05-18-2015
|
|
قصة تلبيس إبليس لبنى آدم
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://wahjj.com/vb/backgrounds/11.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

لاشك أن مجال الرحمة فى الإسلام واسع وممتد، فيكون بالتعاطف مع أهل الاحتياج من الفقراء والمساكين والأرامل والمصابين، والمرضى ونحو ذلك، ويمتد فيشمل مجال الحيوان والطير، فلا نحمل عليه فوق طاقته، أو نتركه بدون طعام ولا شراب، ونحو ذلك: -فمن قصة تلبيس إبليس أن رجلاً اعتاد أن يعتذر عن ارتكابه المعاصى بأن حمة الله وسعت كل شيء فاعترضه -الحسن البصرى -رضى الله عنه وقال له: هذا من تلبيس إبليس عليك، إنما الرحمة للمتقين، ألم تقرأ قول الله تعالى : ( ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ).
- فهذا موقف إيمانى يحمل دلالات هادية تعالج وهماً من أوهام العصاة حين يتخذون الرحمة سلماً للمعصية، وسبيلاً للسلامة من العقاب وحجتهم: يا أخى نحن بشر ولسنا ملائكة، ورحمة الله واسعة، وقد قال الله تعالى (ورحمتى وسعت كل شيء) .
والحق أن هذه الأقوال ومثلها من تلبيس إبليس على الناس , وليس معنى سعة رحمة الله فتح باب المعصية، أو التهاون فى ارتكابها، فالرحمة ليست عاطفة لاعقل معها أو شفقة تتنكر منها ؟!
-إذان فطريق الوصول إلى رحمة الله تعالى هو الإيمان والتقوى والاقتداء بهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذا المعنى آية أخرى تشير إلى قرب رحمة الله من المحسنين، قال تعالى: (إن رحمت الله قريب من المحسنين) .
-فرحمة الإنسان بنفسه أن يلزمها طاعة الله تعالى، وأن يباعد بينها وبين المعاصى.
-ويجب أن ينتبه المؤمن إلى أن الرحمة قد تأخذ شكلاً قاسياً وصورة مؤلمة فى ظاهرها فى بعض الأحوال، فرحمة الطبيب بالمريض مثلاً أن يمد المشرط ليستأصل الداء، وقد يدفع الأب ولده إلى المدرسة فى جو ممطر أو فى حر، ومثل ذلك من الأفعال التى يكون فى ظاهرها الشدة والألم، ولكن يكمن فى باطنها الرحمة.
-ولعل –الحسن البصرى –قد أراد أن يبين لنا أن الخطورة كل الخطورة تكمن فى أن يستمر المرء على معصيته بحجة أن رحمة الله تعالى واسعة، فينتهى مآله إلى النار، وهذا مكمن الخطورة .[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
المواضيع المتشابهه:
|