08-16-2021
|
|
تفسير سورة القارعة
رامي حنفي محمود
♦ من الآية 1 إلى الآية ﴿ الْقَارِعَةُ ﴾ يعني: القيامة التي تَقرع القلوب (أي تَطرِقها وتجعلها تنبض بقوة من شدة الرعب)،﴿ مَا الْقَارِعَةُ ﴾؟ يعني: ما هذه القارعة في صفتها وحالها؟﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴾؟ يعني: وأيّ شيء عَرَّفك حقيقة القارعة، وصَوَّر لك شدتها وصعوبتها؟﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾ أي: في ذلك اليوم يكون الناس - في كثرتهم وتفرقهم واختلاطهم - كالفَراش المنتشر بسرعة (والفَراش جمع فراشة)، ﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾ يعني: وتكون الجبال كالصوف المصبوغ المنفوش (الذي نسفته الريح)، ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾: يعني فأما مَن رَجَحَت مَوازين حسناته:﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ أي في عيشةٍ يَرضى بها صاحبها في الجنة (إذ فيها كل ما تشتهيه النفوس، وتفرح برؤيته العيون)،﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ يعني: وأما مَن خَفّت مَوازين حسناته، ورَجَحَت مَوازين سيئاته:﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ أي: فأمّه التي يأوى إليها يوم القيامة هي الهاوية (وهي التي يَهوِي فيها - أي يَسقط فيها - على رأسه)، وهي النار،﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴾؟ يعني وما أدراك أيها الرسول ما هذه الهاوية؟إنها ﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ أي نارٌ قد حَمِيت من كثرة الوقود عليها.
[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
المواضيع المتشابهه:
|