البوح بلهيب الشوق

يكون لبعض القصائد قبول وعشق تلهث الآذان وراء سماعه فلا يُمل تكراره ولا يضعف بتقادمه وإنما هو جرس مطبوع تُحركه يد الدهر ويُخلده تتابع العصور .

والشاعر غالب العظم وهو شاعر مُعاصر قال قصيدة غزلية هي غاية فيما يطلب من الغزل من آداب خاصة ما يكون منه في وصف حالة المُتغزل الذي يشكو لهيب الشوق ومعاناة الحب !

قالها وهو مُفديا محبوبته بنفسه :

مُعذبتي فدتك الروح منّي ..

فاني قد سقيت هواك قسرا

مُعذبتي وأنتِ الروح عندي ..

وأنتِ اعز أهل الأرض قدرا

فأنتِ إذا جلستِ ملاك حسن ..

وأنتِ إذا نطقتِ نطقتِ درا

وأنتِ إذا خطوتِ سرى عبير ..

وأنتِ إذا نظرتِ سحرتِ سحرا

وبعده يصف عيونها بالسهام المُسددة التي استقرت في قلبه :

لقد سدّدت من عينيك سهما ..

شديد البأس في قلبي استقرا

فكيف يكون هذا الحُسن سيفا ..

رويدك قد شطرت القلب شطرا

لقد أثخنت في قلبي جِراحا ..

وعشتِ بمهجتي صدا وهجرا

ولم يكفها تسديد السهام مرة واحدة بل واصلت ذلك رغم ما به من جروح السهام الأولى :

وبين تعثري ونزيف جرحي ..

رميتِ بنظرة نجلاء أخرى

هبيني من هواك شذا فإنني ..

وهبتك قلبي المذبوح مهرا

وبعده يصف قلبه الذي هي أدرى بما يعانيه من لهفة وشوق إليها :

فوالهفي على قلب مُعنّى ..

وأنتِ بحبه والله ادري

وبعده يصف ما مسه من ضنى بسبب حبها :

وهذا الحب أضناني وألقى ..

بصدري من لهيب الشوق جمرا

وبعده يؤكد لها بأن هواها قد سهّد جفنه وأزرى بقلبه :

لقد أزرى هواك بكل جفن ..

كما بالقلب هذا الهجر أزري

وبعده يطلب إليها العطف ويلتمس الرفق بقلبه وان لا تقسو عليه فهو أسيرها :

فرفقا بالفؤاد وما يُعاني ..

فاني والفؤاد لديك اسري

ثم بعد ذلك يلمح إلى انه أراد المُجازاة وذلك كأن يُعاملها بمثل ما تعامله به من جفوة ولكنه لم يستطع ذلك :

جفوت لم أجد عندي عزاء ..

وتلك مصيبة في الحب كبرى

المواضيع المتشابهه:

• صمت البوح
• البوح
• لاتشرب الماء اذ احسست بلهيب الفلفل o_o
• هل تتكلم بلهجة جدك ... !!؟

يعطيك العافيه شهاب الليل
كل الشكر لك ولطرحك المميز
تحياتي