~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 1,499
عدد  مرات الظهور : 42,511,878


عدد مرات النقر : 1,499
عدد  مرات الظهور : 42,511,878

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة
نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة
موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-10-2022
اندبها غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز الوسام الاول اجمل حصري مسابقة اندبها مسابقة اندبها 
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4560 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (10:37 AM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم : 888890339
 معدل التقييم : اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).....(. 1 )





أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......1


كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،

مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ

وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ

وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى لموضوع
قليلاً ما تم التحدث فيه أو بالأحرى الولوج لخباياه
والتعرف على النواحي الشرعية فيه
في كيفية أهتمام الدين الأسلامي الحنيف بشريحة
أساسية من أساسيات بناء المُجتمع المُسلم
المفترض أن يكون مؤمن بالله حقاً وصدقاً
ومؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
هو من يفترض إتباعه وإتباع نهجه وسُنته
وطريقته ومساره الذي أرتضاه الله لنا
في إتباع سُنته وهديه في تنشأة الأبناء
نشأة صحيحة سليمة
تكون أساس لبناء الأسرة
بناءَ صحيحاً بدء من إختيار شركاء
أساسيات المُجتمع من زوج وزوجة
وإنتهاء بتنظيم شؤون البلد
واللبنة الأولى في البناء
الا وهي الأطفال وإيجاد نقاط القوة
والمنهج القويم في تربيتهم تربية تليق
باللبنة الأساسية للمجتمع
ويكون اخوتنا الكرام في التعرف
على منهل من مناهل تربية الطفل
من خلال سُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ومعاملته صلى الله عليه وسلم للأطفال بصفة عامة
وبأطفال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
بصفة خاصة والتعرف على طريقته في التوجيه
من خلال مجالسته لهم والأخذ بمتطلباتهم
بعين الأعتبار ونصحهم وإرشادهم
وتهيئة الظروف الملائمة لهم
ويكون ذلك بالأساسيات وهي:
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
2. والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
3. مروراً بوصاياه بالعدل في مابينهم
4. وانتهاء بزرع البذرة الأولى في تعليمهم
أصول العقيدة وإتباع هدي
النبي صلى الله عليه وسلم وسُنته.......
وسوف نقف بأذن الله تعالى
عند كل نقطة من هذه النقاط الأساسية
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
من خلال منبرنا الطيب هذا ....
وستكون هذه الخُطب مقسمه الي أجزاء
حتى نستكمل كل مايختص بالطفل وتربيته
وتنشأته تنشأة أسلامية صحية....
فالموضوع لايحتمل الأختصار ....
وهذه الخطبة لهذا المنبر
أطفالنا في صًحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم .....(.1 )
الأخوة الكرام
وحين ينظر الناظر في سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأحاديثه يجد وبسهوله أنه بقدر ما أعطي جُل
وقته للدعوة ونشر التوحيد ومجابهة التحديات
في سبيل نشر دعوته الكاملة ....
فقد أعطي الطفل نصيباً من وقته
وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال أباً حنونا،
ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب،
وينصح ويربي ..
فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم هي بناء أمة موحدة
مؤمنة مُسلمة ويكون مكونها الأساسي هو
صُنع رجال ....وإنشاء جيلاً مثالياً
في عبادته وإيمانه وأخلاقه ومعاملاته
طبقاً لعقيدتنا وتشريعاتنا الأسلامية الكاملة
وكان هذا البناء يأتي من خلال
توجيهاته صلى الله عليه وسلم
القولية والفعلية .....
فظهرت أسماء كثيرة من الأطفال الذين
عاصروه صلى الله عليه وسلم
وتعلموا من هديه ومعاملته معهم
بالنصح والأرشاد والأخذ بعين الأعتبار انهم أطفال
ويحتاجون للرعاية والأهتمام والتوجيه ....
فظهرت شريحة الأطفال تلك وتحولت الى
أبطال كان لهم تأثيرهم
الواضح في المجتمع الأسلامي الأول مثل:
عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر،
ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء،
ومعاذ بن عمرو بن الجموح،
وسمرة بن جندب،
ورافع بن خديج
والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ
.. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ،
وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين ..
ولأبائهم في التعلم كيف نتجت أصول التربية السليمة
مثل هولاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
ومن خلال هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتعلم نحن في هذا الزمن ونأخذ بسُنته القولية
والفعليه وتعاملاته مع بذرة
النشأة الأولى
الا وهو الطفل ....
وقبل أن ننظر لمعاملاته صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتوقف لنتابع هديه صلى الله عليه وسلم
في تمهيد الطريق لبدء نشأة الطفل قبل أن
ينزل لهذه الدينا ويمارس رسالته التى وعد بها
الله سبحانه وتعالى في توحيده والأيمان به
عندما قال تعالى :
(171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا
فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)الاعراف

وفي شرح وتفسير العلامة أبن كثير رحمه الله
لهذه الآية الكريمة قوله :
يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم ،
شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ،
وأنه لا إله إلا هو . كما أنه تعالى فطرهم
على ذلك وجبلهم عليه ، قال تعالى
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله
التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
الروم : 30
وفي الصحيحين
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " كل مولود يولد على الفطرة –
وفي رواية : على هذه الملة –
فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويمجسانه ،
كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ،
هل تحسون فيها من جدعاء
" وفي صحيح مسلم ،
عن عياض بن حمار قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى :
إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين
فاجتالتهم ، عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم "
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله :
حدثنا يونس بن عبد الأعلى ،
حدثنا ابن وهب ، أخبرني السري بن يحيى :
أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم ،
عن الأسود بن سريع من بني سعد ، قال :
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع غزوات ، قال :
فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة ،
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد عليه ،
ثم قال : " ما بال أقوام يتناولون الذرية ؟
قال رجل :
يا رسول الله ، أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال
: إن خياركم أبناء المشركين !
ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ،
فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها ،
فأبواها يهودانها أو ينصرانها
. قال الحسن : والله لقد قال الله في كتابه
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) ( الآية )
( انتهى كلام وتفسير أبن كثير لهذه الآية ) ....
إخوتنا الكرام
في هذه الآية الكريمة أوضح الله لنا أن
الأنسان في أصله يولد على الفِطرة النظيفة السليمة
والتى مفادها التوحيد لله
سبحانه وتعالى والأعتراف بربوبيته
وألوهيته المستحقة للعبادة وعدم الأشراك به
واخذ عليهم ميثاق وعهد أن لايشركوا به
فإقروا على ذلك وقالوا
بلى شهدنا
وفي هذا الحديث شرح وبيان كيف
أن بني آدم قالوا بلى شهدنا على انفسنا
على أنك انت الله لا شريك لك والمستحق للعبادة
حيث قال الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا جرير –
يعني ابن حازم - عن كلثوم بن جابر
عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم ،
عليه السلام ، بنعمان . يعني عرفة
فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ،
ثم كلمهم قبلا قال
: ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين ) إلى قوله : ( المبطلون
( انتهى كلام الامام أحمد رحمه الله تعالى )
وفي هذه الشروحات اخوتنا الأعزاء
بيان أن الطفل أو الأنسان في أصله
وبفطرته يعرف ويعلم ويشهد على نفسه
أنه تم سؤاله من قِبل خالقه يوم أن اخرجهم
من ظهر ابيهم آدم واشهدهم على انفسهم
أن لامعبود الا الله ولاشريك له ....
من هنا تأتي الفطرة التى فطر الله الناس عليها
ففي أصل الخليقة ليس هناك كافر ومسلم
ملحد وموحد
بل يولدون كلهم موحدين على الفطرة
والفِطرة التى فُطِروا عليها
تقول وتعترف وتشهد أن لا اله الا الله
ولا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى ....
كل ذلك كان في عالم الذر يوم أن أشهدهم الله
وهم في ظهر أبيهم آدم عليه السلام
لأقامة الحجة عليهم وبيان أن فطرتهم هي أساس
خلقهم وما التغيير الذي سيحدث بعد ذلك
حين إتمام خلقهم ونزولهم لهذه الحياة الدنيا
الا سبب من أسباب التنشئة والتربية
التى سيخوضون غمارها في الدنيا.....
فيظهر فيهم المؤمن والكافر واليهودي والنصراني
والمسلم الموحد لله .....
وهنا يأتي دور أهاليهم في أن يهودانهم أو يمجسانهم
أو ينصرانهم .....
أي البيئة التى سيتربى فيها الطفل
والوالدين الذين سيقومون بترتبيته وصقله
ليصبح عضو فاعل في مجتمعه ....
فإن كانت البيئة متناسبة مع فطرته
والوالدين موحدين لله سبحانه وتعالى
بالطبيعي سينشأ هذا الطفل على تعلمه من والديه
فالأبوين هم أساس التربية والتوجيه
فإما ينصرانه أو يمجسانه أو يهودانه ....
أي يجعلانه كما يحبون هم ويشتهون ويتبعون
ولن يتركوه لفطرته في الاختيار
بل يكون التأثير عليه كبير .....
وهذا الذي يحدث حتى في هذا الزمن
فنرى الأبوين الصالحين طريقة تنشئة ابناءهم
تختلف عن الابوين الذين لايهتمون بالدين
ويتبعون ماتقذفه النصارى واليهود من أفكار علمانية
تدّعي حريه الرأي والفكر والتوجه والاختيار
فنرى مثلا الاب لايجعل من نفسه قدوة حسنة لأولاده
فيواضب على الصلاة والصيام والحث على الاخلاق
الفاضلة ويمارس المكروهات والمحرمات
أمام ابناءه ولا يبالي بهم
وكذلك الام التى لاتعي مسؤوليتها في تربية بناتها
لاتهتم بتشريعات ولا الاحكام الشرعية للفتاة حين
بلوغها من ارتداء الحجاب والالتزام الديني
بل تترك هذه الامور لخيارات بناتها وكأنها تقول
بلسان حالها تصرفوا كما تحبون ولستم مجبرين
على اتباع المنهج الديني الاسلامي
فنري وهذه حقيقة اخوتنا الافاضل
نري كثير من الامهات يرفضن ان ترتدي بناتهن
الحجاب أو الألتزام الديني
لأنهُن في الأصل لم يقتنعن باللباس الشرعي
وبالتالي يرفضن هولاء الأمهات أن ينصحن
بناتهن بالألتزام بما شرّعه الله ....
وهكذا الأم هنا تساهم مساهمة فاعله في طمس
الأصول الصحيحة في تربية بناتها واستبدالها
بمفاهيم نصرانية غربية دخيلة على الدين
تحت مُسمى العلمنة والتطور والحداثة وحرية الرأي
وحرية اتباع الأديان .....
فنرى الكثير من المسلمات يتجهن لأتباع مناهج النصارى
وإبتعادهم عن الدين من خلال ممارسة شعائر النصارى
جهاراً نهاراً في مناسباتهم واعيادهم ......
كل ذلك يأتي اخوتنا الافاضل من خلال تساهل الوالدين
وعدم اهتمامهم بما يجري في هذا الزمن .....
وكل الذي تريده هذه الام هو متابعة ابنتها لسلوك
امها وتبرجها وخروجها بحجة
الحرية الشخصية
اللفظة التى ازكمت رائحتها الانوف
وأصبحت كلمة تمجها اللسن النصارى وتابعيهم
ليؤثروا على عقول المسلمين والمسلمات
والمدّعين الثقافة والانفتاح الثقافي والادبي
على حساب التشريعات والدين .....
كل ذلك يحدث من خلال تأثير الأبوين على الابناء
وتغيير منهجهم وسلوكهم طبقاً لتصرفاتهم

