عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-30-2023
ناطق العبيدي غير متواجد حالياً
Iraq     Male
اوسمتي
الحضور المتالق مسابقة ديني هو حياتي تكريم اكتوبر قلم وهج المميز 
لوني المفضل Aqua
 رقم العضوية : 3638
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1342 يوم
 أخر زيارة : منذ 11 ساعات (11:17 AM)
 الإقامة : بغداد
 المشاركات : 13,272 [ + ]
 التقييم : 1197149689
 معدل التقييم : ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 3,020 مرة في 1,716 مشاركة

اوسمتي

افتراضي الحياة فاكهة حلوة اذا تغافلنا عن قشورها



بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كيف ترون من مشاهداتِكم اليومية منسوب التغافل -تعمد التظاهر بالغفلة- بين الأصدقاء؟ بين العائلة الواحدة؟ بين عموم الناس؟ مرتفعًا أم منخفضًا؟

إذا كنتَ من الذين يجيدون فنَّ التغافل ويعطون أذنًا من طين وأخرى من عجين لكثير من سفاسفِ الأمور وخصوصًا ما لا يهمك منها فأنت عاقل! عاقل جدًّا! أظنّ أن أغلبنا يقول: نعم، ويعتقد أنه يجيد فنّ التغافل إلا أنه يسقط في أول امتحان؟ ماذا لو شتمك أحد؟ سمعتَ ما لا يعجبك؟ تصبر أم ترد الكلمةَ كلمتين والصفعةَ صفعتين؟

هناك أناس ينجحون في الاختبار! عن الإمام علي عليه السلام: "احتمل ما يمر عليك، فإن الاحتمال ستر العيوب، وإن العاقل نصفه احتمال ونصفه تغافل". يوم واحد أو ساعة واحدة نغفل عن التغافل يرتفع ضغط دمنا، ومن يدري ماذا يصيبنا من أمراض! في البيت، في الطريق، في العمل، مع الأهل والأصدقاء، مع الأعداء إن كان من أعداء، مواقف لا حصر لها ينفع فيها التغافل!

في الدنيا سَفاسِف، أمور تافهة حقيرة، لا تستحق أن نضيِّع وقَتنا فيها. تصور الحياة فاكهةً حلوة وعليها قشر، إذا شغلنا القشرُ عن اللباب، خسرنا الفاكهة الشهية!
لولا التغافل عن أشياء نعرفها
‏ما طابَ عيشٌ ولا دامت موداتُ

ماذا لو لم يسرِ التغافل في الحياة الزوجية؟ هي قالت كلمة، أنا أقول كلمتين! أصرّت على رأيها، أنا رأسي وألف سيف، لا أقبل! رفعت صوتها، أنا أرفع يدي! من المحتمل أن من أقوى أسباب الطلاق بين الأزواج في هذه الآونة غياب التغافل! دوام المحبة والسعادة في عدم الانشغال بوظيفة "مفتش عن الأخطاء" في العلاقات الزوجيّة!

التغافل غير الغفلة! التغافل ممدوح والغفلة مذمومة ويقول عنها الإمام علي عليه السلام: "دوام الغفلة يعمي البصيرة". الغفلة هي أن ينشغل الإنسان بأمور الدنيا وينسى الآخرة، أن أغفل عن أسرتي وأبنائي، أن أغفل عن تطوير وتهذيب نفسي!

تعال أيها القارئ الكريم نتَبصر في موقف رجلٍ أجاد فنّ التغافل: سبّ رجلٌ الإمامَ عليّ بن الحسين عليه السلام، فسكت عنه فقال: إياك أعني، فقال عليه السلام: "وعنك أغضي". من هذا الموقف وأمثاله ننظر من نافذة الحياة ونعرف قوة المتغافل عن أخطاء غيره! لو كنتُ -أنا- مكانه ما كنت أدري ما أصنع بمن يشتمني!

هذا متغافل آخر: حكي أن مالك بن الأشتر رضي الله عنه كان مجتازًا بسوق وعليه قميص خام وعمامة منه، فرآه بعض السوقة فأَزرى بزيه فرماه ببندقةٍ تهاونًا به فمضى ولم يلتفت، فقيل له: ويلكَ تعرف لمن رميت؟ فقال: لا، فقيل له: هذا مالك صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، فارتعد الرجل ومضى ليعتذر إليه، وقد دخلَ مسجدًا وهو قائم يصلي، فلما انفتل انكبَّ الرجلُ على قدميه يقبلهمَا، فقال: ما هذا الأمر؟ فقال: أعتذر إليك مما صنعت، فقال: لا بأس عليك فوالله ما دخلتُ المسجدَ إلا لأستغفرن لك.


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :





رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ناطق العبيدي على المشاركة المفيدة:
 (01-04-2024),  (01-04-2024)