روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/يا ذا القامة النورانية

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يا ذا القامة النورانية ، أنجدنا بالناي الساحر
أنقذنا مِن فئران ٍ آكلة ٍ للأكباد
لذخير المدينة
لعيون الأطفال
أنقذنا من دودٍ فارسي ٍ ، وصراصير الصرف
وقمل ٍ أسود ناخر ٍ للجلود

ولتنظر
تقافز الفئران في الأقبية
على مدافن من جماجم الناس
في الشوارع في الحقول ، على الارصفة ، فوق وسائد الناس
قملٌ نملٌ صراصير سحالى
عقارب .
ألخوف من التسمم هو الشائع ، والذعر الذعر من طوفان القيح
أمّا الجراد فقد مضغ َالحقول .

أنجدنا يا ذا القامة المشمسة ، والخطى الواثقة
إعزف إعزف
لتسحب هذه الحشود من صديد وقيح .
الفئران الفئران
أكلت صارية العلم ، نبشتْ القبور ، ها هي تمزق أكفان الشهداء
وها هن ّالأمهات يلطمن الخدود في الشوارع
انهار دم في الشوارع
ثكالى يستخرجن الجثث من تحت الارض
فالموتى في كل مكان
لقد اكلت الفئران كل شيء ، وها هي تسمم طعام البشر
بشر تزدردهم الافاعي .

تعال
اهرع
انجدنا
آه اه اه ياويلتي
ـ يا ايها الناس تعالوا هلموا
أفاجؤكم ايها الناس بأن الامور هنا اختلفت .
في هذه المدينة..غدا قرص الشمس بصيصا ،
والشريف قوادا . الطاهر مأبونا ، والبرلماني ضد شعبه
الحاكم جلاّد رعيتِه ، والسارق اصبح شرطيا
كلهم تواطأوا مع الفئران . والفئران في كل مكان
محافظ المدينة فأر كبير
المجلس المدني ؟
أرذل اصناف الفئران
الحراس فئران ، بعض الاحزاب فئران ، اغلب الاطباء فئران .

وسا خبركم بالمزيد
انتباه انتباه انتباه
لا تتفاجئوا
فما سأقوله خطير للغاية للغاية للغاية
تعالوا معي
لا تبكوا الآن لا بل اطلقوا العويل بعد ان اخبركم
بالمفجع المضحك المبكي
تعالوا معي
ادخلوا القاعة معي
اجلسوا في الظلام فقد تعودتم عليه
ساغلق الباب ، سنرى فيلما على الشاشة
هذا هو المنقذ
لقد جاء كي يقوم بالمهمة ههههه ! كي يعقد صفقة .
حدقوا به ، ألآ ترون إنه اختلف تماما لقد تعفن ! وطبقا لما قال الشاعر العظيم شكسبير وعلى لسان هاملت الابن امير الدانمارك في أنّ حتى الهوء هنا عفن !.
حقا حقا ان العفن احتل الهواء واعماق النفس ، فكم من احمر غدا رماديا ، وابيض غدا طينيّ اللون . كم من صديق غدا لدودا .
والورد غدا جوريا ساما
وعبّاد الشمس امسى عبّاد الدولار .
انتبهوا هنا كل شيء اختلف :
هنا المنقذ الجبار ذو الناي الآخذ فئران مدينتنا الى البحر !
قد غدا بين ليلة وضحاها فأرا !!!!!!
إنه كاذبٌ مفتر ٍ. إنه دجّال العصر في مدينة منكوبة .
انتبهوا ايها الناس انتبهوا ..
لا تستنجدوا بأحد . لا الف لا .
ـ إذا كان ثمة من استنجد به فهو انا ـ
لتكن هذه الكلمة شعارا لنا وبوصلة انتصارنا على الفئران .
لا ... لا تذرفوا اللؤلؤعلى الخدود لا وقت لجهشات الورد والقوارير
لايهدكم الحزن لايقعدكم الاستسلام
انهضوا هبوا هبة رجل واحد
شعب لايقوى على قتل شلة من الفئران
فانه شعب لايستحق الحياة
هيا هيا الآن
هيا الآن
درب التحرر يبدأ بخطوة واحدة
هيا انهضوا كالبحر
هيا الى النفير العام
فالجذام ينتشر .

*******



* في النص " تناص " مع القصة العالمية " مدينة الفئران وعازف الناي

المواضيع المتشابهه:

• روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/ترى من أنا لولاكْ
• روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/من قال انك لست منتظرا
• روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/بدر على دجلة
• روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/عاثَ الزمانُ بنا
• روائع الشعر العراقي/خلدون جاويد/مثل مصابيح ٍ في درب التبّانةِ

همس المطر ,وردة الغرام ,ريماس و 3 آخرون معجبون بهذا

عاشق القصيد ,اميرة الحب ,وارفة البيان

الفئران الفئران
أكلت صارية العلم ، نبشتْ القبور ، ها هي تمزق أكفان الشهداء
وها هن ّالأمهات يلطمن الخدود في الشوارع
كم مؤثرة تلك التعابير وموجعه
تنتقي مايكاد ان يتخطفه الطير
لعلوه ولحساسيته

عاشق القصيد معجب بهذا

ناطق

كم هي موجعة التعابير
سلمت أناملك على روعة طرحك
ويعطيك العافية لطيب الجهد وتميز العطاء
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
مع ارق تحية
لقبك الفرح
كنت هنا اميرة الحب

عاشق القصيد معجب بهذا

ناطق العبيدي
يعطيك العافيه على هذا الطرح الجميل
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزه
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت بود
وفي صحه وسلامه

سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

كل الشكر لك ولجهودك
أرق التحايا مع الورد

تسلم الايادي على الطرح الرائع والمميز والجميل والمفيد والقيم

يعطيك الف عافيه اخي الكريم ناطق

موجعه جداً كلماتها
إنتقاء رائع أخوي
لروحك سعادة لا تنتهي