وفي هذا الحديث النبوي الصحيح
يؤكد هذا الكلام
كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح أن دور الأبوين
في صلاح وفساد الابناء كبير وكبير جداً
فقد قال في الحديث الذي
رواه أبوهريرة رضي الله عنه قوله:
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ،
فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ،
كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ،
هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ،
ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ.
وهنا بيان أخوتنا الكرام
أن الفطرة النقية الخالية من شوائب الكفر
والمعاصي ومن سوء وذمم العادات
وقد أوضح التابعي محمد شهاب الدين الزّهري رحمه الله
والذي ولد في ابن شهاب الزهري القرشي
أبو بكر المدني المولود
في سنة خمسين أو احدى وخمسين
وقيل سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة
في اواخر خلافة الصحابي
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه
وفي السنة التى ماتت فيها
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(المتوفى في رمضان 123 أو 124هـ)
على الفِطْرةِ النَّقيَّةِ الخاليةِ مِن شَوائبِ الكُفرِ، ومِن دَنَسِ
المعاصي، ومِن ذَمِيمِ العاداتِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي التابعيُّ
محمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهْريُّ رحمه الله
ويوضح شروحات هذا الحديث الصحيح
الذي صححه البخاري
فقال رحمه الله :
أنَّ أبا هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه كان يُحدِّثُ
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
ما مِن مَولودٍ مِن بَني آدمَ
إلَّا يُولَدُ على الفِطرةِ الإسلاميَّةِ، وقيل:
الفِطرةُ هي النَّقاءُ الخالِصُ،
والاستِعدادُ لقَبولِ الخَيرِ والشَّرِّ،
فلو تُرِكَ المَولودُ على ما فُطِرَ عليه لاستمَرَّ
على طُهْرِه، ولم يَخْتَرْ غَيرَ الإسلامِ؛
فهو يُولَدُ مُتهَيِّئًا للإسلامِ،
ويَأتي بعْدَ ذلك دَورُ الأبَوَيْنِ والبِيئةِ
التي يَنشأُ فيها؛ فالأبَوانِ قد يُعَلِّمانِه اليَهوديَّةَ
ويَجْعَلانِه يَهوديًّا، أو يُعَلِّمانِه النَّصرانيَّةَ
ويَجْعَلانِه نَصرانيًّا، أو يُعَلِّمانِه المَجوسيَّةَ
ويَجْعَلانِه مَجوسيًّا يَعبُدُ النَّارَ مِن دونِ اللهِ،
أو لكَونِه تَبَعًا لهما في الدِّينِ يكونُ حُكْمُه حُكمَهما
في الدُّنيا، فإنْ سبَقتْ له السَّعادةُ أسلَمَ، وإلَّا مات كافرًا.
ثُمَّ يُمَثِّلُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
هذا المعنَى بوِلادةِ البَهيمةِ سَليمةً مِن العُيوبِ،
كاملةَ الأعضاءِ، لا نَقْصَ فيها،
ثُمَّ يَحصُلُ فيها النَّقصُ مِنَ الجَدْعِ وغيرِه؛
لأجْلِ تَصرُّفِ الإنسانِ، كذلك الإنسانُ يُولَدُ سَليمًا
على الفِطرَةِ، ثُمَّ يَحدُثُ فيه النَّقصُ
مِنَ التَّهَوُّدِ والتنصُّرِ وغيرِهما؛
لأجْلِ تصرُّفِ والدَيْهِ، ويُعَقِّبُ
أبو هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه –راوي
هذا الحَديثِ، بقولِ اللهِ تعالَى:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]،
أي: خلَقَهم عليها، وهي:
قَبولُ الحقِّ، وتمكُّنُهم مِن إدراكِه، أو:
مِلَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّهم لو خُلُّوا وما خُلِقُوا
عليه أدَّاهم إليه؛ لأنَّ حُسنَ هذا الدِّينِ
ثابتٌ في النُّفوسِ، وإنَّما يُعدَلُ عنه
لآفةٍ مِن الآفات البشريَّةِ؛ كالتَّقليدِ المذمومِ.
( إنتهى كلام الزُّهْريُّ رحمه الله .....)
وعلى إعتبار ان المسؤولية الأن
هي مسؤولية الوالدين من حيث التنشأة
والتوجيه والمحافظة على الفِطرة السليمة
التى فطر الله عليها الأطفال قبل أن يصلوا لمرحلة التكليف
هنا يأتي دور الوالدين
ومن هنا وصلنا للنقطة الأولى
من النقاط التى اوضحناها آنفاُ من أساسيات
بناء البيت المسلم وتهيئته للساكن الجديد
وهو الطفل وهي :
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
والأسلام سبحان الله أولى أهمية كبيرة لهذه النقطة
والتى تتمثل في أختيار الأب و الأم لهذا الطفل
الذي سيأتي ..ويبني مجتمع سليم كامل ....
وكذلك وبأنصاف أختيار الزوجة لهذا الأب
المفترض الأقتران به
فقد حدد الله سبحانه وتعالى في تشريعاته
ودينة الذي أرتضاه لعباده
والذي أنزل رسالة الأسلام على قلب نبيه
صلى الله عليه وسلم ليتم تنظيم شؤون الحياة بين الناس
جعل معايير ومقاييس مهمة لينجح بناء
وتكوين أسرة ونشاة أطفال في كنف صلاح الأب والام
وهذه من الحقائق في أن صلاح الأبناء
وتقوتهم ورشدهم وإلتزامهم يتزامن مع صلاح
الأب والأم لذلك لابد من وجود مقاييس ومعايير مهمة....
وهذه المعايير في الزوجة أو الام الصالحة
أتت في قوله تعالى :
1_ علاقة الرجل بالمرأة آية من آيات الله تعالى
يقول الله تعالى مبينا أن حقيقة الرجل
والمرأة إنما هي نفس واحدة:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء، 1)
وإذا كان كلاهما من نفس
واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله
من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى
تجد من يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما
إلا بوجود صاحبه، وقد اعتبر القرآن الكريم
أنّ هذا الارتباط الفطري بين الرجل والمرأة
هو من آيات الله في الخلق والإبداع،
فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان
سكينته وطمأنينته في هذه الحياة،
قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
(الروم، 21)
يتبين من خلال تلك الآيات أن ارتباط
الرجل بالمرأة عن طريق الزواج
المشروع هو مما تدعو إليه الفطرة،
ليتم بناء بيت مسلم نظيف وأطفال ينشئون
في بيئة نظيفة صالحة تربتها فا بالتالي
سينصلح نتاجها وغراسها ....
ولا يمكن أن نتصور استمرارية الحياة بدونه،
فإذا كان الأمر كذلك فهل يكفي الإختيار
العشوائي للزوج أو الزوجة ؟
والجواب طبعا لا.
وقد أرشد الإسلام إلى الطريق
الأمثل في اختيار كلا الزوجين لصاحبه،
وقد راعى جميع العوامل التي من شأنها
أن تيسر ديمومة الحياة الزوجية،
وما يعكسه ذلك من استقرار
عاطفي وأمن اجتماعي
ورعاية للأولاد.
وعلى ضوء هذه التوجيهات نفهم
مراعاة المعايير عند اختيار الزوجة
كما بينها العلماء الأفاضل والمهتمين بالشأن الأسري

