~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 1,594
عدد  مرات الظهور : 53,864,654


عدد مرات النقر : 1,594
عدد  مرات الظهور : 53,864,654

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 5 يوم
ناطق العبيدي غير متواجد حالياً
Iraq     Male
اوسمتي
المراقب الوهاج الحضور المتالق مسابقة ديني هو حياتي تكريم اكتوبر 
لوني المفضل Aqua
 رقم العضوية : 3638
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1791 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (01:13 PM)
 الإقامة : بغداد
 المشاركات : 35,854 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 5,060 مرة في 2,822 مشاركة

اوسمتي

افتراضي اللقاء الذي أضاء القلوب



<b>بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دخلتُ العيادة، فوجدتُ أمامي سيدة مسنّة، تحمل بين تجاعيد وجهها حكايا الزمن، وترتدي على كتفيها وشاحًا من الصبر والرضا. بجانبها، وقفت ابنتها، ملامحها تنبض بالمحبة، لكن في عينيها شبح الاعتياد الذي يُنسي النعم حين تصبح جزءًا من تفاصيل الحياة.
ابتسمتُ للحاجة زكية، ذات الخمسة والثمانين عامًا، وسألتها برفق:
”كيف حالكِ يا حجة زكية؟“
أجابتني بصوت يفيض سكينةً وطمأنينةً، كأنما مرّ العمر ليمنحها حكمةَ الكون:
”الحمد لله، يا بنيّ.“
التفتُّ نحو ابنتها، وفي قلبي يقينٌ لا يتزعزع:
”هذه والدتكِ، أليس كذلك؟“
أجابت بثقة لم تتجاوز الكلمات:
”نعم، هي أمي.“

نظرتُ إليها، ثم قلتُ بصوتٍ هادئ، لكنه حمل كل ما في قلبي من صدق:
”هذه ليست مجرد أم… هذه كنزٌ من الأجر والثواب، ينبوعٌ من البركة والخير. حافظوا عليها، ففي وجودها تحلّ السكينة، وفي دعائها تفتح لكم أبواب السماء.“
رأيتُ في عينيها لمعة دهشة، وكأنها تسمع هذه الحقيقة لأول مرة. ربما لم تفكر يومًا في أمها بهذه الطريقة… ربما كانت تراها واجبًا أكثر من كونها نعمةً تستحق الشكر.
أضفتُ، وصوتي يختزن وجع الفقد:
”لا تتعجبي… في الشهر الماضي، فقدتُ أمي، وعندها فقط أدركتُ كم كانت بابًا للخير، ومصدرًا للبركة. رحلت، فشعرتُ أنني فقدتُ ظلًّا كان يسترني، ودعاءً كان يحميني، وحنانًا لم ولن يعوّضه أحد. رحلت، فأدركتُ أن البيت فقد نوره، وأن القلب فقد جزءًا منه لا يُعوّض.“

التفتُّ إلى الحاجة زكية، وسألتها بلطف:
”هل أديتِ فريضة الحج؟“
أجابتني بابتسامة حملت معها ذكريات الطواف والسعي، ودموع المهابة أمام الكعبة:
”نعم، مرتين.“
نظرتُ إلى ابنتها، وقلتُ بحزم ممزوجٍ بالودّ:
"لو لم تكن قد أدّت الحج، لوجب عليكم أن تحجّوا عنها. والآن، وقد حجّت، فاجعلوا لها طريقًا إلى مزيدٍ من الخير…
قالت ابنتها إنها ترغب في أداء العمرة…
قلت: لبّوا رغبتها. لا تحرموها من هذه السعادة، وكونوا بارّين بها، فخدمتها بابٌ مفتوحٌ للرحمة، وزيادةٌ في حسناتكم."
ثم تنهدتُ، وقلتُ بصوتٍ يملؤه الشوق والحسرة، كأنني أخاطب روحًا لم تفارقني رغم غيابها:
”أماه… كم كنتِ عظيمة، وكم كنتُ صغيرًا في إدراكي لمعنى وجودكِ! ظننتُ أنكِ باقية، وظننتُ أن الأيام ستطول بنا معًا، حتى رحلتِ فجأة، فأدركتُ أني كنتُ غافلًا. رحلتِ يا أمي، فذهب معكِ دعاؤكِ الذي كان يسبقني إلى الخير، ويدفع عني البلاء… رحلتِ، وعلمتُ أن برّ الوالدين ليس مجرد كلمات، بل حياة تُعاش، وقلوب تُملأ بحبٍّ لا ينضب، ويدٌ تمسك يدًا لتقودها إلى الجنة.“

ختاما إلى كل من يقرأ هذه الكلمات، أقول:
”يا من لا تزال أمّه على قيد الحياة، لا تضيعوا الفرصة… قبّلوا أيديهن، استمعوا إلى وصاياهن، اسهروا على راحتهن، وكونوا لهن ظلًّا كما كنّ لكم ملجأً في صغركم… فبرّ الأم ليس مجرد واجب، بل طريقٌ إلى الجنة، ومسلكٌ إلى الرحمة، وعنوانٌ للسعادة في الدنيا والآخرة.“
</b>

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :





رد مع اقتباس
قديم منذ 21 ساعات   #2


الصورة الرمزية Peri
Peri غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4416
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : منذ 20 ساعات (07:01 PM)
 المشاركات : 10,582 [ + ]
 التقييم :  1011
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 712 مرة في 471 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: اللقاء الذي أضاء القلوب



يعطيك العافيـــة ..
‏ع عطائك ممـيز ورائعَ
باقات من ألجورِي



 


رد مع اقتباس
قديم منذ 21 ساعات   #3


الصورة الرمزية Peri
Peri غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4416
 تاريخ التسجيل :  Aug 2024
 أخر زيارة : منذ 20 ساعات (07:01 PM)
 المشاركات : 10,582 [ + ]
 التقييم :  1011
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 712 مرة في 471 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: اللقاء الذي أضاء القلوب



يعطيك العافيـــة ..
‏ع عطائك ممـيز ورائعَ
باقات من ألجورِي



 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع ناطق العبيدي مشاركات 2 المشاهدات 26  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 2 (إعادة تعين)
,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 03:47 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah