من النوادر اللطيفة انه حينما مات الشاعر كثّير بن عبد الرحمن المعروف
بكثّير عزة .. غلب النساء على جنازته .. يبكينه ..
ويذكرن محبوبته عزة في ندبتهن له ..
فقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب :
أفرجوا لي عن جنازة كثّير لأرفعها .. فجعل يضرب النساء بكمه .. ويقول :
تنحين يا صويحبات يوسف ..
فانتدبت له امرأة منهن .. قالت :
يا بن رسول الله لقد صدقت .. إنا لصواحبات يوسف .. وقد كن خيرا منكن له ..
فقال أبو جعفر لبعض مواليه :
احتفظ بها حتى تجيئني بها إذا انصرفنا من الجنازة ..
فلما انصرف أُتيَ بتلك المرأة كأنها شرارة النار ( كناية على جمالها )..
فقال لها محمد بن علي :
انت القائلة إنكن ليوسف خيرا منا ؟
فقالت : نعم ! تؤمني غضبك يا بن رسول الله ..
قال : أنت آمنة من غضبي .. فأبيني ..
قالت : نحن يا ابن رسول الله دعوناه إلى اللذات من المطعم والمشرب ..
والتمتع والتنعم ..
وانتم معاشر الرجال ألقيتموه في الجب .. وبعتموه بأبخس الأثمان ..
وحبستموه في السجن .. فأينا كان عليه أحنى .. وبه أرأف ..
فقال محمد بن علي :
لله درك ولن تغالب امرأة إلا غلبت ..
ثم قال لها :
ألك بعل ؟
قالت :
لي من الرجال من أنا بعله ..
فقال أبو جعفر :
مثلك من تملك بعلها .. ولا يملكها ..