وتربية الأبناء
أن أختيار الزوجة أو الزوج تكون
معاييره كالأتي:
اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...
ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح
والمعني المساواة في الدين ....
اي الاثنين دينهما هو الاسلام ،
ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ...
.فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق
ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة
فلا تتزوج مسلمة من كافر
ولا عفيفة من فاجر
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ،
أُعلمت مجاهرته للمعاصي ،
مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة
أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ،
والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق
لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه
بالكفاءة في الدين ،
قوله تعالي:
( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ. ) النور 26
وأيضا قوله تعلي :
)أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )
السجدة 18
فكيف يتم العمل بهذه والنقطة وتأكيدها....؟...
نقول هذا من واجب الاباء وأولياء الامور:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق
،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها
من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....
لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة
وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام
وكذلك سوء البيئة التى ستكون مسؤولة
عن تربية الأبناء ....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير
حضور مثل هذه العقود...
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر
علي الزوجة والاولاد ،
بتأثيره السيئ علي سلوكهم ،
وما قد ينقله لهم من امراض معدية.....
فا الدين، وهو المعيار الأهم ،
ويفهم هذا المعيار من زاويتين ؛
الزاوية الأولى:
الإسلام؛ فتُقدم المسلمة على الكتابية
رغم جواز الزواج من الكتابيات،
فالأولى هو الزواج من المسلمة
لما لذلك من دواعي استمرار الحياة الزوجية
حيث الدين الواحد والعادات المتقاربة
المكتسبة من الدين،
ويفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
( البقرة، 221)
وقد يقول قائل إن هذه الآية في المشركات
وليس في الكتابيات، وهذا صحيح
ولكن أهل الكتاب قد دخل الشرك في عقائدهم،
وقد أباحت الآية الزواج من أهل الكتاب
على خلاف القياس، فينبغي
عدم التوسع في الزواج منهن،
انسجاما مع مجموع النصوص الداعية
إلى مراعاة عنصر الدين في اختيار
الزوجة، كما أنّ عقائد أهل الكتاب
لا تخلو من الشرك.
الزاوية الثانية:
الدين؛ ويقصد به هنا التديُّن؛
أي التقرب إلى الله بالتزام أوامره واجتناب
نواهيه. قال الله تعالى في وصف
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
( 2 )
السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار
لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العضيظة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
مما يعيق عملية المضاجعة...
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
وهو تهدل زوائد لحمية
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
وهذا العيب هو خُلقي ويتم تصحيحه بالتدخل الجراحي...
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ،
والمبنية علي المودة والرحمة والحب ،
فأذا وجدت هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ،
يظهر التنافر بينهم حتي
وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس
اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ،
تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..
لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...
ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة
هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...
وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي
وبناءالاسرة
وبالتالي هذا التنافر والتباعد وعدم وجود
الألفة والمحبة سينعكس سلباً على تربية النشأ
الجديد وهم الأولاد ....
كل هذا الحرص الشديد على حُسن الاختيار
يبين وبوضوح مدى اهمية البيت المسلم
الذي سيتربى فيه جيل جديد
لابد وأن يكون بيت نظيف يعي ويفهم
دوره في تربية الابناء وجعلهم صالحين متقين الله
كل هذه الشروط اخوتنا الافاضل
هي في الأساس ضمانة وتأكيد على
أن يكون البيت المسلم خالي من النقائص
والمفاسد من كُره وحقد وفساد ومعاصي
حتى يكون بيئة ملائمة صحية لنشاة
الطفل عماد ورجل المستقبل
ونضج وتهيئة الطفلة لتكون أُم ومُربية واعية
لها دور كبير في تكوين أسرة متكاملة......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الأول
بيان أساسيات البيت المسلم
الذي سيتربى فيه الطفل
والجو والبيئة المناسبة لنجاح الأبوين
في تنشأة اولادهم تنشأة سليمة
معافاة من مفاهيم وقيم وثقافات النصارى
التى تطرق ابوابنا ليل نهار
فدخلت لنا من النوافذ عن طريق
وسائل الكل يعرفها سوى من المجتمع نفسه
أو من خلال أسلوب وسلوك الوالدين
المفترض أن يكونوا قدوة حسنة للأبناء ....
كل ذلك لينصلح البيت المسلم
ويكون سد منيع لكل المؤثرات التى من
شأنها تؤثر في تربية الطفل .......
فصلاح البيت يأتي من خلال
صلاح الأم أي الزوجة لان في صلاحها
تأدية دورها كاملاً في تربية النشأ الجديد
ليكون جيل صالح مفيد متقي الله في سلوكه
ولا يتأتا ذلك الا ان وجد عنصر الصلاح
للمرأة كما أشارت الآية الكريمة
في قوله تعالى :
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
فالآية تشير إلى عنصر الصلاح عند
المرأة وما يؤديه ذلك من محافظتها
على حق زوجها وماله وعرضه الذي هو عرضها،
وأيضاً تربية النشأ الجديد
تربية إسلامية صحيحة طبقاً لأسلام الأب
والأم والجد والجدة والعادات الأسلامية الصحيحة
وهنا ما يجب الإنتباه إليه في هذه الآية:
وهو أن الله تعالى قد حفظ الزوجات
من الوقوع في الحرام، وهي فطرة الله تعالى
في النساء، فالمرأة بطبيعتها ليست كالرجل
إذ أن طبيعته الاندفاع أما المرأة فطبيعها الاحتجاز،
وهذه الطبيعة في المرأة لا تفارقها
إلا إذا فقدت عنصر الحياء
وهو علامة الإيمان الظاهرة، الآية واضحة
الدلالة في ذلك:
فإن كانت صالحة قانتة فهي حافظة لحق
زوجها بسبب حفظ الله لها من الوقوع في الحرام.
وقد أشار الحديث الشريف إلى ما يدعو
لنكاح المرأة بشكل عام فعن
أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها
وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين
تربت يداك)
وفي الحديث تأكيد على ضرورة اعتبار
عنصر الدين في اختيار الزوجة،
حيث يغفل عنه الناس عادة لانشغال
النفس بمراعاة الدواعي الأخرى.
وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من
أهم عناصر ديمومة الحياة الزوجية،
فإن اختيار المرأة للرجل الصالح أكثر أهمية؛
لما يترتب على سوء اختيار الرجل
من معاناةٍ للمرأة وهضمٍ لحقوقها.
ونفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ
أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو
إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ
آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
(البقرة، 221) ،
في هذه الآية بيانٌ أن التفاضل يكون
في الإسلام أولا، والآية التالية تبين
أنّ التفاضل بين المسلمين يكون
بالقرب من الله والتقوى حيث قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(الحجرات، 13)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة
إذا أرادت الزواج، فلا بد لها من أن
تقبل بالرجل الصالح، فقال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من
ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)[3].
إن رفض الرجل مع كونه صالحا يدلُّ على
تغير الموازين والقيم التي أراد الإسلام
إرساءها في المجتمع المسلم،
وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)
. إن صلاح الرجل هو سياج للمرأة
في كل حالها ، فإن أحبها أكرمها،
وإن كرهها لم يظلمها، وهو في
كلا الحالتين لا تجنح نفسه
إلى حرام فيبقيها كالمعلقة،
وفي صلاح الأبوين وحُسن اختيار بعضهم لبعض
نكون قد أسسنا أساس متين
يساهم في تربية النشأ الجديد الذي
سيظهر من خلال العائلة الجديدة التى ستتكون
فإن حرصنا على صحة ومتانة الأساس
نكون قد ضمنا تربية سليمة لأطفالنا
واتجاه صحيح لحياتهم المستقبلية
لذلك نرى اسلامنا الحنيف ورسالتنا العظيمة
تهتم بشؤون الطفل حتى قبل أو يولد
ويكون بالاهتمام بطريقة اختيار الأبوين لبعضهم بعض
وكيفية بناء اسرة سعيدة يملؤها الحب والهناء
ومن هنا أخوتنا الكرام
نكون قد عرفنا وفهمنا أن اولى اللبنات التى تم
إرسائها لبناء بيت مسلم وتربية نشأ صالح
وكان ذلك بحسن اختيار الأبوين .....
ونأتي الأن لأهتمام التشريع الاسلامي
لبدايات خلق الطفل وهو في بطن أمه
والمحافظة عليه حتى ينزل لهذه الدنيا
ويكون عضو فاعل موحد لله ومؤمن برسوله
وله فعاليه ليرفع لواء المجتمع ويكون صالحاً
لدينه ولوطنه ولأهله ولمجتمعه وبيئته.....
ويكون ذلك بأذن الله تعالى
في الخطبة القادمة
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الأصلي :

