~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~


العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2011   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية الغزال الشمالي

إحصائية العضو






  الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
 



التواجد والإتصالات
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي


نزلنا على الدرج بسرعة بعد أن أفرغت جيوبي عند العمة ماريا، وتوجهنا إلى
الحافلة التي كانت تقف في أول خط سيرها تنتظر الركاب، ولكن هذه المرة، جعلني
أيمن أجلس بجانب النافذة، وجلس هو بجانبي، لكي يضمن بأنني لن أتحرك من مكاني.
انطلقت بنا الحافلة تجوب شوارع المدينة، ولم يمضي وقت طويل حتى نزلنا، وركبنا
حافلة أخرى، لأن الحافلة التي نزلنا منها لا تصل إلى المكان الذي نذهب إليه هكذا أفهمني أيمن...
قضينا أكثر من ساعة جالسين في الحافلة وهي تجوب بنا الشوارع، وأنا لا أدري
أين نذهب، وكانت الشوارع بالنسبة لي كلها متشابهة، لا أستطيع أن أفرق بين
شارع وآخر، وكان أيمن كعادته يجلس بجانبي، مُرخياً رأسه على طرف المقعد متظاهراً بالنوم.
كانت الحافلة قد خرجت من المدينة عندما توقفت في آخر موقف لها، فنزلنا
لنسير على أقدامنا في شارع تمر منه سيارات كثيرة، جيئة وذهاباً، حتى وصلنا إلى سوق شعبي كبير جداً،

يقع خارج المدينة، تحيط به الأراضي الزراعية، وبعض البيوت التي يقطنها المزارعون.
دخلنا من بوابة السوق التي تدخل منها السيارات إلى موقف كبير، يكتظ بالشاحنات

الكبيرة التي تُحمل بالبضائع، ثم تنطلق إلى مدن أخرى، فقد كان سوقا كبيرا للبيع بالجملة.
أول ما لفت انتباهي، هو المحلات التجارية، فقد كانت كلها مصنوعة من الصفيح
ولا يتعدى حجم المحل أربعة أمتار طولاً، ومترين عرضاً، ولولا أني على يقين بأني
موجود في أوروبا، لظننت بأن أيمن أخذني إلى الصين!
فقد كانت المحلات تكتظ بالتجار القادمين من الصين، ليبيعوا بضائعهم الرخيصة
في أوروبا، وكان السوق مزدحماً لدرجة كبيرة، لأن كثيراً من أهل المدينة الفقراء
يقصدونه لشراء حوائجهم، مستفيدين من فرق السعر الشاسع بين الجملة والمفرق.
كان السوق عبارة عن صفوف طويلة من المحلات، وكل صف من المحلات يقابله صفٌ
آخر والممر بينهما ضيق كثيراً، مما يساعد على الازدحام، ويساعد اللصوص أيضاً
في تنفيذ مهامهم بجيوب الزبائن، ومما يزيد الازدحام أكثر، مرور عربات اليد
التي يدفعها العمال أمامهم بين الممرات الضيقة،

محملة بالبضائع، حتى أنها كانت تسد الطريق أحياناً.
كنت أمشي وراء أيمن بهذا الازدحام، وأنا أشعر بأصابع اللصوص تجسُ جيوبي
ثم تعود خائبة من غير أن تجد شيئا.
وقفنا بجانب مطعم صغير، وقد اشترى أيمن بعض فطائر الجبن، ولأن المطعم لا يتسع
سوى للبائع، فقد جلسنا على حرف الطريق نأكل ونحن ننظر إلى الزبائن المارين
من أمامنا، وكأنهم نهر يجري بين الممرات.
لم أمضغ أول لقمة حتى شعرت بها تقف في حلقي، وبدأت أعصابي ترتجف، وجسدي
يقشعر وأنا أشاهد أحد اللصوص يتتبع فتاة تمشي لوحدها، وقد أفرغ كل ما في جيوبها
من غير أن تشعر،وهي تتلفت يميناً ويساراً،

مستمتعة بمشاهدة البضائع المعروضة.












