~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
"في أثر بلنھايم" روبرت ساوذي
"في أثر بلنھايم" روبرت ساوذي كاسبر" العجوز فرغَ من عمله. وجلسَ في الشمسِ، قُدّامَ بابِ الكوخ في ذلك العصرِ الصيفي. وأمامه، على العشب، كانت "ولهلماين"، حفيدتُه الصغيرةُ تلعبُ على العشب رأتْ أخاها "بيتركِن" يدحرجُ شيئاً كبيراً، مستديراً جاءَ به من عندَ الغدير-حيثُ كان يلعب- جاءَ ليسألَ عمّا وجد عن هذا الشيءِ الكبير المستدير الأملس. كاسبر العجوزُ تناوله من الصبي الواقفِ منتظراً للجواب. وهزَّ العجوزُ رأسَه، ندّت عنه حسرةٌ ثم قال: "هي جمجمةُ تعيسٌ ما.. ماتَ في المعركةِ العظيمةِ الظافرة" "يحدث أن أعثر على أشباهها في الحقل حيث يوجدُ منها الكثير، يحدث كثيراً أن محراثي يقلبها، ويُظهِرُها للعيان. آلافٌ من الرجال." قالَ الجدُّ العجوز "آلافٌ ذُبِحوا في ذلك النصرِ العظيم". "أخبِرْنا الآن عن سببِ ذاك" صاحَ بيتركن الصغير، وتطلعتْ الصغيرة بعيونٍ تنتظرُ الأعاجيب "أخبرِنا الآنَ عن سببِ الحرب، عمّا تقاتلوا من أجله ". "إنهم الإنكليز" صاح كاسبر العجوز "هم هَزموا الفرنسيين. أما علامَ تعاركوا فلا أعرف الجواب. لكنهم كلهم يقولون:"قد كان نصراً مشهوداً " "كان أبي يومها يعيشُ في "بلنهايم" هناكَ، عند الجدول الصغير. بالنار سووا بيتَه بالأرضِ فاضطرَ للفرارِ مع الزوجة والصغارِ جاهلاً أين يمضي، وأين يلقى الأمانَ" "بالسيفِ والنارِ في ريفِنا والجِوارِ طولاً وعرضاً.حلَّ الخرابُ ومات يومَها كثرٌ من صغارٍ ونساءٍ حبلياتٍ. لكن كما تعلمانِ: أمورٌ مثلُ هذي لا بدَّ واقعاتٌ في كلِّ نصرٍ مشهود". "بشعاً كان المنظرُ –هكذا يقال- بعد أن فاز قومُنا في النزال: آلافٌ من الجثث ترِكت ها هنا كي تفسدَ تحت الشمس. "لكن كما تعلمان أمورٌ مثل هذي لا بدَّ واقعات بعد كلِّ نصرٍ مشهود" "المجدُ والثناءُ لِدوقِنا الظافرِ "مارلبورو" وأميرِنا الطيّبِ "يوجين!" "وكيف هذا؟ إنه لأمرٌ شنيعٌ كريه!" قالت ولهلماين الصغيرةُ. "كلا، كلا يا صغيرتي" أجاب العجوزُ:"قد كان نصرا مشھودا". كلهم أثنوا على الدوق الذي كسب الواقعة العظيمة". وأي خير جاء منھا؟ سأل بيتركن الصغير. "أوه أنا لا أعرف الجواب، لكنه كان نصرا مشھودا". المواضيع المتشابهه:
|
03-13-2024 | #6 |
|
رد: "في أثر بلنھايم" روبرت ساوذي
استاذتي الكريمة :
من أجمل ما قيل في وصف تلك النكبات والصراعات ، ما جاد به الوصف الشاعر الكبير " محمود درويش " حين قال : ستنتهي الحرب .. ويتصافح القادة .. وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد .. وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب .. وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل .. لا أعلم من باع الوطن ؟! ولكنني رأيت من دفع الثمن . لله المشتكى ، ولله الأمر من قَبلُ ومن بعد . . |
|
كاتب الموضوع | وارفة البيان | مشاركات | 8 | المشاهدات | 363 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 6 (إعادة تعين) | |
, , , , , |
|
|