~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() د - أخطاء عقدية عامة :- 1- من الأخطاء الشائعة والتي نسمعها كثيرا :- أن بعض الجُهال يقولون : إن الله تعالى في كل مكان فتعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ، فمن قال : إن الله في كل مكان وأراد أنه بذاته سبحانه في كل مكان فهذا كفرا ؛ لأنه تكذيب بما دلت عليه النصوص ، ولأنه يقتضي عدم تنزيه الله تعالى عن النجاسات والأماكن المستقذرة . والقول الحق في هذا :- إن الله تعالى فوق السماوات متوٍ على عرشه استواء يليق بمقامه سبحانه ، وهو في كل مكان بعلمه وقدرته . 2- ومن الأخطاء الشائعة :- الاستهزاء بالله أو رسوله أو بآياته أو بالدين على سبيل المزاح . فإنك ترى وتسمع من بعض الناس أنهم يستهزئون بالله أو بالرسول أو بالقرآن أو بشيء من الدين فهذا كفر وردة عن الإسلام . قال تعالى ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65 ) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ ..... ) التوبه : 65 . ومعنى الآية : أن كل من استهزأ بالله أو برسوله أو بآياته فإنه كافر مرتد يجب عليه العودة للإسلام والتوبة ، وكذلك الاستهزاء بالله أو بالرسول أبو بالدين على سبيل المزاح أو الضحك فهو كافر ونفاق ، فإن جانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم معظم لا يجوز لأحد أن يعبث فيه بالاستهزاء وإضحاك القوم أو السخرية ؛ لأن في ذلك استهانة بالله عزوجل ورسله وكتبه ، لذلك صار من الكفر ، ومن فعله فعليه العودة إلى الإسلام والتوبة وعدم الرجوع لذلك مطلقاً 3- ومن الأخطاء الشائعة بكثرة :- الاستهزاء بالملتزمين ( المستقيمين ) بالدين أو كراهيتهم : وهذا فعل محرم يكثر عند الناس : فتراهم يسخرون ويستهزئون بالملتزمين ( المستقيمين ) بالإسلام ويقولون : أنظر إلى لحيته أو إلى ثوبه القصير ، أو انظر إلى ذلك ( المطوّع شكله يُضحك ) أو غير ذلك من ألفاظ الاستهزاء وسوء الأدب فالا ستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم لكونهم التزموا بذلك هذا محرم خطير جداً لأنه يُخشى أن يكون وحينئذ يكون استهزاؤهم بهم استهزاء بما هو عليه من الدين فيشبه بذلك حال المنافقين والكافرين الذين استهزئوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإن استهزأ الإنسان بالملتزمين من أجل ماهم عليه من الشريعة فهذا استهزاء بالشريعة وهو كفر . وإن كان الاستهزاء باشخاص الملتزمين لشخصهم وليس لما هم عليه من الدين فهذا ليس كفر والكنه فعل محرم لأنه استهزاء بالناس وبخاصة أهل العلم والصلاح . |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
للفائدة
السؤال: لقد اشتهر الصالحون السابقون بحب العبادة ، والتفاني في أدائها ، مثل : قيام الليل ، وقراءة القرآن ، وحفظه ، فهل نستطيع نحن جيل هذا العصر القيام ولو بالقليل من هذا ، مع كل الفتن المحيطة من كل النواحي ؟ . الجواب: الحمد لله يستطيع الواحد منا أن يجتهد في العبادة ينافس أولئك الرجال بالقيام بما ندبت إليه الشريعة وحثَّ عليه الإسلام ، وينبغي أن تكون عند المسلم همة يهد بها الجبال ، وقد قيل : ( همة الرجال تقلع الجبال ) . والصحابة رضي الله عنهم كانوا للأمة خير قدوة في الطاعة والعبادة ، ومع هذا فلم يمنع ذلك مَنْ بعدهم أن يحثوا أنفسهم على منافستهم في العبادة حتى لا يستأثروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واسمع لواحد منهم واعجب لهذه الهمة العظيمة ، قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله : ( أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا ، كلا