توقيع :

قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون

عرض البوم صور الغزال الشمالي   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011   المشاركة رقم: 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية الغزال الشمالي

إحصائية العضو






  الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
 



التواجد والإتصالات
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي

لم أستطع ضبط نفسي، ولكني لم أستطع التحرك، فقد كان أيمن يطوقني من خلفي بيديه، ويستحلفني بالله أن أبقى مكاني.
جلست مكاني ودمي يغلي في عروقي، وأيمن يحاول تهدئتي قائلاً:
- أرجوك يا فارس، لا تتدخل في شيء لا يعنيك، وإذا كنت لا تهتم لنفسك، فكر بي
أرجوك فإن جروحي لم تلتئم بعد، افهمني جيداً أرجوك، فهنا لن يساعدنا أحد،
سوف يضربوننا ولن يتدخل أحد من أجلنا، لقد جئنا نبحث عن عمل ولم نأتي
لنصلح المجتمع، أرجوك ألف مرة أن تبقى هادئا، ولا تحاول أن تنجد أحداً، فمهما
فعلت، فلن تغير شيئا، انظر إلى باقي الناس، كلهم ينظرون، ولا أحد يتدخل!
لم يقنعني كلام أيمن ولكني هدأت قليلاً، ورحت أمضغ فطيرة الجبن بشدة، وكأنني أنتقم منها بدلاً من اللصوص....
كنت أنظر إلى الزبائن يمرون من أمامنا وكأنني أشاهد التلفاز، بشر من جنسيات
كثيرة، وبين الحين والآخر، يمر اللصوص مسرعين ومعهم حقيبة، قد سرقوها، ثم يقفون
خلف المطعم ليتقاسموا الغنيمة، حتى المتسولون، كانت أشكالهم غريبة ومقززة للنفس
فقد كانوا يمرون من أمامي وكأنني أشاهد استعراضا كبيرا، رجل مقطوع الأطراف
تجره امرأة وراءها على عربة صغيرة، وبعد أن تبتعد، يأتي رجل يجر طفلة وقد
حُرق نصف جسمها، ثم يتبعهم رجل أعمى وهو يغني ليستعطف الناس
كنت أتألم كلما رأيت هذه المناظر، وسألت أيمن:
أننا نجلس هنا منذ فترة، هل تريد أن تعلمني التسول أو السرقة؟ ضحك أيمن وقال:
أتظن أن المتسولين واللصوص يدخلون إلى السوق من غير أن يدفعوا، وأشار
بأصبعه إلى رجل طويل وسمين يقف بعيداً بالقرب من بوابة السوق،
وقال:هذا الرجل يتقاسم مع اللصوص ما يسرقوه، ويتقاسم مع المتسولين ما يكسبوه،
مقابل حمايتهم إذا ما تعرض لهم بطل من أمثالك، وبضربة واحدة يجعله بصلا، وهو
بدوره يتقاسم المال مع آخرين يحموه من الشرطة، ولكن اطمئن، فنحن هنا لنبحث
عن محل فارغ كي نستأجره، ونبيع فيه بضائع مثل باقي التجارولكن ماذا نبيع فيه؟
أنا أعرف تجارا صينيين، سوف نشتري منهم بضائع ونبيعها، وسوف نأخذ منهم البضائع بسعر رخيص...
ـ ولكن ما هو نوع البضائع؟

ـ لا يهم.. البسة.. أجهزة كهربائية.. أي شيء نبيعه
ـ ولكن كيف نستأجر محلا تجاريا ونحن لا نملك ترخيصا؟

ضحك أيمن بصوت عال، حتى لفت انتباه أحد المتسولين الذي جاء يركض، وهو يمد يده
فطرده أيمن، وتابع قائلاً:

