~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() والعصر هل هو عمر كل إنسان فينا وَٱلْعَصْرِ .. لِماذا يُقسِم الله ب { العَصر } مُطلقاً .. هل هو عَصر كلِّ إنسانٍ فينا ! هل هوَ عُمر كلّ إنسان فينا ؟! هل يُخبرك القُرآن هُنا .. أنَّ الكثير من النَّاس يولَدون و يتنفَّسون كلَّ يومٍ ؛ لكنَّكَ وحدَك مَن تَعيش عُمرك ! فالعُمر تَجربة فَرديّة ؛ لا يُمكن ان يُشاركك فيها احد .. العمر هو انفرادُك بكتابةِ قَصيدتك الخاصّة .. بأبنِيَتها ، وأبياتِها ، وقافِيَتها ، وإيقاعِها .. وبصوتِ الَموانيء الغنيّة فيها ! قصيدة .. أبياتها مَرصوفة بِلَبناتٍ ؛ تَحكي احتراقاً ذاتيّا ..ً أصبح فيما بَعد ؛ توهُّجاً خالِداً في دَندنة المَِلأ الأعلى ! { والعَصر } .. إذ العَصر هوَ ما تَبقَّى لك ؛ حيثً يتحرَّك النُّقصان بِحُريّة عالِية في مَمرات عُمرك ، و يكسب كلّ يوم من بَعضِك ! { و العَصر } .. يفقَه السَّلف المعاني المَخزونة في ثَراء الكلَمات القُرآنيّة ، ويُدركون أنَّ ( المَرءُ عُنوان أمرِه ؛ هو عُنْفُوَانُ عمره ) . و أنَّ الزَّمن هو مَناط المُساءلة يوم القِيامة ! ينغَمِسون بوَعيٍ في الكلمات .. و يتشَرَّبونها ؛ مثل إيقاعٍ يُعيد عَزف حياتهم .. يستَوطِنون خَيمة المَعاني في القُرآن ، و لا يَخرُجون منها الا وهم حَقائق القٌرآن ! { والعَصر إنَّ الانسانَ لفي خُسر } .. تَهُزّهم الحَقيقة ؛ اذ قَدر الأشياء هُوَ الصَّدأ .. وان تَطفو مثل ورَقة ذابِلة على بِركة صامِتة ... (الَا) .. وكان هذا الاستِثناء كافياً كي يخلِق فيهم عُمراً ؛ تجاوَز الزِّينة المُعلَّقة على جُدران الاختبارِ الَبشري .. عُمراً .. تَجاوز الصّوَر التي تسرِقنا كلّ يوم ؛ ثُمَّ نكتشِف في نهاية الرِّحلة انّها بَقِيَت في الإطار ، ورَحَلنا الى الله دونها ! يُسجّل التّاريخ لهم آثارهم ، ونَبضهم ، و حكاية وَعيِهم ! يُسجّل لهم قَولهم ( إذا مَضَت الليلة من عُمري .. ولَم أكتَسِب مِنها شيئاً ؛ فإنّا للهِ وإنّا إليه راجِعون ! ) . فقَد كانوا يفهَمون جيداً .. أن ابعَد المَسافات عنكَ ؛ هي الأمس ! يُسجل التّاريخ .. أنَّ " ابن جَرِير " مَكث أربَعين سَنة ؛ يكتُب في كلّ يوم مِنها أربَعين ورَقة ! لماذا ِّ.. لأنَّ المَقروء والمَكتوب ؛ هُما وثيقَتا الدَّهر .. والمَحكي يمضي غالباً في فَضاء الأسماع ، وما يبقى منهُ بعمرِ جيلٍ او جيلَين ! العلم إذن .. هو النّسيج اللامرئيّ : لثِياب البَقاء في ضميرِ الخُلود أبداً ! يُسجّل التّاريخ مَقولة " ابن الجَوزيّ " أقمت أعمالاً لأوقاتِ لقاء النَّاس ؛ لَئلا يَمضي الزَّمان .. فجَّعلتُ للقائِهم ؛ قَصُّ الوَرق ، وبَريِ الأقلام ، وحَزم الدَّفاتر ) ! حتّى كأن "ّ ابن الجوزيّ " مؤسس مدرسة ( فُتات السُّويعات الهاربة ) .. وهي أصل حضاريّ بلٓغه الغَرب حديثاً ! ويُسجّل التاريخ .. شهادة " الفُضيل " اذ قال : ( أعرِف من العلماء ؛ من يَعدّ كلامه من الجُمعة إلى الجُمعة ) . يٓعُد كلامه ! .. ترى .. هل هُناك لُغزٌ ما في حياة هؤلاء ؛ حتى أنّهم يَبدُون مبصرين .. على حين نَبدو نحن ؛ انّنا نرتدي أعيننا من الخارج فقط ! يُسجل التاريخ " لابن النَّفيس " أنّه سجّل بعض مباحث الطبّ أثناء استحمامِه ؛ ليبدو في فعله هذا ؛ مثِّل أُسطورة تكتمِل بيننا ، وتخبرُنا أنّها حقيقة ! ثق أن هؤلاء بشرٌ .. مجبُولون من نفس طينتِنا .. يسيرون بموازاتنا تماماً .. لكنّنا فجأة ؛ نَراهمّ مثل شِهاب يُضيء ضَباب عجزِنا ، و تلَكُّؤنا ! في أيديهم كلّ الأوراق الرابحة لامتلاك أثرٍلا يَفنى ! نحنُ وحَدنا بعدهم : من نُصبح رقماً مجهولا .. أو أثراً تَذرُوه الرّياح ! يُسجّل التّاريخ " لابن تيّميّة " أنّه توفي عن عمر 57 سنة .. وله نحو خمس مائة مجلد تأليفاً ! ترى .. هل كان ابن تيّميّة يُسجل بكتبه تلك خطّة لا نهائيّة للبَقاء ! يُسجّل التّاريخ " لابن حَزم " أنه ترك من المؤلفات أربع مائة مجلد ؛ تَشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة .. وكان بذلك ؛ مثل سنديانة عَتيقة تعرف تماماً انّ لها في المَلكوت الواسع متّسعا هائلا للامتداد ! ويُسجّل التّاريخ للإمام " أبـي يوسف القاضي " أنه كان يُباحثُ -وهو في النَّزْعِ و النَّفَسِ الأخير من الحياة - بعضَ عُوَّاده في مسألـة فقهية ؛ رجاءَ النفع بها لمستفيدٍ أو متعلمٍ ، ولا يخلي اللحظة الأخيرة من لحظاتِ حياته من كَسْبها .. فلما قيل له : أفي مثل هذه الحالة؟! قال : ولا بأسَ بذلك ، ندرس لعلَّـه ينجو به ناجٍ ! لأنّه كان يُوقن .. أنّه عند عبورِ بوّابة الموت الغامِضة ؛ نُدرك كم كانت منحة العُمر غالية ! فنحن بعد الموت ؛ نعود الى زمنِ الصَّمت .. الى حين من الدَّهر لم يكن فيه المَرء شيئاً مذكورا ! وحدَها الكُتب ، وسطور العلم ؛ ستظلّ تتحدّث بِصَخَب عن حُضورنا ! وقد قالها " ابن الجوزيّ " وابعَث إلى صندوقِ القَبر مـا يَسرُّك يوم الوصُول إليه ) . يُسجّل التّاريخ .. أن " ابن عَقيل " قال : ( فما أزال أُعلّق ما أستفيده من ألفاظ العلماء ،"ومن بُطون الصّحائف & ومن صَيد الخواطر التي تنثرُها المناظرات ، والمقابسات في مجالس العلماء ، ومجامع الفضلاء ؛ حتى جمعت ٨٠٠ مجلدة ) . يا للهِ .. إنَّ بعض الأعمار ؛ تَمنح الضّائعين دليل الحَياة ! لقد قيل : ( من أمضَى يوماً من عُمره في غيرِ حقٍّ قَضَاه ، أو فَرضٍ أدّاه ، أو مجد أثّله ، أو حَمد حصّله ، أو خير أسّسه ، أو علم أقتبسه ؛ فقد عقّ يومه ، وظَلم نفسه ) ! وتِلك حقيقة .. اذ بعض النّاس يستيقِظون ؛ فيَجدِون أنفسهم قد ماتوا مُبكرين ! تقول الدّراسات .. إنّ هدر رُبع ساعة عند بَليون ونصف مسلم = 22 بليون سنة تراكميّة على مستوى الأمة ! تصنَع فارِقاً بيننا و بين قيادة البشرية ! فالوقت لا ينتظِر .. ولا يُحابي الفارِغين ! ورُبّما تشبه هذه الدّراسة كلِمات " ابن القيّم " القائِلة : ( إذا أراد الله بالعيد خيرا ؛ أعانه بالوقت .. وجعل وقته مساعداً له .. وإذا أراد به شرا ؛ جعل وقته عليه ، وناكده وقته ) . { والعًصر } .. هو قَسَم جاءَ ؛ كي يَخلِق فينا خُصوبة عُمرٍ لأمّةٍ .. أرادَ الله لها أن تظلَّ فٓتِيّة ! وان يَظَل الانسان فيها ؛ مثل مدينة بأنبيائِها ، وحُرّاسها ، ونَخِيلها ؛ لا تعرِف فرَاغ النِّهايات اليابِسة ! القُرآن المًكيّ .. مَدرسةُ التَّشكيل للإنسانِ الجَديد ! د.كفاح أبو هنود المواضيع المتشابهه: |
![]() |
كاتب الموضوع | ملكة الحنان | مشاركات | 10 | المشاهدات | 1216 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|