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=42008





 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




آخر تعديل الغريبة يوم 07-12-2022 في 08:35 AM.
7 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-12-2022),  (06-10-2022),  (06-10-2022),  (06-11-2022),  (06-10-2022),  (06-13-2022),  (06-12-2022)
قديم 07-15-2022   #2


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (10:37 AM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )





أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)

( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى
في الجزء الثاني والأخير من
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأستكمال الأساسيات التى إن توفرت
كما أراد لها التشريع ان تكون
حتى تُصبح الأرضية والأساس المتين لبناء بيت
مسلم ينعم فيه جيل جديد صغير
بكل الظروف المواتية والمناسبة لتعلمه أصول دينه
وأخلاقه وسلوكه ونشأته التى تصبح بعد ذلك
منهج وطريق ووسيلة لبناء مجتمع نظيف
سليم مُعافى من أمراض هذا العصر
من فساد وتشرذم وانحطاط خُلقي وأخلاقي
وكُنّا اخوتنا الافاضل
قد شرحنا وبيّنا النقطة الأولى وهي
حُسن اختيار الوالدين ....
فحُسن اختيارهم يُسهل عملية تربية النشأ
الجديد في أجواء تملؤها المحبة والسعادة والتفاهم
والرضى والأيمان الكامل ....
وبالطبيعي اخوتنا الكرام
أن أولى البذور التى تنتج عن ارتباط
الأب والأم والتى تمت فيها عملية اختيارهما لبعض
من خلال الضوابط الشرعية المفترض ايجادها
في عملية اختيار الزوج والزوجة.....
ومن ضمن هذه الاهداف التى يجب ان تتوفر
في الزواج هو التكاثر والتناسل
وهنا نقطة مهمة جداً
تـأتي استكمالاً لعملية اختيار الأب والام
وهي شرح لفظة الودود الولود
ألتي أتت في هذه الحديث الصحيح
فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ
: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ
وَإِنَّهَا لا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ
: لا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ،
ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ
: تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ
رواه النسائي وأبو داود
وصححه ابن حبان والألباني
في " صحيح الترغيب
و الأمر هنا هو
للوجوب ما لم تصرفه القرينة
للاستحباب أو الاباحة و قد تكون
القرينة هى زواج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
من سودة و أم سلمة رضى الله عنهما
.و قد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم
عدة نساء فوق سن الأربعين مثل:
أم سلمة رضي الله عنها تزوجها
وعمرها 65 سنة
.زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 60 سنة
.سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 56 سنة
أم حبيبة تزوجها رضي الله عنها
وعمرها 40 سنة.
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم
عن التزوج من العقيم،
في الحديث السابقة الذي رواه
معقل بن يسار رضي الله عنه
والذي قال له النبي عليه السلام ما قال
ونهاه عن الزواج من العاقر ....
وهذا النهي أخوتنا الكرام
عن الزواج بالمرأة الغير ولود أي العاقر هذه الكراهه
ليست للتحريم، ولكن على سبيل الكراهة فقط ....
والكراهه هنا تُسمى كراهة تنزيه وليس كراهة تحريم
وإنما على سبيل الكراهة فقط،
فقد ذكر العلماء أن اختيار الولود مستحب
وليس واجباً.قال ابن قدامة في "المغني"
:" ويستحب أن تكون من نساء يعرفن
بكثرة الولادة
" انتهى كلام ابن قدامه رحمه الله
.وقال المناوي في "فيض القدير
:" تزوج غير الولود مكروه تنزيهاً
" انتهى كلام المناوي ....
.وكما يجوز للمرأة أن تتزوج من الرجل العقيم،
فكذلك يجوز للرجل أن يتزوج من المرأة العقيم
.قال الحافظ أبن حجر رحمه الله في "الفتح
:" أما من لا ينسل ولا أرب له في النساء
ولا في الاستمتاع فهذا مباح في حقه ( يعني النكاح)
إذا علمت المرأة بذلك ورضيت
" انتهى
وهنا اخوتنا الكرام
احب ان اعطيكم توضيحاً طيبا للافادة
ولمعرفة المصطلحات التى تمر امامكم وفهم معانيها
لانها مهمة في التشريع
فعندما نذكر كلمة محرّم نفهم ماذا تعني
وكذلك كلمة مكروه نفهم القصد منها
وكلمة سُنة نعرف ماذا تعني
وكلمة واجبه ندرك ماهو القصد منها
وكذلك المباح والمندوب
لان هذه المصطلحات هي تفسير
للأحكام التكليفية
أي بمعنى التكليف لايخرج
عن هذه المصطلحات ....
وهنا اخوتنا الكرام
اشرحها لكم لتعم الفائدة
وتكون كاملة غير منقوصة.....
فهكذا هو العلم الشرعي
لايحتمل التجاوز او الأختصار ....
فمن المعروف
أن الأحكام التكليفية عند
جمهور العلماء ، وهي :
الواجب ،
الواجب : هو ما أمر به الشارع على وجه الإلزام .
ومثاله الصلوات الخمس ، وصوم رمضان

، والزكاة لمن كان من أهلها ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً .
ويسمى الواجب فرضًا وفريضة وحتمًا ولازمًا ،

ويثاب فاعله امتثالاً ويستحق العقوبة تاركه .
المحرم ،

المحرم أو الممنوع والمحظور :
هو ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك .
كالزنا والربا وشرب الخمر وعقوق

الوالدين وحلق اللحية وتبرج النساء .
والمحرم يثاب تاركه امتثالاً ويستحق العقوبة فاعله .

المسنون
هو كل فعل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث صحيح يأمر بأتخاذه واتباعه
المباح .
المباح أو الحلال والجائز هو :
ما لا يتعلق به أمر ولا نهي لذاته .
مثل تناول الطعام والشراب ،

وممارسة البيع والشراء ،
والسفر للسياحة وطلب الرزق ،
والرفث إلى الزوجات في رمضان ليلاً.
المندوب :

هو ما أمر به الشارع لا على وجه الإلزام والحتم .
مثل قيام الليل وصلاة الرواتب

وما زاد عن الفرائض الخمس ،
وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وصيام ستة من شوال ،
والتصدق على الفقراء ، والمحافظة على الأذكار والأوراد .
ويسمى المندوب مستحبًا وسنة ومسنونًا ونفلاً ،

ويثاب فاعله امتثالاً ولا يعاقب تاركه .
المكروه ،
المكروه : هو ما نهى عنه الشارع
لا على وجه الإلزام بالترك .
كالأخذ والإعطاء بالشمال ، واتباع النساء للجنائز ،

والتحدث بعد العشاء ، والصلاة
في ثوب واحد ليس على العاتق منه شيء ،
وصلاة النافلة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ،
وبعد العصر حتى تغرب الشمس .
والمكروه يثاب تاركه امتثالاً

ولا يعاقب فاعله
وكذلك المكروه كراهة تنزيه
والمكروه أو (المكروه تنزيهاً)
هو ما نهى الشرع عنه نهيا خفيفا
، ليس على وجه الإلزام بتركه .
وحكمه : أنه يثاب
من تركه طاعةً لله ورسوله ،
ولا يعاقب من فعله .
والفرق بينهما بسيط وهو كالاتي :
فكراهة التنزيه معناها
مكروه تنزيها‏: كمصطلح فقهي )
معناها الشيء الذي تم الحكم عليه بالكراهة تنزيهاً
يعني هو أقرب الى الحلال
وبالتالي لايستحق فاعله العتاب ولا اللوم
بل يأخذ أدنى وأقل ثواب.....