ـ في هذا السوق لا أحد يملك رخصة للبيع!
ـ هل تسمح لهم السلطات بمزاولة التجارة من غير رخصة ضحك مرة ثانية وقال:
ـ بالطبع لا تسمح لهم أن يبيعوا من غير رخصة، لكي لا يتهربوا من الضرائب
ولكنهم يغلقون محلاتهم ويهربون عندما تأتي الشرطة الاقتصادية، أو عندما يأتي المفتشون عن رخص البيع...
تركنا مكاننا، ومشينا وسط الازدحام، نتلفت يميناً ويساراً، بحثاً عن مخزن فارغ
نستأجره، وكلمات أيمن عن هرب التجار لا تفارق تفكيري، فكيف سيهرب مئات التجار
بل آلاف التجار، ويغلقون محلاتهم عندما تأتي الشرطة، والزبائن ماذا تفعل؟
لا.. لا أطن أن هذا يحدث.. أعتقد أن أيمن يسخر مني، فلا أعتقد أن سوقا بهذا الحجم
الكبير والمستودعات الممتلئة بالبضائع، والعمال والزبائن والتجار، واللصوص
كل هذا كان يدور في رأسي عندما سمعت صرخةً قوية من أحد الصينيين وساد بعدها
الصمت لثوان، ثم ارتفعت رؤوس التجار تستطلع الصيحة، وعيونهم تحملق باتجاه
البوابة، وكأنهم قطيع من الأرانب، قد حلق الصقر فوق رؤوسهم.


يتبع














توقيع :

قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون

عرض البوم صور الغزال الشمالي   رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011   المشاركة رقم: 3
معلومات العضو

إحصائية العضو






  شاعر يتآلم من الغدر is on a distinguished road
 



التواجد والإتصالات
شاعر يتآلم من الغدر غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي

قصة رائعه
يا غزال الشمالي
نكتفي لناخذ العبر والحكم
ما أجمل ما تنثرين
احرتم حروفك
وقصصك الجميلة
احترامي












عرض البوم صور شاعر يتآلم من الغدر   رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011   المشاركة رقم: 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية الغزال الشمالي

