~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
![]()
الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
بالأمس كانت الأمة الإسلامية في شرق الأرض وغربها، تستقبل رمضانَ فرحةً جذلى، واليوم توشك أن تودِّعه بعد أن تصرمتْ لياليه، وانقضت أيامُه، ومن حق كل مسلم أن يتمهل قليلاً ويفكر فيما استفاده في شهر الصوم العظيم، وما الذي عاد عليه به من تهذيبٍ وإصلاح وعظات؟ لا يكفي أن يمسك المسلم عن الطعام والشراب، بينما يغطُّ في غفلة مميتة، وخمول قاتل، ثم يتبادل التهاني مع إخوانه، إن للصوم معانيَ أكثر من هذا. فالمسلم يصوم هذا الشهر، ويكثر من تلاوة القرآن، ومن صلوات التطوع، ومن البذْل والصدقات إذا كان مقتدرًا، ويغيِّر كثيرًا من أحوله؛ امتثالاً لطاعة الله، وتوبة من المعاصي والآثام واللَّمم، ورغبة في مثوبة من الله، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض. وهذه المواسم المباركات فيها التنبيه والتحذير، والحثُّ على العودة إلى النهج الأمثل، والطريق الأقوم، والمسلمون اليوم وهم يواجهون مشاكلَ كثيرةً، وحربًا سافرة ومستترة، وأعداء في غاية القسوة والمكر لا يدَعون وسيلةً لتمزيق أوصال المسلمين إلا فعلوها، ولا يتركون بابًا من أبواب التدمير إلا ولجوه - هذه الأشياء تتطلب من المسلمين أن يتعاونوا لمواجهتها بحزمٍ وتكاتف، وأن يأخذوا أهبتهم، ويوحِّدوا صفوفهم؛ لأن في تآزرهم القوةَ والمنعة والمهابة. وشهر رمضان الذي يودِّعه المسلمون بأسف، جديرٌ بأن يكون حافزًا على اليقظة من الغفلة، والتنبُّه إلى حقيقة مهمة، ألا وهي: الرجوع إلى الدين الذي ابتعد عنه الكثيرون، واستعاضوا عنه بشعاراتٍ ومذاهبَ تدمِّر ولا تبني، وتفرِّق ولا توحد، وتُضعف ولا تقوِّي، ولقد كان من جراء البُعد عن الدين أنْ ضعفت الروابط الأخوية، وهانت الكرامات في النفوس، وتُرِكَ شأن الجهاد خورًا وجبنًا ورضًا باللَّذات العاجلة ورخيص العيش؛ فتتابعت النكباتُ والهزائم، وتفرَّق أمر المسلمين؛ حتى تخطفهم الأعداء من كل جانب. ومع كل ما حدث - وجزءٌ منه كافٍ للاعتبار والتيقظ - فما زال بعض المتزعمين في البلاد الإسلامية، وبعض الكتَّاب والصحفيين، ومن يتولَّوْن التوجيه الفكري، سادرين في غيِّهم، ينعِقون بالشعارات الشيوعية، والمذاهب الاشتراكية الإلحادية، ويشغلون الرأيَ العام بالتحويل الاشتراكي، استعاضةً به عن الدِّين الإسلامي الحنيف، ويشنون الحملات الشعواء بشتى الأساليب على من يدعو للدين، والعودة إلى تحكيم الشرع، والانضواء تحت لواء التوحيد الخالص، ويرمونهم بكل شنيعةٍ، ويعلنون الحرب عليهم؛ لأنهم رجعيون متعصبون! وهكذا تحاول هذه الفئاتُ المخرِّبة القضاءَ على الدِّين، وتعمل ما لم يقوَ العدوُّ الصريح على عمله، وتشتِّت المسلمين بما تصنعه وتبثُّه من وسائل الفرقة وسُبل الإضعاف، حتى أنهكت الأمة الإسلامية؛ بسبب طيشهم ومخططاتهم ومؤامراتهم. هؤلاء الذين يرَوْن في دعوة الإسلام ما يفزعهم ويقضُّ مضاجعَهم، ويتعاونون مع أعداء الإسلام على اختلاف نحلهم وعقائدهم؛ فنيريري وعبيد كارومي ومكاريوس وكاسترو وتيتو وماوتسي تونغ وكوسيجين وأنديرا غاندي - أقرب لهم، وأصفى ودًّا - في زعمهم - من قادة المسلمين وزعمائهم، وعلمائهم ومفكريهم. إنها مؤامرة خطيرة، يشترك فيها أعداءُ الإسلام الظاهرون والمتخفون، فمتى يستيقظ اللاَّهون، ويتنبَّه من يُحسِنون الظنَّ بالمخربين والهدامين؟! والطريق واضح، وهو الرجوع إلى الدين؛ ففيه الشفاء والكفاية والهداية، والله ناصرٌ دينَه ولو كره الملحدون. إننا يجب أن نستفيد من هذه المواسمِ الخيِّرة بالعودة إلى الدين، وما يدْعو له من خلالٍ كريمة، وسجايا حميدة، وفضائلَ مهذبةٍ، فنتعاطف ويساعد بعضنا بعضًا، ونؤدي الحقوق التي فرضها الله، ونشاطر إخواننا المسلمين في مسرَّاتهم وأحزانهم، فيعطف الكبير على الصغير، ويوقِّر الصغير الكبير، ونعطي الفقير والمحتاج مما آتانا الله، وأن ننبذ الكبر والحسد، والغِيبة والنميمة، والأذى والإضرار، وأن نمتثل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمِن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، هكذا ينبغي أن يكون المسلم متعاونًا على الخير، مبتعدًا عن الشر؛ لتكون أمة الإسلام خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناس، ومثلاً رائعًا في بناء المجتمع المتماسك القوي، وفَّق الله الجميع، إنه على كل شيء قدير[1]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ [1] البلاد، العدد (2998)، في 28/9/1388. المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 13 | المشاهدات | 1264 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|