ونأتي في هذه الخطبة بجزءها الثاني
في التعرف على الوسائل التى استخدمها
تشريع ديننا الحنيف للمحافظة على أول البذور
للمخلوق الجديد وهو في بطن أمه ...
فقد أولي ديننا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم
الاهتمام بأولى هذه البذور الطيبة
فبيّن الله سبحانه وتعالى هذه البذرة
ووصفها وصف دقيق تكريماً لها ولبيان
قدرته سبحانه وتعالى على الخلق والأنشاء
كل ذلك ليعلم من لايؤمن ان الله هو مُنشيء الخلق
ثم يعيده مرة اخرى
فقال تعالى :
( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا
مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر 6
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله لهذه الآية قال:
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق
)أي : قدركم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق )
أي : يكون أحدكم أولا نطفة ،
ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ،
ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ،
وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ،
( فتبارك الله أحسن الخالقين)المؤمنون : 14 .
وقوله : في ظلمات ثلاث

يعني : ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة –
التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد
وظلمة البطن .
كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ،
وعكرمة ، وأبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ،
والسدي ، وابن زيد وغيرهم .
وقوله

: ذلكم الله ربكمأ :
هذا الذي خلق السماوات والأرض
وما بينهما وخلقكم وخلق آباءكم ،
هو الرب له الملك والتصرف
في جميع ذلك
، لا إله إلا هو
أي : الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده ،
فأنى تصرفونأي :
فكيف تعبدون معه غيره ؟
أين يذهب بعقولكم ؟ ! .
( انتهى تفسير أبن كثير )


وهنا اخوتنا الكرام يبين الله سبحانه وتعالى
أن قدرته العظيمة في الخلق لايقابلها الا الاعتراف
والأيمان بقدرة الخالق سبحانه وتعالى على الخلق
والتحسين في أحسن صورة
فلا مجال للانسان الا الاعتراف
بما أنعم الله عليه من نِعم
حتى قبل أو ينزل للارض ليقوم بواجبه تجاه ربه
من عبادة وتعمير الارض .....
وأوضح الله سبحانه وتعالى في آية اخرى
الاهتمام بتكوين هذا الجنين الذي في اصله
كان علقة ثم مضغة ثم بدء التكوين
فقال تعالى :
(11) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ
(12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
(13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا
آخَرَ غڑ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الآية قوله :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12)
قول تعالى مخبرا عن ابتداء خلق الإنسان
من سلالة من طين ، وهو آدم ، عليه السلام ،
خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون .
وقال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ،

عن أبي يحيى ، عن ابن عباس :
من سلالة من طين ) قال : صفوة الماء
وقال مجاهد : من سلالة ) أي : من مني آدم
قال ابن جرير :

وإنما سمي آدم طينا لأنه مخلوق منه .
وقال قتادة : استل آدم من الطين .

وهذا أظهر في المعنى ،
وأقرب إلى السياق ، فإن آدم ، عليه السلام ،
خلق من طين لازب ،
وهو الصلصال من الحمأ المسنون ،
وذلك مخلوق من التراب ، كما قال تعالى
: ومن آياته أن خلقكم من تراب
( ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) الروم : 20 .
وقال الإمام أحمد :

حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عوف ،
حدثنا قسامة بن زهير ،
عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الله خلق آدم من قبضة قبضها
من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،
جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض ،
وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك " .
وقد رواه أبو داود والترمذي ،

من طرق ، عن عوف الأعرابي ،
به نحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح .
( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13)
( ثم جعلناه نطفة ) :
هذا الضمير عائد على جنس الإنسان ،
كما قال في الآية الأخرى :
( وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل
نسله من سلالة من ماء مهين )
السجدة : 7 ، 8
أي : ضعيف ، كما قال :
( ألم نخلقكم من ماء مهين .
فجعلناه في قرار مكين )
، يعني : الرحم معد لذلك مهيأ له ،
( إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون )
[ المرسلات : 22 ، 23 ]
، أي : [ إلى ] مدة معلومة وأجل
معين حتى استحكم وتنقل من حال
إلى حال ، وصفة إلى صفة
والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
( انتهى شرح أبن كثير رحمه الله )


والأن اخوتنا الكرام
أصبحنا نعلم ونتيقن أن خلق الله
لهذه البذرة بكل خصائصها
هو في حقيقة الحال أنها ستكون
عامرة للأرض وساعية فيها بشتى السُبل والطرق
وكذلك لتوحد الله وعبادته والأخلاص له لله سبحانه
وكان ذلك عندما أشهدها الله على نفسها
أن لاتعبد الا أياه ولا تُشرك به .....
وحين يتم اكتمال تكوينها ومرورها
بمراحل التكوين والانشاء من علقة ومضغة وجنين وطفل
عندها تبدأ المسؤولية للاطراف التى
اختارها الله لتكون منارة ونبراس وضوء ساطع
لينير طريق هذا الوليد الصغير الذي لايتحكم حتى
في أكله ولا في طريقة معيشته
هنا يظهر الوالدين ومدى حُبهم
ورغبتهم في دعم
هذا المخلوق الصغير
ومن هذا المنطلق أخوتنا الكرام
يكون للأم الدور الكبير في المحافظة على وليدها
وهو لازال في بطنها
ويكون ذلك بالمحافظة على تغذيته ومراعاة
تواجده في أحشائها
فيجب عليها أن تتعامل مع هذه الحالة معاملة
خالصة من خلال نقاط وواجبات مهمة
ولأهتمام الأسلام وديننا الحنيف بالطفل
من خلال اهتمامه بالمرأة الحامل لهذا الجنين
شرّع لها التشريع جملة من المسائل للمحافظة
على نفسها وجنينها
من حيث عدم الاجهاد والصيام إن كان فيه ضرر
للجنين وكثرة الحركة الغير ضرورية
وكذلك الحالة النفسية للمرأة الحامل
وهنا أفضل علاج لحالة المرأة وثباتها
هو الجلوس لله سبحانه وتعالى في فرائضه
من صلاة وذكر وتواصل
فا بقربها من الله ستسكن نفسها وترتاح
لانها ستعرف أن مابها هي نعمة أنعمها الله عليها
بقدر ما أعطاها الله لها
بقدر ماحرم الله منها نساء كثيرات
هنا وجب عليها عدم التهاون على الصلاة
ولا مجال لقطعها أو التوقف عنها ....
فمن المعروف أن الجسم الذي لايتحرك بأستمرار
يحصل له تيبس وتصلب وبطء في الحركة
وكثيراً ما ينصح الأطباء في هذا الزمن
من المرأة الحامل ان تتحرك لتليين
مفاصلها ومساعدة
عمودها الفقري وحوضها ...
وقد شرحوا ذلك ولم يجدوا دليل او طريقة
لشرح نوع الحركة المطلوبة من المرأة الحامل
الا الصلاة
نعم الصلاة
ففيها كل ماتحتاجة المرأة الحامل
لصحة بدنها وقربها من الله وراحتها النفسية
والمرأة المسلمة الملتزمة بأوامر الله
تعرف ان الصلاة هي علاج لكل شيء
ولاتحتاج لرأي الأطباء أو العلمانيين
أن الصلاة هي رياضة مفيدة
في الوقت نفسه أن الصلاة هي عبادة وليست رياضة
فالصلاة عبادة يُعتبد بها للوصول لرضى الله
أما الرياضة فهي وسيلة مؤقته لحفظ البدن صحياً
ولكن هذه الايام يلتجيء من لايعرف الله
لشروحات وتفاصيل من أهل العلم عن فوائد الصلاة
ولو نظرنا ملياً لأركان الصلاة
من ركوع وسجود وقيام لوجدنا أن الله سبحانه
وتعالى أغنانا عن شروحات الاخرين


وهنا مثل في حوار كان بين المرأة حامل
ودكتورها الخاص عن مايجب
عمله للمحافظة على الجنين
سألت إمرأة حامل طبيبها:
أي أنواع من التمارين تنصحني خلال فترة الحمل؟
فأجاب عليها : عليك بالصلاة
فإندهشت وقالت: كيف؟
فأجابها والبسمة ترسم على شفتيه:
_
عندما تركعين فأنت تقومين

بتمرين ميل الجذع للأمام.
_
وعندما تسجدين فأنت تقومين

بأشهر تمرين للحامل وهو وضع الصدر – الركبة.
_
وأثناء قيامك ونزولك

فأنت تقومين بتمرين القرفصاء والقيام.
_
وأخيرآ عند جلوسك للتشهد

فإنك تقومين بتمرين الجلوس والاسترخاء.
فإزدادت المرأة حيرة فسألت مرة أخرى:
وما هي فوائد هذه التمارين؟
فأجاب:
1 . تكسب مرونة لمعظم أعضاء

وعضلات الجسم، وتسهل حركة العمود الفقري
مع الحوض مفصليًا للمحافظة
على ثبات الجسم واعتدال قوامه.
2 . تنشيط الدورة الدموية في القلب

والدماغ والشرايين والأوردة مما يساعد :
_ في توصيل الغذاء إلى الجنين بانتظام عبر الدم
_ويساعد أيضًا في نمو الجنين نموًا طبيعيًا.
_عدم التعرض لدوالي القدمين.
3. المحافظة على مرونة مفاصل الحوض