إحصائية العضو






  الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
 



التواجد والإتصالات
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي

أعنت العمة ماريا على الوقوف، ثم نظرت إلي وهي لا تصدق ما تراه، وصرخت مندهشة
فارس.. نعم أنت فارس، وأخذتني بالأحضان، والعبرات تسيل من عينيها!
أما فلوري فقد عقدت الدهشة لسانها، وهي تفكر، كيف تعرف عمتي ماريا فارس بائع الطين
وكيف وصل إليه مفتاح بيتها، ولكن كل هذه الأسئلة، أجابتها عليها العمة
ماريا عندما جلستا تتحدثان بسرعة، حتى أني لم أفهم إلا القليل من الكلام
بسبب السرعة، أو كان يخيل لي ذلك لأني لا أعرف لغتهم جيداً
سألت العمة ماريا عن أيمن، وفوجئت عندما قالت لي بأنها لم تره منذ أن غادرنا في ذلك اليوم!
أين ذهب أيمن إذاً؟ هل ممكن أن يكون قد ذهب إلى القرية؟لا أعتقد ذلك، فلن
يذهب من دوني، أخاف أن يكون قد أصابه مكروه!
كانت العمة ماريا تتحدث، وقد بانت على وجهها علامات المرض والإرهاق، فطلبنا
منها أن تدخل لتستريح على سريرها، وبقيت أنا و فلوري حتى ساعة متأخرة من
الليل أقص عليها حكايتي الطويلة والشاقة، وكانت تهز رأسها باستمرار، لتقول
لي بأنها تفهم ما أقول، مع أني كنت متأكداً بأنها لا تفهم ربع ما أقوله!
مر أسبوع على وجودنا مع العمة ماريا، كنا نحرص على أن تأخذ الدواء
في مواعيده، وكنت أخرج مع فلوري للتسوق، وكنت أقدم لها باقة من ورود الثلج
اللبنية التي انبثقت من بين الثلوج المتبقية على الأرض، معلنة عن قدوم أول أيام
الربيع، وبعد أن شعرنا بأن صحة العمة ماريا قد تحسنت، قررنا العودة إلى العمل
في السوق، ولكن المفاجئة كانت قاسية على فلوري، عندما وجدت فتاة أخرى قد
حلت مكانها في متجر الصيني، ولكن صديقي الحارس وعدها أن يجد لها مكاناً آخر
تعمل به، وبقيت أنا أبيع الطين كالعادة بجانب بوابة السوق...
انتقلت فلوري للعيش مع عمتها، بعد أن تركت الغرفة التي كانت تستأجرها
ولم أفهم منها لماذا لم تقم عند عمتها التي تملك بيتا كبيرا؟
أما أنا فكنت أبيع الطين، وأنام عند الحارس كل يوم، ماعدا أيام العطلة، فقد
كنت أذهب إلى بيت العمة ماريا، كي أرى حبيبتي فلوري، التي كنت أشتاق إليها
كثيراً، وأعد الدقائق، والثواني، كي أصل إليها..
كنت أجلس بجانب بوابة السوق أبيع الطين، وفجأة دخلت سيارات الشرطة، وأنتشروا
في كل المكان، وكالعادة كانت الزبائن تهرب من السوق والتجار يغلقون متاجرهم
وأنا أيضاً تعودت على هذا الأمر، فكنت عندما تأتي الشرطة، أترك الطين وأهرب
إلى بيت الحارس، حتى تذهب الشرطة. أعود فأجد الطين على حاله، لم يمسه أحد، ولكني
هذه المرة قررت أن أذهب إلى فلوري، فقد اشتقت إليها كثيراً، ثم أعود في الصباح.
أخبرت زوجة الحارس بأني لن أعود هذا اليوم، كي لا تقلق علي، فهي متعودة على
غيابي أيام العطل فقط، ثم ارتديت ملابس نظيفة، واتجهت إلى الحافلة، أسابق
خُطاي، لأصل إلى حبيبتي فلوري، كي أفاجئها بمجيئي، فهي لم تتعود أن تراني سوى
أيام العطل، وأنا متأكد بأنها ستطير من الفرح عندما تراني، وسوف أبحث معها
موضوع الزواج، فأنا الآن أعمل وأكسب المال ونستطيع أن نسكن في بيت واحد.
كنت أشعر بأن الحافلة لا تتحرك من مكانها من شدة شوقي لرؤية فلوري
حتى أني تمنيت لو نزلت من الحافلة، وركضت بأقصى سرعة حتى أصل إلى حبيبتي.
كانت فرحتي كبيرة جداً، لأنني سوف أرى فلوري في منتصف الأسبوع، فأنا لم أعد قادراً
على الانتظار حتى تأتي العطلة الأسبوعية. وكان قلبي يخفق بلهفة للقائها، وقبل
أن أصل إلى البيت، اشتريت باقة من الورود الحمراء الجميلة، كي أعبر لها عن حبي،
وكنت أمشي وأنا أشعر بقدمي ترقصان من السعادة، سوف نتزوج، وسيكون لنا
بيت يجمعنا سوية، نملأه بالدفء والحب والحنان، وسوف أزرع لها الورود في كل
مكان، وسوف أنظر بعينيها الجميلتين، إنها حبي الجميل، وردتي...
الرائعة الجميلة "فلوري!"
لم أطرق الباب، فتحته بمفتاحي كي تكون مفاجأة لفلوري عندما تراني
دخلت، وأغلقت ورائي الباب، سمعت صوتها الحنون ينادي من داخل الغرفة
ـ عمتي! لماذا عدت بسرعة يا عمتي؟
لم أتكلم وقررت أن أدخل إلى الغرفة لتتفاجأ بي، وتأخذني بالأحضان كعادتها!
ما رأيت لم يكن ماعرفت!
وما سمعت لم يكن مافهمت!
وما هزني أحزنني!
والأرض لم تحملني
والجدران تصعقني
هل أنا.. أنا؟
أم أنا لست مني؟
وأنت يا قلبُ!
ماذا ترتجي؟
هل بنيت قصراً بين الغيوم؟
وحبيبتك ألا تراها في أحضانه تخون؟
والورود التي أحملها
تمنيت لو حولتها
نارا وسموما!
خرجت مسرعاً من الغرفة، والسواد يغشي عيني، شعرت بالغثيان، ودارت بي الأرض
ولكني استطعت سحب جسدي المتهالك من الصدمة، والوصول إلى خارج البيت، حيث
ارتميت بجانب الباب، لا أرى أمامي سوى السواد.














