~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]() ![]()
بعد غزوة أُحد مُباشرةً، وبمجرد افتراق الجيشين ورجوع المسلمين للمدينة، يومها كانوا في عِزّ الوجع والجراح والصدمة وبرغم ذلك لاقوا سيدنا النبي ﷺ بيجمعهم من جديد للخروج في مواجهة المشركين .
الظاهر إن النبي ﷺ ساعتها كان حاسس إن المشركين ممكن يرجعوا تاني ويقتحموا المدينة استكمالاً للقتال وإتماماً للهزيمة ، فكان من الضروري إن يكون في جيش مستعد يدافع عن المدينة خارج حدودها . الأصعب من توقيت الحرب دي، هو إن سيدنا النبي ﷺ حدد وألزم الصحابة إنه عايز نفس الصحابة اللي كانوا معاه في غزوة أُحد فقط لا غير.. اللي كانوا بيواجهوا الموت إمبارح وراجعين بجراح شديدة وخسائر كبيرة ومعنويات منخفضة جداً، مطلوب منهم دلوقتي يستعدوا للقتال من جديد ويستكملوا المعركة من أول وجديد مش من باب العبث أو التسلّط، حاشاه حبيب الله ورسوله، إنما من باب رفع معنوياتهم، وإزالة الإحباط عنهم،لنبي ﷺ كان عارف إن خروجه بيهم في وقت زي ده هيحسسهم إنهم مش ضُعفاء ولا مغلوبين، إن الهزيمة دي كانت مجرد حِيلة ناجحة من المشركين، لكنهم لازالوا قادرين يواجهوهم وياخدوا ثأر اللي قتلوهم ويرجعوا منصورين. في نفس الوقت كان من المهم جداً إيصال رسالة للمشركين، رسالة مضمونها إن الناس اللي وهي في عِزّ جراحها راجعة تحارب قبل حتى ما تستعيد قُوّتها دي ناس يتخاف منها. ناس مافيش أي جراح أو آلام تمنعها عن مواصلة قتالها. العظيم والمُؤثر إن الصحابة استجابوا فوراً {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ } .. [آية 172 : آل عمران] ومن هنا هتبتدي الحِكَم الربّانية تبان واحدة واحدة خرج سيدنا النبي ﷺ وأصحابه ومشيوا حوالي 8 أميال من المدينة لحد ما وصلوا مكان اسمه حمراء الأسد، عسكروا هناك في انتظار الأخبار. والأخبار إن المُشركين بقيادة أبو سُفيان كانوا في الوقت ده فعلاً جايين وناويين يقتلوا كل المُسلمين عشان يتخلصوا منهم كلهم مرة واحدة ويبقوا عِبرة للعرب ونُصرة وعِزّة لقُريش بين العرب. ربنا سخّر سيدنا مَعْبَد ابن أبي مَعْبَد اللي كان حديث عهد بالإسلام [قيل إنه ماكَانش أسلم وقتها، وقيل إنه كان أسلم بس خبر إسلامه لِسّه ما أنتشرش] . مَعْبَد راح للمشركين اللي كانوا على بُعد حوالي 39 ميل من المدينة وبدأ ينصح أبو سُفيان إنه ما يحاربش، بدأ يهوّل جيش المُسلمين في عينيه ويحكيله عن أعدادهم اللي ترعب أي حد بعد ما انضملهم كل المسلمين اللي تخلّفوا عنهم في غزوة أُحد، قال عنهم إنهم في قِمة غضبهم من اللي حصل في غزوة أُحد وناويين ياخدوا بالثأر ويحوّلوا الهزيمة لنصر. أبو سُفيان اتصدم من الكلام وقرر يرجع لمكة وهو منتصر بدل ما يدخل حرب ويرجع منها مغلوب ، لكن قبل ما يرجع وصّى قافلة مُتّجهة إلى المدينة إنها لما تعدّي على سيدنا النبي ﷺ وأصحابه تخوّفهم وتقول لهم إن المُشركين اجتمعوا ورجعوا للقتال ومُتجّهين إليكم فانصرفوا أحسن لكم . أبو سُفيان كان في جميع الأحوال راجع لمكة لكن قرر يوصل لهم الرسالة دي كمحاولة أخيرة تخوّف المُسلمين لعلّهم يرجعوا هُمَّ كمان فيحفظ ماء وجهه ويبقى انسحاب من الطرفين.. لكن اللي حصل إن سيدنا النبي ﷺ وأصحابه لما سمعوا الكلام ده كان ردهم بمُنتهى الثبات "حسبُنا الله ونِعم الوكيل"، هو حَسبُنا اللي هيكفينا شر أعدائنا وينصرنا عليهم، ففضلوا منتظرين ومُتأهبين.. {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل} ..[ آية 173 : آل عمران ] وكان حسبهم فعلاً ونِعم الوكيل المشركون انسحبوا. المسلمين رجعوا سالمين لا فاقدين ولا مفقودين. وفي حالة نفسية عالية ومعنويات في السما، كسبوا الثواب والأجر والمنزلة المرتفعة عند ربنا بسبب إقدامهم واستجابتهم. بلا أي خسائر على الإطلاق {فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} .. [ آية 174 : آل عمران] نقرأ الآيات متتالية فنحس بجمال المشهد: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينٌَ} [آل عمران : 172-175] ![]() المصادر • كتاب تفسير ابن كثير للإمام أبي الفداء إسماعيل ابن كثير. • كتاب التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر ابن عاشور. • كتاب التفسير الوسيط للقرآن الكريم للشيخ محمد سيد طنطاوي. المواضيع المتشابهه: ![]() |
كاتب الموضوع | اميرة الحب | مشاركات | 12 | المشاهدات | 2227 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
, |
|
|