط غياث وتعثر عدة مرات لكنه كان ينهض عاجلاً، وبحركة من غياث جرح ذراعه وضرب سيفه بقوة ليطير بعيداً ثم هجم عليه وأطاح به، ووقف على رأسه متصاعد الأنفاس رافعاً سيفه إلى أعلى وهتف سعيد لاهثاً: -اضرب فما عاد للحياة طعماً عندي! وحاول أن ينهض فأهوى غياث بمقبض سيفه على رأسه فسقط مغشياً عليه ![]() [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
![]() |
كاتب الموضوع | مي محمد | مشاركات | 13 | المشاهدات | 4016 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|