وتقوية عضلات جدار البطن مما يساعد :
_يساعد المعدة على تقلصها وأداء

عملها على أكمل وجه.
_التغلب على عسر الهضم
4 . رفع المعنويات وإكساب الثقة بالنفس،

والسيطرة على الجسم، والقدرة على التركيز.
الخلاصة اخوتنا الكرام

الصلاة هي الصلاة المأمور بتنفيذها
لانها عبادة لله سبحانه وتعالى ومن خلال تنفيذها
يُسعد الانسان سوى كان رجل
أو إمرأة كانت حاملاً
أو غير ذلك .....
ولايجب أن يتعامل بها على أنها مجرد حركات
رياضية ( تمرينات سويدية )
بل يجب التعامل معها على أنها عبادة لله
وواجب وفريضة وركن من اركان الأسلام ...
فالمسلمة بالتأكيد تعلم وتعرف أن
ذلك يصب في راحة البدن والنفس
اما المرأة الحامل فيصب تمسكها بفرائض الله
الحصول على السكينة والهدوء والراحة النفسية
والتى هي مطلوبة لوضعها كأم ستلد قريباً ......
وكذلك تغذيتها ويكفي أن الله سبحانه وتعالى
أوضح في آية أن التمر مفيد للمرأة الحامل
وهو يسهل عمليه المخاض والولادة
وجاء ذلك في قصة مريم عليها السلام
اثناء ولادتها بالنبي عيسى عليه السلام
فقال تعالى:
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)مريم
فكان التمر هو أنيس ورفيق المرأة الحامل
لما فيه من فوائد عامة شاملة سوى للمرأة الحامل
أو المرضعة أو حتى للأنسان العادي


ويكفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله عن التمر :
أنْ عَائِشَةَرضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ- صلى الله عليه وسلم
:”يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ،
يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ
أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ.قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
صحيح مسلم،
هذا الحديث الصحيح سندأ موثقاً
وإشارة بينة ودلالة ظاهرة على
العلاقة المتلازمة بين تناول التمر،
وهو ثمر النخيل
وهذه الأحتياجات الضرورية
هي كل ماتحتاجة المرأة
الحامل أو القريبة من الولادة
وهذه كله متوفر بكمية كافية في التمر ....
فعندما يوجه الله سبحانه وتعالى
أم النبي عيسي عليه السلام
للأكل من شجرة النخيل وأتخاذ التمر غذاء لها
فهذا يعني أنه مفيد وطيب ومميز .....
اخوتنا الاحباء
ونأتي الان لمرحلة اخرى من مراحل
هذا الجنين الذي أصبح متكاملاً ويقترب من النزول
فيأتي بالسعادة أو الشقاء لوالديه إن لم يحسنوا تربيته
واثناء ولادته هناك نقاط مهمة
قد أتى بها الهدي النبوي من خلال علاقة
النبي صلى الله عليه وسلم
بالمواليد الجدد وكيفية التعامل معهم
كل ذلك سيتم توضيحه
من خلال أحاديث النبي عليه السلام
الصحيحة وقد تم توضيحها في هذه النقاط
الأذان والأقامة في أذن المولود
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنته المطهرة
هو الاذان في اذن المولود
يُستَحَبُّ الأذان في أُذُنِ المولود
اليُمنى وإقامَةِ الصَّلاة
في الأُذُنِ اليُسرى،
فقد ثبت في حديث
أبو رافع رضي الله عنه
مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم
عن النبيِّ قوله:
(رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ،
حِينَ ولَدْتُه فاطِمةُبِالصَّلاةِ)
صحيح سُنن الترمذي
1. تحنيك المولود
التَّحنيك في الغةً:
التَّدليك،
وبالاصطلاح الشَّرعيِّ:
تدليك فم المولود بالتَّمر،
ويكون ذلك بمضغِ التَّمر،
ثم يؤخذ منه بالأصبع ويُدلَّكُ في فَمُ المولود،
وحكمه مستحب،
ويفعله أحدُ الوالدين،
أو من يكون من أهل العلم والصَّلاح،
وبعد التَّحنيك يدعو له كما كان يفعل
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
وقد وردت مشروعيّته في الحديث
الذي رواه أبو موسى الأشعري
رضي الله عنه
- حيث قال:
(وُلِدَ لي غُلَامٌ فأتَيْتُ به النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ وَحَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ)،رواه مسلم
فإن لم يتيسر التَّمر فيجوز استخدام الرُّطَبِ.
والتَّحنيك يكون بعد الوِّلادةِ،
حيث يكون أوَّل ما يَدخُلُ
جوف الطفل شيءٌ حلوٌ
2 . حلق رأس المولود
يُستَحَبُّ أن يُحَلَقَ شعر رأسِ المولودِ
في اليوم السَّابِع،
وهو فعل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-
لحفيديهِ الحَسَنَ والحُسَين،
وهذا مذهب المالكيَّة والشافعيَّة
والحنابلة، والتَّصَدُّقُ بوزن الشَّعرِ
ذَهَباً في مذهب المالكيَّة والشافعيَّة،
والتَّصدُّق بفضَّةٍ على مذهبِ الحنابلة،
ودليل ذلك أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال
لفاطمة أن تفعل ذلك للحسن بقوله:
(احلِقي رأسَهُ وتصدَّقي بزنةِ شعرِهِ فضَّةً)،
رواه الألباني من صحيح الترمذي وهو صحيح
ويستوي في ذلك الذَّكر والأنثى،
وأمَّا الحنابلة فلا يرون حلق شعر الأنثى،
ويرى الحنفيَّة أنَّ الحلق مباح،
وليس بسنَّةٍ ولا واجبٍ
3 . تسميةُ المولودِ
وقد قال العلماء في أمر تسمية المولود الأتي:
يرى المالكيَّة أنَّ تسمية المولود
تكونُ في اليوم السَّابع،
فَيَعِقُّ الوالد عنه ويسمّيه،
فإن لم يملك المال للعقيقة يسمّيه متى شاء،
ويرى الشافعيَّة أنَّ التَّسمية في اليوم السَّابع
على الاستحباب، ولا بأس أن يُسمّى المولود قبلهُ،
وأمَّا الحنابلة فلهم في وقت التَّسمية رأيان؛
فأما الرأي الأوَّل أن يُسمَّى المولود في اليوم السَّابع،
والرأي الثاني أن يُسمَّى يوم وِلادتهِ؛
وذلك لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-
حينما وُلِدَ له إبراهيم سمَّاه يوم ولادته،
وفي الحديث أيضاً الذي رواه سمرة
عن النبي - صلى الله عليه وسلم-:
(كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ
يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويُسَمَّى).
ويُسَنُّ أن يُسمَّى المولود بأحَبِّ الأسماء
إلى الله -تعالى-؛
مثل عبد الله وعبد الرحمن،
وما شابهَهُما ممَّا يُضاف

إلى أسماء الله -تعالى-
، وأقبحُ الأسماءِ
حربٌ ومرَّةُ،
فيُكره التسمّي بها، ويسنُّ التَّسمِّي باسم
رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-،
ويُقاس عليه أسماء الأنبياء -عليهم السلام-،
وتُكره الأسماء القبيحة؛
كشيطانٍ، وكُليبٍ، وظالمٍ، وشهابٍ،
وحمارٍ،
وقد غيَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
اسم عاصية الي جميلة
وبرّة إلى زينب،
فيُسنّ تغيير الأسماء غير الحسنة،
ولا يجوز أن يُسَمَّى المولود بعبد الكعبة
أو عبد النَّبيِّ ونحوِه،
أو مَلِك الملوك أو شاهان
أي ملك الأملاك-،
ويجوز التَّسميةُ بأكثر من اسمٍ،
والاقتصار على اسمٍ واحدٍ أولى؛
لأنَّ ذلك فعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-.
4 . العقيقة عن المولود.
اخوتنا الكرام بالنسبة للعقيقة
والخاصة بالمولود سوى كان ذكراً أو انثى
هي كالتالي كما وردت في
سُنة النبي صلى الله عليه وسلم
العقيقة في الُّلغة:
هي الخَرَزَةُ الحمراء
من الأحجار الكريمة،
وقد تكون صفراء أو بيضاء،
وتُطلق على شَعر كل مولودٍ نَبَتَ في بَطنِ أُمِّهِ،
وعلى الذَّبيحةِ التي تُذبحُ عن المولود،
وفي الاصطلاح الشَّرعيِّ:
ما يُذكَّى عن المولود؛ شكراً لله –تعالى
، بنيَّةٍ وشروطٍ معيَّنة،
وكَرِهَ الشافعيَّةُ تسميتها عقيقةً،
ويستحبّ تسميتها نسيكةً أو ذبيحةً
وقال الحنفيَّة إنَّ العقيقة تُباحُ ولا تُستَحَب،
ودليلهم أنَّ الأُضحِية نَسَخَت كُلَّ دمٍ غيرها،
وأمَّا جمهور الفقهاء من غير الحنفيَّة
فقد قالوا إنَّها تسنُّ من مالِ الوالدِ
عن المولود ولا تَجِبُ،
وذلك لما في الحديث
الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنه- فقال:
(أنَّ النبيَّ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا)
وأمَّا حِكمتها؛
فهو شكر الله –تعالى
وتطييب قلوب الأهل والأقارب
على الطَّعام، فتشيع المحبَّة،
ويُعَقُّ من الأنعام كما يُضحَّى،
ويُعقُّ عن الذَّكر أو الأنثى بشاةٍ
وهذا عند المالكيَّة، وأمَّا الشافعيَّة
والحنابلة فعندهم عن الذَّكر شاتان
وعن الأنثى شاةٌ واحدةٌ،
ومن السنَّة أن تكون العقيقة في اليوم السَّابع،
ويسنُّ عند الذَّبح أن يقول المسلم
كما ورد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم-:
(عقّ عن الحسنِ والحسينِ
وقال قولوا:
بسم اللهِ والله أكبرُ، اللهم لك وإليكَ،
هذه عقيقَةُ فلانٍ) رواه البيهقي بأسناد حسن.
5 . خِتانُ المولودِ

