اشراقات وهجية

اشراقات وهجية

( الرجل النحلة .. والرجل الذبابة )

هناك أشخاص يعشقون التحليق مع أسراب النحل وآخرون ذو خصائص نفسية يشتركون فيها مع الذباب..

الرجل النحلة : يرى الجانب المشرق في كل شيء يبحث عنه بعين شفافة وان لم يجده يصنعه .. يؤمن بأن كل إنسان مهما كان فظاً أو منفراً توجد فيه صفات خَيِّرة تحتاج إلى من يظهرها.
الجميع يحبونه ويشتاقون لرؤيته إذا زاروه في بيته وجدوه يغض الطرف عن هنات زوجته وأبنائه لا يعلق على كل شيء .. يمتدح كل شيء حوله بالفعل وان كان صغيراً .
وإذا نقد .. نقد بشكل لا يجرح من أمامه.
وفي عمله كالشمس التي تشع بشر أو حبوراً لا يرى إلا طيباً ولا يقع إلا على طيباً.
والرجل النحلة وصف للمؤمن بشكل عام كما قال رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم : (والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيباً .. ووضعت طيباً .. ووقعت فلم تكسر ولم تفسد) .. رواه النسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه
الرجل النحلة لا يجد صعوبة في حب أي شخص .. لأنه ببساطة بارع في اكتشاف الإيجابيات ولا تعجزه القدرة على رؤية الجمال.

الرجل الذبابة : تراه يبحث بِلا كلل ولا ملل عن عيب هنا أو تقصير هناك .. لا يرى إلا كل ما هو قبيح ولا يقع إلا على السيئ يرى العالم تكسوه العيوب ويصر على أنه لا أمل في الإصلاح.
لا يحب الجمال ويمقت التسامح حتى وان لم يعترف بذلك إن أخطأ يوما وقال كلمة تشجيع أتبعها ب(لكن ).
الجميع يتحاشى انفعالاته ويستثقل انتقاداته ولا يبش لرؤيته.
ووصفنا له بالذبابة وصف لا تَجَّني فيه .. ولا مبالغة .. فكما أن الذبابة تتبع مواضع الجروح والدمامل فتنكأها .. وتتجنب المواضع السليمة والصحيحة ..
فكذلك هذا الصنف من البشر يتتبع معايب الناس .. وسقطاتهم .. وزلاتهم فيذكرها .. ويحوم حولها .. ويتجاهل متعمدا حسناتهم وجميل فعالهم ..
إذن الرجل الذبابة رجل معتل النفس .. مريض القلب قد لاكت قلبه أثياب الحقد والحسد فهو يعيب على كل شيء بل ويتمنى العيب .

وأخيراً أقول لك أخي أن تبرأ بنفسك أن تكون من هؤلاء غالب نفسك وشيطانك بل غالب عقلك الذي لا يفتأ يقارن ويصنف ويضع الدوائر حول الأخطاء التي يرتكبها الآخرون من حولك..