والله ! لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالاً !! ) . وقد كان يقول كلمته هذه عندما كان يقوم الليل فإذا تعبت قدماه ضربها بيديه وقال ذلك ، فبمثل هذه الهمم يستطيع المسلم أن يقوم بالطاعات والعبادات ، وهو من التنافس المحمود المأمور به في قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) . ولو لم يكن في مقدور المتأخرين القيام بالأعمال الجليلة في الطاعة والعبادة لما رأينا الله تعالى يحث عباده جميعاً عليها ، ويعدهم بالثواب الجزيل إن قاموا بها ، ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالوصية العظيمة وهي قوله ( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) صححه الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف الجامع الصغير ، فهي – إذن – دعوة لنا أن نغتنم حياتنا بالطاعة قبل أن يفاجئنا الموت ، وأن نغتنم صحتنا قبل العجز والمرض ، فالصحيح يستطيع ما لا يستطيعه المريض ، وأن نغتنم فراغنا قبل شغلنا بالزوجة والأولاد والأعمال ، وأن نغتنم شبابنا حيث النشاط والهمة قبل الكبَر والضعف ، وأن نغتنم غنانا بالصدقة والإنفاق قبل سلب ذلك وعجزنا عنه . وفي المعاصرين أمثلة مشرقة ، في حياتهم الطاعة والعبادة ، ولا يخلو عصر من عصور المسلمين – ولله الحمد – من أمثال هؤلاء ، يشحذون الهمم للقيام بكل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال ، ففي هذه الأمة من المعاصرين من قضى عمره في ساحات الجهاد حتى قدَّم نفسه رخيصة لربه تعالى واشترى بها الجنة ، ومنهم من جدَّ واجتهد في العلم منذ أن عقل إلى أن مات ، ومنهم من حافظ على قيام الليل ولم يعرف عنه تركه لا في سفر ولا في حضر ، ومنهم من بذل أمواله كلها في سبيل الله تعالى ولم تجب عليه الزكاة في حياته قط ، ومنهم من بذل نفسه للمسلمين يشفع لهذا ويقضي حاجة ذاك ، ويجيب السائل ويفتي المستفتي ، ويعلم الجاهل ويحث الناس على الخير . فلن تعدم – أخي – صوراً مشرقة من حياة علمائنا وأئمتنا ومجاهدينا ، وسترى في حياتهم ما يحثك على فعل الطاعة ويجعلك تعلم أنه يوجد مجال للمنافسة مع المتقدمين ، ونظرة في حياة الأئمة الثلاثة : عبد العزيز بن باز والألباني وابن عثيمين تجد فيها العلم والتعليم والجد والاجتهاد والبذل والإنفاق والشفاعة والدعوة ، ولا يزال المسلمون يقدمون أروع الأمثلة في جهادهم الكفار في الأرض كلها . وفي حفظ القرآن نماذج صالحة كثيرة ، فقد حفظ كثيرون القرآن وهم لم يبلغوا الثامنة من عمرهم ، وقد وجد من حفظ القرآن كاملاً في شهرين ، بل في شهر . وينبغي على المسلم المحب للقيام بالطاعة والعبادة والراغب بالتنافس مع من قبله أو مع من عاصره من أهل الهمم أن يحذر من أشياء : أولها : الغفلة عن الآخرة وما فيها من ثواب جزيل وأجر عظيم ، قال ابن القيم - رحمه الله – في " بدائع الفوائد " ( ص 98 ) : خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . وثانيها : أن يترك التنافس على الدنيا مع أهلها وليدعها لهم ولتتطلع نفسه لعالي الأمور ، وأن يحذر أن يجعل الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ، وأن يجعل المال والمتاع في يده لا في قلبه . وثالثها : الابتعاد عن التأجيل والتسويف ، وعليه أن يبادر بالقيام بالأعمال استجابة لأمر الله تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران/133 وقال ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الحديد/21 . |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
4 - ومن الأخطاء الشائعة :-