الخِتان لغةً:
من الخَتْنِ، وهو قطع القلفةِ
من الذَّكر والنُّواة من الأنثى،
ويُطلق على موضع الخِتان،
ولا فرق بين المعنى اللّغوي والاصطلاحي،
ويجوز الخِتان في أيِّ يومٍ ومن السُّنَّة
أن يكون في اليوم السَّابع.
وقد ذُكر في الحديث الشريف
قول النبي صلى الله عليه وسلم
(الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتانُ،
والِاسْتِحْدادُ، ونَتْفُ الإبْطِ،
وقَصُّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ)
رواه البخاري في صحيحه
وحكم الخِتان على أقوال:
القول الأوَّل:
إنَّ الخِتانَ سنَّةٌ في حقِّ الرِّجال،
وليس بواجبٍ،
وهو شعيرةٌ من شعائر الإسلام،
وهو مذهب المالكيَّة والحنفيَّة،
ومندوبٌ في حقِّ المرأةِ عند المالكيَّة،
ومكرَمَةٌ لها عند الحنفيَّة،
وفي روايةٍ عند الحنفيَّة
أنَّه سنَّةٌ لها أو مستحبّ
. القول الثاني:
إنّ الخِتان واجبٌ على الرِّجال والنِّساء
عند الشافعيَّة والحنابلة
. القول الثَّالث:
إنّ الخِتان واجِبٌ على الرِّجال
ومكرمة للنِّساء،
وهو قول ابن قدامة في كتاب المغني.


وهنا أخوتنا الافاضل
يكون المولود سوى ذكراً أو انثى
قد تم تكريمه وإتباع سُنة النبي عليه السلام
في التعامل معه سوى أسمه أو عقيقته
أو ختانه أو المحافظة عليه ...
فلم ينسى التشريع الألهي المتثل في
سُنة وطريقة وهدي النبي عليه السلام
أي أمر يختص بهذا الطفل المولود حديثاً
وهذا التكريم اتى لهذا المولود
لبناء أساس متين له ليكون على فطرته التى
فطرها الله عليها إثناء اشهاده على نفسه وهو في ظهر
أبيه آدم عليه السلام ....
6 . إرضاع المولود
ونأتي للنقطة الاخرى التى اهتم بها
الاسلام وبينها النبي عليه السلام في هديه
وسُنته وهي رضاعة المولود
ولأهمية الرضاعة في الاسلام
فقد تم ذكرها كثيراً في القرآن الكريم
لبيان مدى اهمية الرضاعة سوى للأم أو الطفل
ومنها تحديد حتى فترة الرضاعة للطفل
للمحافظة على حقه في ا لرضاعة وعدم
الاستهانة بحقوقه الطبيعية
ومنها حقه في الرضاعة الطبيعية
والتى للاسف أصبح في هذا الزمن من ينادي
ويدعوا الامهات بعدم الرضاعة الطبيعية
خوفاً على صحة الام والمحافظة على رشاقتها
ولكن في الوقت نفسه نرى الكثير من دول العالم
النصراني رجع للفطرة السليمة منها رضاعة
الاطفال بالطريقة الطبيعية من صدر الام
وليس عن طريق الانواع المختلفة
من المصنوعات البديلة
لحليب الام ......
7 . حضانة المولود
وهذه النفطة مهمة جداً للمحافظة على
مكانة الطفل في البيت والأسرة
والحرص على ان يكون الحاضن لهذا المخلوق
الصغير الذي لايعرف أحد
ان تكون الحضانة لوالديه فقط
لان نعمة الحضانة هي الاساس في بناء
احاسيس ومشاعر الامومة للطفل وتعلقه بوالديه
أما أن يُترك هكذا عُرضه للبيع والشراء والاهمال
وترك امر تربيته وحضانته للاخرين
بحجة عدم الاستطاعة وعدم وجود الوقت المناسب
ولا الضروف المواتية لتربية الاطفال وحضانتهم
فيلتجؤا من فقد احساس الامومة
لمن يقوم مقامهم في تربية وحضانة اطفالهم
حتى يتسنى لهم العبث في الدنيا والجري خلف مغرياتها
سوى مادية او معنوية .....
فنجد ان الطفل الذي تربى في حضن والديه
أساسيات تربيته تختلف عن الذي تربى في حضن
خادمة هندية او فلبينية او حتى عربية المهم
في حضن غير حضن الام ......
فاولى المهام الضرورية هي حضن الام
ورعاية الاب لهذا الطفل تعتبر هي الاساس
في التربية والخطوة الاولى في التنشئة
تنشئة صحيحة سليمة .....
8.النَّفَقَةُ على المولود
والنفقة على المولود ايضاً من المهام
الموكلة بالوالدين
فلا اعتقد أن هناك من يهمل النفقة
على اطفاله الا إن كان لايعرف معنى
الابوة ولا الحرص على هذه النعمة
التى يفتقدها كثير من الناس .....
فكل لقمة حلال يطعمها الاب لطفله
يكون لها اجر وثواب عند الله في موازين هذا الاب
والعكس صحيح أن اهمل اطفاله
وجعلهم يتضورون جوعاً وهو يصرف
امواله في الملذات المحرمة
هنا الاثم والجرم كبير عند الله ....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....

أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الثاني والأخير
بعد أن وقفنا بالشرح وبأضافة الأدلة الصحيحة
في كيفية التعامل مع المولود الجديد
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
وتهيئة الضروف الملائمة له ليصل
لمرحلة التكليف بما أمره الله به وهو العبادة
ولم يتبقى شيء الا نقطة واحده وهي
كيفية تعليم أطفالنا التوحيد لله سبحانه وتعالى
وتنشأتهم على هدي النبي عليه السلام
وزرع محبته صلى الله عليه وسلم
في قلوبهم البضّة النظيفة
قبل أن تمتليء قلوبهم بمحبة الفُساق
من الفاسدين والفاسدات من غواني اوربا
ومتبرجات العرب من مغنيات وراقصات
وسنتمثل بطرق النبي عليه السلام في كيفية
التعامل مع الأطفال وأسلوب تعليمهم وحتى كيفية
المزاح معهم واللعب معهم بدون المساس
بالمقاصد الشرعية لديننا الحنيف ....
الطفل هو رجل المستقبل، أم المستقبل
ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان،
ومن ثم اهتم النبي صلى الله علي وسلم
بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى
لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل باختيار الزوجة الصالحة،
التي ستكون أما ومدرسة للطفل،
كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح،
الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل
ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا
نافعا في بناء المجتمع والأمة ..
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في معاملته للطفل أن يُستقبل
في أوائل حياته بالفرح والبشر،
فعن سلمان بن عامر الضبي قال:
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
يقول: ( مع الغلام عقيقة،
فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ) ( البخاري ).
كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم
على تسمية الطفل واختيار
الاسم الحسن له، حيث قال
صلى الله عليه وسلم ـ
( أحب الأسماء إلى الله تعالى،
عبد الله وعبد الــرحــمـن )
( مسلم )،
وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته،
ومكرمة له تساعده على الابتهاج
حين يُدْعى باسم حسن ..
وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم
العناية بالطفل والاهتمام به،
من خلال توجيهات نبوية كريمة،
في كل مرحلة من مراحل نموه،
بدءاً بغرس المعاني الإيمانية،
وتعويده على العبادة، ومرورا
بالنواحي الخُلقية والنفسية ..
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل
المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك
في قوله صلى الله عليه وسلم
لعبد الله بن عباس :
( يا غلام، احفظ الله يحفظك،
احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك
إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا
على أن يضروك بشيء لم يضروك
إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف )( أحمد ).
ومن صور اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل
أمره للوالدين بتعويد طفلهما
على طاعة الله، حتى ينشأ حسن
الصلة بالله عز وجل،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( مروا أولادكم بالصلاة لسبع،
واضربوهم عليها لعشر،
وفرقوا بينهم في المضاجع ) ورد
في صحيح الجامع للألباني والامام ( أحمد ).
ومن الأمور الهامة التي أكد
النبي صلى الله عليه وسلم عليها،
الاستقرار النفسي للطفل،
ومن ثم أكد على العدل والتسوية
بين الأولاد، فحذر الآباء من إثارة
الغيرة بين الأبناء، بتفضيل بعضهم
على بعض، بأي صورة من صور
التفضيل المادي أو المعنوي،
لما في ذلك من أثر سيء على الطفل ..
فحينما أراد النعمان بن بشير رضي الله عنه
أن يُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على هِبة لأحد أولاده، قال له النبي صلى الله عليه وسلم
: ( يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟،
فقال له: نعم، فقال له:
أكلهم وهبت له مثل هذا ؟، قال:
لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ:
فلا تُشهدني إذاً ،
فإني لا أشهد على جور(ظلم) )( مسلم )..
حتى القُبلة حث النبي صلى الله عليه وسلم
على العدل فيها مع الأبناء..
فعن أنس ـ رضي الله عنه أن رجلاً كان
جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم
فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره،
ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها
إلى جنبه، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( فما عدلت بينهما ) ( البيهقي ) ..
وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين
القدوة الصالحة في التعامل مع الأطفال،
بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة ..
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
في إحدى صلاتي العشي،
الظهر أو العصر، وهو حامل
الحسن أو الحسين ،
فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم
فوضعه ثم كبر للصلاة،
فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة
أطالها، قال: إني رفعت رأسي
فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهو ساجد فرجعت في سجودي،
فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
الصلاة، قال الناس يا رسول الله:
إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها،
حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك،
قال: كل ذلك لم يكن،
ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري)
فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
ورد في صحيح النسائي
للمحدث الألباني وهو صحيح
و( الحاكم ).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي
صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إني لأدخل في الصلاة
وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي،
فأتجوز في صلاتي(أي أسرع)
مما أعلم من وجد أمه من بكائه )( البخاري ).
وكان ـ صلى الله عليه وسلم
يلاعب ويداعب أبناء الصحابة،
ويدخل السرور عليهم..
فعن أنس ـ رضي الله عنه
قال: ( كان لي أخ يقال له أبو عمير ،
كان إذا جاءنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
يا أبا عمير ، ما فعل النغير ) ( البخاري )
، النغير: طائر صغير كالعصفور.
إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم

للأطفال وملاطفته لهم،
والترويح عن أنفسهم

وهو من هو صلى الله عليه وسلم
في علو منزلته وعظم
مسؤولياته، تبين لنا مدى اهتمامه
صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل ..
ومع اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم
بالناحية النفسية للأطفال
ومداعبته لهم، فإنه كان لا يترك فرصة
أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم أو تأديب،
إلا أرشده ووجهه برفق وحب..
فعن عمر بن أبي سلمة قال:
( كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت يدي تطيش في الصحفة،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يا غلام، سم الله، وكل بيمينك،
وكل مما يليك،
فما زالت طعمتي بعد )
طعمتي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك . ( البخاري )..
ومن مظاهر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل،
تأكيده على إعطائه حقه، ليشعره بقيمته
في الحياة، ويعوده على الشجاعة في أدب،
ويؤهله مستقبلا أن يعرف حقه
ويطلبه ولا يتعداه،
ومن ثم يحافظ على حقوق الآخرين ..
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
أُتِيَ بشراب فشرب منه،
وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ،
فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟
، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي
منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده)
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
( البخاري )..
ومن المعلوم اخوتنا الكرام
أن من السُنَّة تقديم الكبير في
وجوه الإكرام عامة،
وقد وردت أحاديث صحيحة في تقديم الكبير
في صلاة الجماعة، والتحدث إلى الناس،
وفي الأخذ والعطاء عند التعامل،
منها حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سقى قال:
ابدؤوا بالكبير ) رواه أبو يعلى .(
وعن جابر رضي الله عنه قال

: قَدِمَ وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم
فقام غلام ليتكلم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
مه، فأين الكبير ؟! ) رواه الحاكم (.
وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال :

انطلق عبد الله بن سهل
ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر
وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة
إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه
قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق
عبد الرحمن بن سهل ومحيصة
وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذهب عبد الرحمن يتكلم،
فقال صلى الله عليه وسلم:
كَبِّر، كَبِّر،
وهو أحدثالقوم فسكت فتكلما ) رواه البخاري (.
قال ابن حجر : قوله:

كَبِّر، كّبِّر )، أي: قدم الكبير السن) .
ولا تعارض اخوتنا الافاضل

واخواتنا الفضليات
بين تقديم الكبير وبين سنة التيامن،
فحديث تقديم الشراب للأيمن وإن كان صغيراً
أو أعربياً لا يخالف الحث على تقديم الأكبر،
لأن الحق هنا غير متساوٍ
فالأيمن أولى به لجهته، فبعضهم أولى به
من بعض، فيُعْطَى كل ذي حقٍ حقه،
والغلام كان أولى بالشراب من
الأشياخ فقُدِّم له حقه .
قال النووي:

وأما تقديم الأفاضل والكبار فهو عند التساوي
في باقي الأوصاف، ولهذا يقدم الأعلم
والأقرأ على الأسَنِّ الشيب في الإمامة في الصلاة
وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة
للشيخ الألباني حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه:
أن أعط السواك الأكبر ) رواه أبو داود )
قال الشيخ الألباني: :

قال ابن بطال
: فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق
به الطعام والشراب والمشي والكلام،
وهذا ايضاح للحديث الخاص بالتيامن
وتفضيل اليمين عن الكِبر في السن
وهذا ماحدث للصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه

ونأتي لنقطة اخرى وهي الدعاء على الأبناء
وقد يغضب الأب أو الأم على طفله
وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطورة عليه،
فقد تُستجاب الدعوة،
ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هذا الباب على الوالدين، شفقة
ورحمة بالطفل ووالديه،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا
على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم،
لا توافقوا من الله ساعة يُسأل
فيها عطاء فيستجيب لكم ) ( مسلم )..
اخوتنا الافاضل
نفهم من هذه الخطبة الطيبة
في جزءها الثاني والأخير
أن اولادنا هم فلذات
أكبادنا وكذلك هم أمانة في اعناقنا وسيسألنا الله
تبارك وتعالى عليها إن قصّرنا في تربيتهم
والتعامل معهم على أنهم رجال المستقبل
الذين سيحملون لواء الدين بتطبيقاته وتشريعاته
وكذلك ليكونوا بُناة صرح وحضارة بلادنا الاسلامية
والمحافظة عليها من التغريب والضياع
بين ثقافات النصارى وتابيعيهم من بني جلدتنا
الذين يدّعون أنهم مسلمين في الظاهر
واما الباطن فهم يوالون اليهود والنصارى في كل شيء
حتى في تربية الأبناء وينظرون لهم على انهم
هم القدوة الصالحة والتمثل بهم هو الصحيح
في الوقت نفسه هناك مثل وقدوة أمرنا الله سبحانه وتعالى
التأسي به والتعلم منه والاقتداء به في كل شيء
بدء من التوحيد وانتهاء بتربية الابناء
والناظر ليحاة وسيرة المصطفى عليه السلام
مع كثرة أعبائه وكثرة انشغاله بأمور الدعوة
واهتمامه ببناء الدولة الأسلامية
بتشريعاتها ونظامها الرباني
في الوقت نفسه نرى حياته مليئة بالمواقف
التربوية مع الصغار
وكيفية التعامل معهم
ولاينقص الا ان يتبع الأباء والأمهات والمربين
طريقة وأسلوب تعامل الرسول عليه السلام
مع هذه الشريحة العمرية الصغيرة
الا يكفي قول الله تعالى في كتابه الكريم :
) لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21
أن نتعلم أن الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام
هي احق من إتباع مناهج العلمانيين والنصارى
والمتخذين الثقافات الغربية منهج تربوي
يتبعونه في تنشأة اولادهم وبناتهم
ويكفي ان ننظر لهولاء التُبع فنجد اطفالهم
وطريقة تربيتهم مطابقة تماماً لتربية الاطفال النصارى
وهذا ستكون له نتائجة الوخيمة في مستقبلهم
وأبتعادهم عن الدين وتشريعاته وفرائضه وأحكامة
وهنا سيحاسبهم الله
سبحانه وتعالى على تضييع هذه الامانة
وعدم ايصالها لبر الامان
وعدم اتخاذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
نبراس ونور وقدوة نهتدي به وبسُنته في تربية
اولادنا وبناتنا ومن ثم مجتماعاتنا
وهنا ستكون مسؤولية الاباء والامهات اشد واكبر
لانهم فرطوا في الامانة وتركوها تسرح وتمرح
مع ثقافات اليهود والنصارى حتى تبدلت مفاهيمهم
وأصبحت كارهه لكل
مايمت للدين والاسلام بِصلة
اخوتنا الكرام
نفعني الله وأياكم بالقرأن الكريم
وأجارنا الله وإياكم من خزيه وعذابه الاليم
إن الله وملائكته يصلون على النبي
ياايها الذين امنوا صلو ا عليه وسلموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابرهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم
وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عباد الله
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها




 


موضوع مغلق
كاتب الموضوع اندبها مشاركات 32 المشاهدات 41281  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 06-18-2025, 06:23 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:36 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah