~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]()
كانت الانصار رضوان الله عليهم إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صل الله عليه وسلم فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا .
جاء في احد الأيام رجلا من الأنصار قد توفي زوج ابنته .. فجاء إلى النبي صل الله عليه وسلم يعرُضها عليه ليتزوجها النبي صل الله عليه وسلم .. فقال النبي صل الله عليه وسلم : نعم .. والد الفتاة اختل توازنه من الفرح .. ابنته زوجة النبي صل الله عليه وسلم .. فرد عليه النبي صل الله عليه وسلم : ولكن لا أريدها لنفسي ! فسأله الأب : لمن ستزوجها ؟ قال له النبي صل الله عليه وسلم : لجُليبيب . فقال والد الفتاة : يا رسول الله أتزوجها لجُليبيب .. انتظر حتى استأمر أمها .. ثم مضى إلى أمها .. وقال لها : إن رسول الله صل الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك . قالت : كرامةً نِعْمَ عين لرسول الله . قال لها زوجها : لا .. لا .. انه ليس يريدها هو .. قالت : لمن ؟ قال : لجُليبيب . قالت : لا .. عمْرُ الله لا أزوجها إليه . فاغتم زوجها غما لا يُحسد عليه . ثم قام ليأتي النبي صل الله عليه وسلم .. فصاحت الفتاة في خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما ؟ قال أبوها : خطبك رسول الله صل الله عليه وسلم . قالت الفتاة : أتردان على رسول الله صل الله عليه وسلم أمره . ادفعاني إلى رسول الله فانه لن يضيعني . قال أبوها : فسرّت عني .. فذهب أبوها إلى النبي صل الله عليه وسلم وقال : شانك بها . فدعا النبي صل الله عليه وسلم جُليبيباً ثم زوجه إياه . ورفع النبي صل الله عليه وسلم كفيه الشريفتين : وقال اللهم صب عليهما الخير صبا .. صبا .. ولا تجعل عيشهما كدا .. كدا .. وحصل الزواج المبارك والذرية المباركة والبيت العامر.. المؤسس على تقوى من الله ورضوان .. ثم لم يمضي على زواجها أيام .. إلا ونادى منادي الجهاد .. وحضر جُليبيب المعركة .. وانتهى القتال اجتمع الناس وبدؤوا يتفقدون بعضهم بعضا .. فسألهم النبي صل الله عليه وسلم : هل تفقدون من احد ؟ قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان .. وفلان . وينسون جليبيباً في غمرة الحديث .. لأنه ليس لامعاً ولا مشهوراً .. لكن الرسول صل الله عليه وسلم يذكر جليبيباً ولا ينساه .. ويحفظ اسمه في الزحام ولا يغفله .. ويقول : ( لكنني افقد جُليبيباً ) .. فقوموا فالتمسوا خبره . قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال .. وطلبوه مع القتلى فوجدوه في مكان قريب وقد استشهد .. وقتل بيده سبعة من الكفار .. وتوسد الثرى راضياً عن ربه وعن رسوله صل الله عليه وسلم وعن مبدئه الذي مات من أجله .. إن ثمن جُليبيب إيمانه وحب رسول الله صل الله عليه وسلم له .. ورسالته التي مات من أجلها . وقف النبي صل الله عليه وسلم أمام جسده المُقطع ويجده وقد تدثر بالتراب فينفض التراب عن وجهه ويقول له : قتلت سبعة ثم قتلت ..هذا مني وأنا منه .. هذا مني وأنا منه .. هذا مني وأنا منه .. ويكفي هذا الوسام النبوي جليبيباً عطاءً ومكافأةً وجائزة . ثم تربع النبي صل الله عليه وسلم بجانب هذا الجسد .. ثم حمل هذا الجسد ثم وضعه على ساعديه .. وأمرهم أن يحفروا له قبرا .. قال انس : فمكثنا نحفر القبر وجُليبيب ما له فراش غير ساعدي رسول الله .. وتولى النبي صل الله عليه وسلم دفنه . فقال انس : فعُدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدة زوجة جُليبيب حتى تسابق إليها كبار الصحابة .. فكانت انفق أيم بالمدينة بمعنى كثرة الخطّاب عليها .. ببركة سمعنا وأطعنا .. إن فقره وعدمه وضآلة أسرته لم تؤخره عن هذا الشرف العظيم والمكسب الضخم .. لقد حاز الشهادة والرضا والقبول والسعادة في الدنيا والآخرة: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة آل عمران170. هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه القِيم المادية تحت أقدامهم كانت . إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة. إن سعادتك في معرفتك للأشياء واهتماماتك وسموك. إن الفقر والعوز والخمول .. ما كان -يوماً من الأيام- عائقاً في طريق التفوق والوصول والاستعلاء. هنيئاً لمن عرف ثمنه فعلاً بنفسه .. وهنيئاً لمن أسعد نفسه بتوجيهه وجهاده ونبله . وهنيئاً لمن أحسن مرتين .. وسعد في الحياتين .. وأفلح في الكرتين .. الدنيا والآخرة . المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | شهاب الليل | مشاركات | 9 | المشاهدات | 2215 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|