توقيع :

قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون

عرض البوم صور الغزال الشمالي   رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011   المشاركة رقم: 5
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية الغزال الشمالي

إحصائية العضو






  الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
 



التواجد والإتصالات
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي

اقتربت مني فلوري، وقد سترت جسدها بغطاء السرير، ولمست رأسي بأصابعها، تحاول
تهدئتي، فنفرت منها، وأبعدت يدها عني بسرعة، ولم أجد بين الكلمات التي تعلمتها
كلمة تعبر عن الألم الذي بداخلي، فاكتفيت أن أقول لها.. دعيني واذهبي بعيداً
عني، فقالت لي، وكأن شيئاً لم يكن:
ـ حبيبي فارس.. لا تحزن أرجوك.. إنه صديقي القديم مايكل، وهو يأتي مرة في السنة
من أمريكا، ولا يمكث سوى يوم أو يومين، ويغادر، أرجوك تفهم الوضع، فهو يترك لي
مبلغا كبيرا من المال عندما يأتي، وأنا آسفة، لم أعلم بقدومك اليوم، ولو كنت
أعرف، لما كنت استقبلته هنا، أرجوك حبيبي فارس لا تحزن، أوعدك في المرة القادمة لن تراه عندما يأتي!
كانت فلوري تتكلم، ولا تعلم بأن كل كلمة تقولها لتخفف عني، تقطع
شراييني من الصميم، كانت تهز أعماقي، تسحق كبريائي وكرامتي، تحرق قلبي فتجعله رمادا منثورا
يااااااا أمي.. لا أريدك هذه المرة أن تأتي لتري ابنك، فهذا فسق وفجور
ياااااااااا نساء بلادي.. ياهنادي، يا أمينة، يااااااا كل فتاة قُتلت حزينة
من أجل ابتسامة بريئة، اسمعن فلوري ماذا تقول!
جمعت قواي المتبقية من بعد الصدمة التي مزقت رجولتي، وجعلتها أشلاء مبعثرة
حاولت فتح باب المصعد ولكنه كان قد تعطل، وعندما أردت نزول الدرج، كانت
العمة ماريا قد وصلت وهي تلهث من التعب، ولم أقل لها شيئا، فقد فهمت كل
شيء من نظرة واحدة، فراحت تصرخ وتشتم فلوري، وتلعن القرابة التي جمعتها بها
وكانت فلوري تردد الاعتذار، وتحاول سحبي من يدي كي لا أذهب، ولكن.... ماذا
أقول لك يافلوري، إنك لا تعلمين أن الدم الذي يجري في عروقي هو دم عربي
دم ينتفض مثل حمم البراكين، دم لا يرضى بالمذلة، ولا يقبل بالهوان
نزلت الدرج، وقدماي تحملان جسدي المنهك بصعوبة، وصراخ العمة ماريا وهي
تشتم فلوري، يصل إلى مسامعي حتى خرجت من المبنى..
أوقفت سيارة أجرة، وطلبت منه بلغتي الضعيفة، أن يأخذني إلى أقرب مكتب للطيران
كي أحجز مقعداً في الطائرة، وكان حظي سيء، فالطائرة تغادر بعد ثلاثة أيام
حجزت مقعداً، ثم تمشيت بالشوارع، وخيال فلوري، وكلامها لا يفارق تفكيري، كنت أريد
أن أهرب بسرعة من هذا البلد، حتى أني نسيت الحارس وزوجته، فخطر لي أن
أقضي باقي الوقت عندهم حتى يحين موعد الطائرة، ولكني فوجئت بدورية من الشرطة
تسير باتجاهي، وقد شدهم إلي ملامحي العربية.
اقترب أحد الشرطة مني وطلب جواز سفري، فأخرجته من جيبي، وقدمته له نظر إلى الجواز ثم ابتسم بسخرية وقال:
ـ مدة الإقامة منتهية، منذ زمن طويل، فلماذا لم تغادر أو تمدد إقامتك؟
ـ سوف أغادر الآن، وأعطيته تذكرة الطيران نظر إليها وقال بسخرية وتهكم:
ـ هذه التذكرة لا تعني لي شيئاً، فما الذي يضمن لنا بأنك سوف تغادر البلد،أنا
أسف يجب أن تذهب معنا إلى السجن، وعندما يحين موعد الطائرة سوف نأتي بك
إلى المطار، كي نضمن بأنك لن تهرب.
















