~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
![]() خرج من المنزل ، وسار بخطى وئيدة وعيناه على منزلهم الذي لا يبعدُ عن منزل شجرة الليمون إلا بضعة أمتار ، واتجه إلى حائطه المطلي باللون الأبيض ذي الأبواب البيضاء –الذي قطنه وهو في السابعة من العمر- ووقف أمام عمود الإنارة الذي يجلسون تحته ليلعبوا ما يحلوا لهم من ألعاب ، أو يتناولوا الشاي في ليالي رمضان ، أو يمضوها في السمر والأحاديث ، ثم مضى مباريًا المنزل ، ثم انعطف بعده يمينًا –من جانب الباب الأحمر الكبير- ، وجال في الحي ، وبين البيوت التي أعيد بناء بعضها ، وترميم وطلاء بعضها الآخر ! كان يجولُ في حيِّه الذي ظعن عنه أُلَّافُهُ ، ومضى عنه أنداده ، فقال : أيتها المنازل ، التي أضحتْ أطلالًا : أين أهلكِ الذين شادوكِ –فيما مضى- لبنةً لبنةً ، ثم حجرًا حجرًا ؟! أين من عمروكِ بأخلاقهم ، قبل أن يبنوكِ بسواعدهم ؟! أين من تعالتْ ضحكاتهم ، وملأ عَرَصَاتَكِ نقاؤهم ، طهرهم ، براءتهم ؟! تغيرت المعالم ، وتبدلت المنازل ، ومضى أهل الحي ، وحل غيرهم ، فأين أهلكِ وأصحابكِ ؟! وايم الحق ، لو نطقتْ لقالتْ : لبوا نداء من لا يرفض نداؤه ، ولا يعصى أمره ، فتبدلوا بالمنازل الفيحاء الأجداث الضيقة –جعلهم الله ممن مُدَّ لهم مَدَّ البصر- ، وإن لم تحرم على الأرض أجسادهم ، فلم يبق منهم غير عجب الذنب ! أجال ناظره في منازل الحي مرةً أخرى ، ثم ثبَّتَ بصره على منزلهم –المطلي باللون الأزرق ذي الأبواب الرصاصية- المطل على الشرق والجنوب الذي فيه نشأ ، وفي عرصته درج ، ووقف أمامه –وقوف الصفيِّ على قبر صفيِّه- مطأطئ الرأس ، شجي القلب ، ودموعه تنساب على وجنتيه وقدماه مسمَّرتان لم يَسْتَطِعِ الدُّخُولَ إليه للذكرى التي أَرْمَضَتْ قلَبَهُ ، وأحْرَقَتْ كَبِدَهُ ! وقفَ خارجه ينظرُ إلى النخلات الثلاث التي تُطاولُ الحائط ، وشجرة البرتقال بجانب الحظار التي له معها ذكرى وأي ذكرى ، ثم قال : لم أَحُلْ ولم أَنْسَ ، وليس الأمرُ بيدي لأتَّخذَ قراري ، ولكنه قرارٌ في النهاية سألقاه أطال الزمنُ أم قَصُرَ ! أذكرُ ولادتكَ في الليل ، أذكركَ عندما كنتَ تحبو وتدرجُ ، وتتعثَّرُ ! وأذكر مضيَّكَ معي إلى مغنى الصبا ، ولعبنا ولهونا ! أذكرُ ذكرى ! بل سهامًا تُغرزُ في قلبي ، وبركانًا يُحرقُ كبدي ، وحِمْلًا يُثقلُ كاهلي ! لم يَستطعِ المكُوثَ أكثر ، فنظر إلى الدرب الذي عن يمينه المؤدي إلى مغنى الصبا ، وملتقى أنداده ، وأترابه ، ثم نقل ناظره إلى الدرب الذي عن شماله المؤدي إلى المسجد ، ومنازل أنداده الآخرين ، أطال التأمل ، ثم مضى إلى مغنى الصبا ، وجال بين الأثل المتناثر فيه ، ... يتبع ... المواضيع المتشابهه: |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن
روعه وجمال وإبداع اعجبتني كثيرا منتظرة جديدك بكل شوق لا تطول علينا منتظرة باقي أحداثها بفارغ الصبر طيب تسلم الايادي على الطرح الرائع والمميز والجميل يعطيك الف عافيه اخي الغالي عبد العزيز وكاتبنا المتميز دائما وابدا ويعطيك الف عافيه على المجهود المبذول والطيب والرائع والمميز والجميل |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
معجبة بك وبقلمك أخي العزيز
كنت ولا زلت ملك الحرف والكلمة قلمك جميل وعبر عن الحادثة بإحساس جعلنا نعيشه معك ولكن شدتني ذكرى شجرة البرتقال يا تُرى ما هي أبدعت أديبنا كن بخير بإنتظار التكملة بإذن الله |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | عبد العزيز | مشاركات | 12 | المشاهدات | 1306 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
, , , , , , , , , |
|
|