قراءة الفاتحة للأموات عند زيارة القبور فهذه بدعة لا أصل لها ولم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا السلف الصالح من هذه الأمة ؛ بل السُّنة عند زيارة القبور هو :- السلام عليهم والدعاء لهم ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يزور المقابر يقول : ( الســـــــــلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ) رواه مسلم . فلم يكن يقرأ الفاتحة ولا غيرها ، فلماذا لا تفعل أيها المسلم ما فعله نبيك صلى الله عليه وسلم ولماذا تاخذ بهذه البدع المُحدثة مع أنه لديك النصوص الصريحة في كيفية زيارة القبور ، فهل أولئك المبتدعة أعلم بالدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً . 5 - ومن الأخطاء الكبيرة :- التحاكم إلى الأعراف القبلية والعادات أو ما يسمى السلوم فإن من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس بقصد أو بدون قصد ، أنهم يتحاكمون إلى مذاهب القبيلة أو البلد ، أو شرع القبيلة - كما يسمونه - أو العرف السائد لدى قبيلة من القبائل أو لدى مجموعة من الناس في مكان ما ، ويقولون هذه عاداتنا ، وهذه اسلومنا أو سلْمنا ، وفي بعض البلدان يقولون :- هذا سلو بلدنا . وغير ذلك من الأسماء والأوصاف لتلك القوانين والأعراف الخاصة ، ومهما يكن من أمر فإن اختلاف المسميات لا يُغير من الحقيقة شيئاً حيث أن كل ذلك مخالفة صريحة لشريعة الله تعالى ، وأولئك القوم يعتقدون أن هذا الأمر لا علاقة له بالدين ولا شيء فيه ، وقد نسي هؤلاء أن الله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، وأنزل القرآن الكريم هداية للناس وحَكَما بينهم ، وجعل التحاكم إليه سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وقد رتّب على رد أو رفض ذلك التحاكم نفي الإيمان ، قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..... ) النساء :65 . ونسى هؤلاء أن الدين الإسلامي قد نسخ الشرائع السابقة كلها بل ونسخ عادات الجاهلية وقوانينها وخرافاتها فكيف لا ينسخ أعراف هؤلاء المعاصرين وقوانينهم وعاداتهم خاصة إن كانت تُصدر أحكاماً مخالفة لشريعة الله تعالى ، إن تحكيم هذه الأعراف القبلية والقوانين المحلية السائدة أو الموروثه هو تمردٌ على شريعة الله تعالى وشرك في حاكمية الله . وقد يُفضي ذلك فيهم إلى الكفر - خاصة - إن أصدر القاضي الشرعي في المحكمة حكماً على أحد منهم ولم يوافق أهواءهم ، قالوا :- . ردونا إلى عرفنا وأسلومنا . وينبغي أن نوضح هنا مسألة ، وهي :- أن اولئك الناس قد خلطوا بين مسألة التحاكم التي لا يتكون إلا لله تعالى وبين الصلح الجائز بين المسلمين ، ولهذا وقعوا في شرك التشريع من حيث يعلمون أو لا يعلمون . مثال :- 1 - فلان من الناس سرق مالاً من فلان ، فعلمت القبيلة فأسرعوا للصلح بينهما وإرجاع الحق لصاحبه ، وطالبوا الشخصين بالصلح والمسامحة والعفو ، فهذا أمر جائز يُقره الإسلام ولا شيء فيه بشرط ألا يحلل هذا الصلح حراماً ولا يُحرم حلالاً . |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
6 - ومن الأخطاء :-
التحاكم إلى غير الإسلام والحكم بغير ما أنزل الله تعالى ، وتحكيم القوانين الإنسانية . إن التحاكم إلى القوانين الوضعية الإنسانية وترك حكم الله تعالى هذا لا يجوز بل يجب على المسلمين حكاماً ومحكومين دولاً وشعوباً وأفراداً أن يتحاكموا إلى شريعة الله وهي الإسلام ، ويُطبقوا أحكامه في كل شئونهم السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية . يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب : فتاوى مهمة لعموم الأمة : " الحكام بغير ما أنزل الله أقسام تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم ، فمن حكم بغير ما أنزل الله ويرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين ، وهكذا من يُحكّم القوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز - ولو قال إن تحكيم الشريعة أفضل - فهو كافر لكونه استحل ما حرمه الله ، أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعاً للهوى أو الرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأسباب أخرى وهو يعلم أنه عاصي لله بذلك ، ويعلم أن الواجب عليه تحكيم شرع الله ، فهذا يُعتبر من أهل المعاصي والكبائر ، ويُعتبر قد أتى كفراً أصغر وظلماً أصغر ، وفسقاً أصغر " انتهى كلام الشيخ بن باز رحمه الله . فمن لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به أو احتقاراً له ، أو لا عتقاد أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق ، فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة ، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه ، ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به ولم يحتقره ، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق وإنما حكم به تسلطاً على المحكوم انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك فهذا ظالم وليس بكافر ، ومن لم يحكم بما أنزل الله محاباة للمحكوم عليه أو مراعاة لرشوة أو محو ذلك - وليس استخفافاً ولا احتقاراً بحكم الله ولا اعتقاد أن غيره أصلح ، فهو فاسق " . وإنما لم يكفر من رضى بغير حكم الله ، أو حكم بغير ما أنزل الله ؛ لأنه لم يرفض حكم الله ولم يكرهه أو يرده بل خالفه لهوى في نفسه . ويكون الوصف بالكفر الأصغر أو الظلم أو الفسق حسب التفصيل السابق . 7 - ومن الأخطاء :- السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم يخطىء بعض الناس عندما ينوي السفر قاصداً قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن السفر لا يجوز بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره ، وقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تُشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم . فشد الرحال والسفر لا يكون إلا لتلك المساجد الثلاثة فقط ، وقد قال في الحديث ( مساجد ) ولم يقل ( قبور ) فالسفر المشروع يكون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وليس للقبر ، وبالطبع من زار المسجد فسوف يزور القبر . وإن نوى زيارة المسجد والقبر فإنه يجوز ، ( لأنه يجوز تبعاً ما لا يجوز استقلالاً ) أما النية لزيارة القبر فقط فلا تجوز مع شد الرحال . وإن كان الشخص من أهل المدينة أو قريباً منها لا يحتاج إلى شد الرحال ولا يطلق على ذهابه إلى المدينة سفراً فلا حرج في ذلك ، لأن زيارة قبر النبي اصلى الله عليه وسلم وصاحبيه من دون شد رحل هي سنة وقربه " فتاوى إسلامية جمع وترتيب محمد المسند " . |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
الفصل الثالث
أخطاء شائعة في العبادات والعادات السلوكيات أولاً :- ما يخص القرآن الكريم وتلاوته وتفسيرة القرآن الكريم هو :- كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المُتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس . والقرآن الكريم هو الكتاب الخاص بدين الإسلام ، وهو معجزته الخالدة وهو معجز في لفظه ومعناه وأسلوبه وبلاغته وأخباره وأحكامه وهو خير الكتب السماوية المنزلة وأفضلها . وقد تكفل الله تعالى بحفظ هذا القرآن من التحريف والتبديل ، وقد هيأ الله تعالى لهذا القرآن العظيم من ينقله إلينا بدقة متناهية فلم تختلف فيه لفظة ولا حرف ولا - حتى - حركة إعرابية كالفتحة والضمة أو الكسرة ، وكان يحفظه ويكتبه - في كل عصر وجيل - عدد كبير جداً من المسلمين ؛ فهو منقول إلينا بالتواتر ، والتواتر دليل قطعي يقيني . والأهم من هذا أن الله تعالى قد تكفل بحفظ هذا القرآن بنفسه ، قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . وقد وصل إلينا القرآن الكريم كاملاً بسوره وآياته وألفاظه وحروفه ونقاطه وحركاته وقراءاته ، وطريقة تلاوته ، وأحكامه التجويدية . وهذا القرآن كتاب مُقدس معظم يجب الإيمان به - بل إن الإيمان به من أركان الإيمان الستة الأساسية - ويجب احترامه وحفظه وتقديسه إلى درجة أنه لا يجوز للإنسان أن يمسه إلا وهو على طهارة . وقد أُمرنا بقراءة القرآن وحفظه وإقامة ألفاظه وتطبيق أحكام التجويد في قراءته ، وأُمرنا أيضاً بتطبيق ما فيه من أحكام وتشريع . وإنني في هذا الكتاب قد قمت بالتنبيه على بعض ما يقع عند الناس من الأخطاء فيما يخص هذا القرآن العظيم ، خاصة في التلاوة . أ - إرشادات عامة :- 1 - إن من أركان الإيمان ، أن يؤمن الإنسان بالكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله على سبيل الإجمال ، ويؤمن بالقرآن الكريم على وجه الخصوص . والإيمان بالقرآن الكريم معناه : التصديق الجازم أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى تكلّم به حقيقة بلفظه الموجود في المصحف - الأن - وأنزله سبحانه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي - جبريل عليه السلام - وأنه منزل وليس مخلوقاً وأنه سليم من التحريف والتبديل . 2 - الإيمان بالقرآن الكريم يقتضي قراءته وحفظه ، وتعلّمه وتعليمه ، كما يقتضي إقامة حدوده وتطبيق أحكامه ؛ فليس المقصود مجرد القراءة - وإن كان القراءة واجبه وفيها أجر عظيم - بل المقصود الأكبر هو تطبيق تشريعاته وأحكامه في العقيدة والتشريعة والسلوك . 3- يجب على المسلم أن يتعلم القرآن ويحفظه وأقل ذلك أن يحفظ ما يؤدي به الصلاة ، ويذكر فيه الله تعالى . ويجب على المسلم كذلك أن يحاول إقامة ألفاظه وحروفه صحيحة سليمة مع تطبيق أحكام التجويد في القراءة بقدر ما يستطيع . 4 - يجب على المسلم تعظيم هذا القرآن واحترامه وتقديره وألا يمسه إلا وهو على طهارة ، ولا يقرؤه إلا على طهارة وإن كان يقرأ من حفظه فالأفضل أن يكون على طهارة أيضاَ ، وإلا فإنه يجوز أن يقرأه ( غيباً ) بدون طهارة من الحدث الأصغر ويجب على المسلم أن يحافظ على القرآن من التمزق أو الامتهان ، وعليه أن يضعه في مكان نظيف محترم . |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
ب - أخطاء شائعة في تلاوة القرآن - وغيرهاا -
فبعض الناس يتساهل في هذا الأمر ويمس المصحف بدون طهارة وهذا محرم لا يجوز . قال تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون ) الواقعة : 79 . فإن كان الإنسان على جنابة فإنه يحرم عليه حرمة عظيمة أن يمس المصحف ؛ بل لا يجوز له أن يقرأ من حفظه وهو جُنب . وإن كان غير متوضىء فإنه يحرم عليه مس المصحف . 2 - ومن الأخطاء : القراءة السريعة حداً للقرآن :- فإنك تسمع بعض الناس يقرأ بسرعة كبيرة بحيث لا يُقيم الألفاظ ولا الحروف ولا الحركات ولا يُفهم شيء مما يقرؤه ومن يسمعه لا يعرف ماذا يقول ؛ فهو يُحذرم حذرمة سريعة ويخلط الألفاظ ويُداخل بين الحروف ، فهذا لا يجوز ، ولا يتناسب مع حرمة القرآن الكريم وعظمته ، وقد يكون من باب الاستهانة بكلام الله تعالى . فالوجب على المسلم أن يقرأ القرآن بهدوء واطمئنان ، ويُقيم الحروف والكلمات ، ويتأنى ويُفصح عن العبارات ، وكيف لا ! وهو يقرأ خير كلام وأشرف مقال ألا وهو كلام رب العالمين . 3 - ومن الأخطاء العظيمة : هجر القرآن : فلقد هجر الكثير من المسلمين قراءة القرآن الكريم ، وانشغلوا بالدنيا وزخارفها ، فترى بعضهم لا يقرأ القرآن إلا في المدرسة أو في الجمعة أو في المسجد قبل الصلوات - أحياناً - وبعضهم قد يمر الأسبوع والأسبوعان ، والشهر والشهران وهو لم يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله ، وبعضهم قد لا يقرأه أبداً ! ألم يعلم هؤلاء أن قراءة القرآن الكريم واجبة على المسلم ، وأنها عبادة عظيمة ، ثم الم يقرؤوا قوله تعالى ( وقال الرسول يا رب إن قوم اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان : 30 . وفي المقابل ألم يعلموا مقدار الأجر العظيم للذي يقرأ القرآن ؛ فبكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . فالواجب على المسلم ان يحافظ على قراءة القرآن بشكل يومي وأن يجعل له ورداً يومياً ، فإنه لم يستطع فليقرأ ماتسير له قبل الصلوات الخمس أو بعدها وإليك تفصيل ذلك :- إن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل من عند الله والإيمان به ركن من أركان الإيمان ، ومن مقتضى هذا الإيمان تلاوته وحفظه . وإن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه قال صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم . ويجب أن تعلم أيها المسلم أن أهل القرآن هم آهل الله تعالى وخاصته ثم اسمع هذه الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وقال صلى الله عليه وسلم ( مثل لذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآن كمثل الحي والميت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، رواه الحاكم وصححه . وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم . فبادر أيها المسلم إلى قراءة القرآن كل يوم ، في المنزل والمسجد والسيارة ولا تكن من الذين هجروا القرآن . |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() |
![]() 4- - ومن الأخطاء تلاوة القرآن : الخطأ في أسلوب التلاوة :- فإنك تسمع من بعض القّرّاء ، ومن بعض أئمة المساجد قراءة عجيبة تُخرج القرآن عن ألفاظه ومعانية . وإليك أساليب القراءة التي لا تجوز :- 1 - التطريب :- وهو أن يُجري القارىء صوته بما يشبه الطرب فُيخل بأحكام التجويد وأصول الكلمات ، وهذا محرم . 2- الترجيع :- وهو تمويج الصوت - وبخاصة في المدود ، أو يرفع صوته ثم يُخفظه ثم يرفعه كصوت الرعد ثم يُخفظه إلى صوت رقيق خافت ، وهذا مكروه لأنه لا يليق مع القرآن . 3 - الترقيص :- وهو أن يزيد القارىء حركات من عنده غير موجودة في الكلمة ولا في التجويد ويصبح كالراقص يتكسر ، وهذا لا يجوز . 4 - الحزين :- وهو أن يتصنَّع القراءة الجزينة ، وكأنه يريد أن يبكي ، فهذا منهي عنه ، أما إن كان ذلك طبعه فلا بأس . 5 - الترعيد :- وهو أن يقرأ بصوت فيه رعدة وكأنه يرتجف من البرد ، أو كالذي فيه مرض ، وهذا مكروه . 6 - التحريف :- وهو اجتماع أكثر من قارىء ، ثم يقرؤون بصوت واحد فيقطعون القراءة ويأتي بعضهم بنصف الكلمة والآخر يكملها ليحافظوا على النغمة والصوت ، وهذا لا يليق بلكلام الله ، فهذا القرآن حقه التعظيم والإجلال ، ولا يُقرأ بهذا العبث . 7 - تلاوة القرآن مع الآلات الموسيقية ، وهذا من أقبح البدع والمنكرات ، فاستعمال الآلات الموسيقية محرم أصلاً ، وهو مع قراءة القرآن بدعة شنيعة ينبغي ردها وتعزيز فاعلها ومعاقبته بعقوبات صارمة . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | بسمة روح | مشاركات | 97 | المشاهدات | 17590 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
, |
|
|