توقيع :

قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون

عرض البوم صور الغزال الشمالي   رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011   المشاركة رقم: 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية الغزال الشمالي

إحصائية العضو






  الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
 



التواجد والإتصالات
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : الغزال الشمالي المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي

بسبب الألم الذي تركته فلوري في قلبي، لم أقاوم، وذهبت معهم إلى مركز الشرطة
ولكني لم أبق كثيراً، فقد أتت شرطة الهجرة والجوازات، وأخذوني معهم.
كانت سيارة الشرطة تسير بسرعة وهي تشق طريقها خارجة من المدينة، فسألت الشرطي باستغراب:

ـ إلى أين تأخذوني؟
ـ إلى المطار، كي تسافر؟
ـ ولكن موعد الطائرة بعد ثلاثة أيام
ـ أعرف ولكن لا نستطيع أن نضعك في السجن فأنت لست مجرما!
ـ فماذا أفعل؟ هل سنقيم في مبنى المطار ثلاثة أيام؟
ضحك الشرطي بصوت عال، وظننته يضحك من لغتي الضعيفة وكلامي المبعثر وقال:
ـ ستقيم لوحدك، ولكن ليس في مبنى المطار، فهناك مبنى أُعدَ من أجل المخالفين
مثلك، والذين لا يرغبون في المغادرة، فنحن لا نستطيع إرغامهم على السفر
فنحضرهم إلى هنا حتى ننظر في أمرهم.
وصلنا إلى مبنى ليس بعيداً عن المطار، وسلمني الشرطي الذي معي إلى شرطة المبنى ثم غادر.
رحب الشرطي بي، ولم يكن يرتدي لباس الشرطة، وقال:
ـ أهلاً بك، سوف تقيم عندنا هنا، ريثما تسافر، وهذا المبنى بمثابة فندق، وليس سجناً
ولكن غير مسموح لك بالمغادرة، وجواز سفرك سيبقى معنا حتى يحين موعد الطائرة
فأرجو أن تعجبك الإقامة عندنا، والآن سوف أدلك على مكان نومك.
مشيت خلفه وهو يعرفني على أقسام المبنى، وكان عبارة عن غرف كثيرة، لم أعرف
منها سوى غرفة كبيرة للنوم، ينام فيها الجميع، والمطبخ الكبير، والساحة التي تتوسط المبنى من الداخل.
تركني الشرطي بعد أن أوصلني إلى الساحة وقال لي: تعرف على رفاقك بنفسك!
كانت العيون كلها تتجه نحوي ليتعرفوا على القادم الجديد، فقد كانت الساحة
المتنفس الوحيد للنزلاء، يقضون فيها معظم وقتهم في النهار، وفي
الليل يتسامرون في غرفة النوم الكبيرة كُل منهم على سريره.
وكان النزلاء من جنسيات مختلفة، وأكثرهم من دول العالم الثالث، الذين هاجروا طمعاً في حياة أفضل!
لم أعرف بأي طريقة أتعرف عليهم، فقد أكتفيت بتحريك يدي مشيراً لهم بالسلام
وجلست على مقعد كان بجانبي، وسرعان ما عاد النزلاء إلى مشاغلهم وتنقلهم من
زاوية لأخرى في هذه الساحة الصغيرة.
كان كل شيء غريبا بالنسبة لي، وكنت أتساءل في نفسي، هل يوجد عربي بينهم
أتكلم معه، وأردت أن أقف وأنادي بصوت عال، هل بينكم عربي؟ ولكني
فضلت أن أنتظر قليلاً، فربما يتكلم أحدهم بالعربية فأعرفه..
مضى أكثر من نصف ساعة ولم يكلمني أحد، وفجأة دخل شخص وهو يضع على رأسه
منشفة، وأعتقد إنه خرج من الحمام، وعندما رفع المنشفة عن رأسه خفق قلبي
وصرخت بأعلى صوتي...أيمن...أيمن....أيمن
لم أصدق ما تراه عيناي، ركضت نحو أيمن ،وأخذته بالأحضان، شعرت بفرحة كبيرة
تغمرني، وأيمن كان يبكي كطفل صغير!
جلسنا على أحد المقاعد، ورحت أقص عليه ما جرى معي منذ أن افترقنا في
السوق حتى الآن، ثم طلبت منه أن يخبرني، ماذا جرى معه؟ وما الذي أوصله إلى هنا؟
تنهد كعادته وقال:
ـ عندما هربنا من الشرطة في السوق، لم أستطع الفرار، فقد وقعت بين أيديهم
وطلبوا رؤية جواز سفري، ولسوء حظي كانت إقامتي منتهية، ويجب علي تمديدها
ولكن يلزمني مساعدة روكسانا لكي تأتي بوثائق تثبت بأني أقيم في بيتها.
ـ وهل جاءت روكسانا بالوثائق؟
ـ كلا، فقد ذهب إليها أحد الموظفين في الجوازات، ليتأكد إذا ما كنت أقيم في
بيتها، ولكنها طردته، وقالت له: لا أعرف شخصاً بهذا الاسم!
لم أخبر أيمن عن الشاب الذي رأيته مع روكسانا، كي لا أسبب له الإحراج أمامي
ولكني حاولت معرفة فيماذا يفكر فسألته:
ـ وماذا تريد أن تفعل الآن
ـ لقد طلبت اللجوء الإنساني، وسوف أخرج من هنا، ثم أبحث عن عمل
ـ أنا سوف أسافر ولن أبقى دقيقة واحدة في هذا البلد
طال حديثنا وقاربت الساعة على الواحدة بعد منتصف الليل، ولم يبق في الساحة سوانا، فتركنا مكاننا وذهبنا للنوم.
مر الوقت بسرعة، وحان موعد الطائرة، فودعت أيمن، الذي أراد البقاء، ليواجه
المهانة والذل، وطلب مني أن أخبر أهله بأن وضعه جيد ولكن يلزمه بعض المال ليكمل مشروعه..
ذهبت إلى المطار برفقة أحد رجال الشرطة، ولم يكن بعيداً عن المبنى، ثم توجهت إلى
الطائرة مع المسافرين، بعد أن وضع الشرطي على جوازي تأشيرة الخروج
كان قلبي يخفق فرحاً وأنا أغادر الطائرة متجهاً إلى القرية، وكانت الساعة
تقارب على الواحدة بعد الظهر، والمزارعون يأخذون قسطا من الراحة تحت ظلال الأشجار...
كنت أسير على طريق القرية، بعد أن نزلت من الحافلة قبل وصولها إلى ساحة
القرية، كي أتمشى قليلاً على الطريق الزراعي، وكان حلقي قد جف من العطش
فطلبت من إحدى الفتيات التي تعمل بالحقل بجانب الطريق، قليلاً من الماء
ركضت مسرعة إلى وعاء من الفخار، يحفظ الماء بارداً، ثم ملأت كأسا من الألمنيوم بالماء وعادت

