~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
![]()
مفهوم العيد عند الكثيرين قاصر على مظاهر الاحتفال، من ارتداء الملابس الجديدة، وتوزيع الحلوى والمخبوزات، وشراء لعب الأطفال واصطحابهم إلى الملاهي والمتنزهات، وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء.
نعم، إنها فرحة لا غبار عليها ما دامت في إطار الفرح المباح بِعِيدٍ من الأعياد الشرعية التي أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح عَنْ أَنَسٍ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ)[1]. نعم، الفرح المباح جائز ما دام عيد الفطر المبارك أحد أعياد المسلمين الشرعية، وليس من الأعياد المبتدعة - وما أكثرها - تلك الأعياد التي لا تنتمي إلى ملتنا ولا تمت لأمتنا بصلة، وتثبت تبعية البعض العمياء للغرب ودخولهم معه جحر الضب الخرب. فحُقَّ لكل مسلم ومسلمة أن يفرحوا بهذا العيد فرحاً مباحاً، لا حرمة فيه، وليس على نحو ما يحدث اليوم مما ينافي هذا الفرح المباح، مثل المحافل التي تظهر فيها المعاصي. وهذا النوع من الفرحة قد تكون فيه دلالتان: الدلالة الأولى: الانتكاس بعد الاستقامة في رمضان لمن كان مداوماً على الطاعة فيه، ولكنه ختم شهره بمثل هذه المعاصي، والدلالة الثانية أنه قد يخشى من ذلك عدم قبول العمل، فمن علامات قبول الصيام والقيام والعبادات والقربات في رمضان إرداف الطاعة بالطاعة فيما بعد رمضان. إن الفرحة الحقيقية والعيد الحقيقي يكمنان في تحقيق التقوى التي تعتبر الغاية الكبرى من فرض الصيام؛ لقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[2]، تلك التقوى التي ينعم صاحبها بالحياة الطيبة في الدنيا، والأمن من الخوف والحزن يوم القيامة؛ فيفوز بالفلاح في الدنيا والآخرة. ورحم الله أحد السلف الذي قال: (ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن اتقى وخاف الوعيد). وتكمن الفرحة الثانية في تقبل الصيام والقيام والجزاء الأوفى عند لقاء الله جل وعلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ)[3]. أما الفرحة العظمى التي تنتظر المسلم الذي صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً، فهي المنحة المثلى والجائزة الكبرى والفوز العظيم بالعتق من النيران، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾[4]، ثم من بعد العتق من النار الفوز بالجنة وتحصيل الدرجات العلى فيها، حينما يضاف الصيام إلى بقية الأعمال فيُرْبيها ويزيدها ويضاعف حسناتها؛ ﻷنه العمل الوحيد الذي أضافه الله عزَّ وجلَّ لنفسه، والعمل الوحيد الذي لا تداخله شبهة الرياء؛ لذا كان للصيام خصوصيته وتشريفه، فهو لا يدخل المقاصة، فلا يستطيع أصحاب المظالم أن يأخذوا منه شيئاً، ولا يتقيد بثواب العشر درجات إلى السبعمائة ضعف كما هي بقية الأعمال، بل قد يفوقها جميعاً في الأجر؛ ﻷنه متعلق بعطاء الكريم المنان الغفار الذي خصَّ نفسه بالصوم؛ فيكون العطاء بقدر عظمة المعطي سبحانه. وفي الحديث: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلَّا الصَّوْمَ. فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)[5]. والخلاصة: ينبغي لنا أن نستحضر هذه المعاني عندما نستقبل عيد الفطر المبارك حتى تكون فرحتنا فرحة حقيقية، وحتى نؤجر عليها، أما أن تكون هذه الفرحة مجرد عادة كغيرها من العادات، خالية من المعاني وخاوية من الروح؛ فهذا لن يحصِّل المقصود، ولن يحقق المبتغى، ولن يجعلنا ننفذ إلى الجوهر والعمق. [1] رواه النسائي (1556)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح. [2] [البقرة: 153]. [3] متفق عليه. [4] [آل عمران: 185]. [5] متفق عليه. المواضيع المتشابهه: |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
..جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
طرح جميـــــل ..|| دام التألق ... ودام عطاء نبضك كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز...!! وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...! ودي وعبق وردي ..|| |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 8 | المشاهدات | 895 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|