للتي كانت تقول لي ....يا ...( بابا )

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.......................

للتي كانت تقول لي ....يا ...( بابا )

لا أدّعي الشعر

ولست بأهلِه

ولا فارس للكلمة

من حافره الي ...سرجِهِ

فأمير الشعر مكانه....أروقة...القصور

وفارس الكلمة ,,,,تلميذ للقوافي ...والبحور

أما انا فليس لي في ما يدّعونه.... سطور

تسترعي الأنتباه

والشكر والثناء ...والتبجيل ... والحبور

فخاطرتي هذه خاصّة

تذكرتها حين وضعت .... أمي في قبرها

بين .....القبور

فقلت :

للتي كانت تقول لي بابا

سألتها مرة تلو مرااااااات

كيف أكون لك أب

وأنتِ أمي....؟

كيف أكون لك حضن

وانت من حضنها ... يدفيني...؟

وكيف أكون لك دواء

وانتِ برؤية ضفائرك فقط ....تشفيني...؟

وكيف أكون لك بُستان

وأنتِ من شذى عطركِ... يحييني...؟

فقالت وفي عيونها دمعه

انت من يسقيني

إذا عطِشت....فترويني

وأنت من اذا سَقِمتْ ....بلمساتك تداويني

وأنت من تُجبر بخاطري أذا تألمت

وفي داخل فؤادك .....تأويني

وأنت من يحضنني لصدره

ويهرع مُسرعاً ....ليُسكت صراخي

وألمي .....وأنيني

وأنت من إن إنزاح الغطاء عني ....تغطيني

وأنت من يزرع البسمة على ثغري

اذا تاهت بوصلتي وغاب نهجي ...حينها ...تواسيني

وأنت من أستطعم طعم الأكل من يديك

اذا خانتني صحتي ....وعمري .....وطول سنيني

وأنت من تسرح عيوني عند غيابك

بحثاً عن زرع استغلظ سوقه

منذ كنت

ثمرتي .....وجنيني ......

فكيف لا أقول لك ....بابا

وأنت من كُنت تعلمني قراءة الآيات...وتوصيني

وتذكّرني بنطق الشهادة

حين تغيب انفاسي لبرهة وأطرافي ...تعصيني

وحين انطقها أراك مُشرأب الوجه

فرحاً بما نطقت ...فتقبلني حتى ....ترضيني

عندها أقول لك أني راضية .... عنك

يا.....محمد

فأنت أبني وأبي وكل عائلتي .....التي تأويني

وأنت من يكره الغناء الا معي ...فتشجيني

بأغاني كنت ادندنها لك

وأنت رضيع

فتسكت

فتلتصق بصدري فترتوي

بعدها ....ترويني

ترويني بدفء مخدعك الناعم.....وتُنسيني

مشاق الأيام التي فيها

الفرح أحيانا

وأحيانا أخرى فيها الأسى ....فتبكيني

هذه هي من كانت تقول لي بابا

فمن يقولها لي بغير معناها الحرفي

هذا.....ليرضيني...؟

الا أمي ( أمباركة )

بعد أن غابت عن الدنيا منذ أيام

وحين أتذكر ما كانت تقول

ينقبض القلب .......وتبكيني

وعندما اتفقد مكان .....سريرها

أتذكر كيف كانت من قلبها ....تدنيني

فتمازحني فتقول لي

أنت ملك فؤادي وظهري وخطوات ....سنيني

وقبل رحيلها بيوم

حضنتها وهرعت مُسرعاً بها

لإعطائها جرعة انفاس تبقيها .....وتبقيني

تبقيها نابضة القلب لبرهة

وتبقيني مُلتصق بحُبي لها ....وحنيني

حتى يشاء الله

وفي الفجر

توقفت انفاسها

فأنطفأ فانوس أمي

فقبّلت جبينها ....بقبلةٍ

ممزوجةٍ بحبي لها ....طول سنيني

هذه هي أمي ( أمباركة )

منبع مشاعري إن اعطيتها القليل

تبادر بالكثير .....وتعطيني

فواجبي عليها أن ادعوا لها

بالرحمة والغفران

إن كنت بالفعل ابوها كما ....تناديني

فالأب لا ينسى أولاده

طالما لازلت حياً في مخبأي.... وعريني

.................

( إن لله وإن اليه راجعون )

اللهم اغفر لأمي ( امباركة )

ووسع مدخلها ولا تحرمها من رحمتك وفضلك

ونقها من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم محمد اندبها أبن امباركة