تركض، لتقدمه لي نظرت إلى عيونها السوداء التي تلمع سحراً وجمالاً، وسألتها:

ـ ما اسمك؟
ـ سميرة
ـ اسم جميل وصاحبته أجمل!
تركت الماء بيدي وراحت تركض بين الأشجار، لتخبئ وجهها من الخجل
وصلت إلى البيت، وكالعادة كان باب التوتة الكبير مفتوح، وأبي يُنظف الإسطبل
وأمي تخلط الطين مع التبن، لكي تعيد بناء الموقد.
مددت يدي من خلف أمي إلى الطين ورحت أحركه بيدي...
لم يخرج صوت أمي، بسبب المفاجأة، فقط دموعها كانت تسيل. وضعت يداها على
وجهي وكأنها تتأكد مني، ثم مسحت الطين العالق على يديها بثيابها، وضمتني إليها
وصرخت.. أبو فارس.. أبو فارس.. يااااا بو فارس.. لقد عاد فارس!


تمت















توقيع :

قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون

عرض البوم صور الغزال الشمالي   رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع الغزال الشمالي مشاركات 31 المشاهدات 10573  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بائع البيض اميرة الحب ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ 18 04-13-2024 05:41 PM
بائع الحكمة Ranosh ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ 9 01-23-2024 06:54 PM
بائع الورد اميرة الحب وهج الأبيات و الشعر 7 10-04-2022 01:13 PM
لا تجعل بائع فجل يحدد قيمتك اميرة الحب ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ 5 10-03-2022 07:26 PM
كبيت الطين كراميل نور وهج المقالات و المواضيع الحصرية 9 12-17-2019 06:53 AM


الساعة الآن 01:22 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah