~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
![]()
محمد صادق عبدالعال
مُذْ كنتُ في السابعةَ عشرةَ من عمري، وقدماي قد اعتادت أن تَسُوقني طواعيةً أو كَرَاهيةً إلى بيت أختي التي تَكْبُرُني، مُصطحبًا ولدَها الأكبر الذي كان يُلازِمني ملازمة دائمة، ولا أَتَحَمَّل أن يَمُرَّ يوم، أو تنقضي ساعة دون رؤياه؛ فهو الحفيد الأكبر لأمي وأبي. كنَّا نمر بعَجُوزٍ فانيةٍ شَقَّ الدهر في وَجْهِهَا أخاديد بسِنِيِّ عُمُرِها الطويل، وتكَشَّفت لها مواطن الغَدْر، إذا ما أبدت الدنيا للغرور منها المفارح، لكنها ما زالت تحيا كما نحيا نحن، وكنت كلَّما مَرَرْت بها نَظَرتْ لي نظرةَ المعتبِر من الدنيا، وتقول: دنيا! " رَأَيتَ الدنيا"؟! لم نُلْقِ لها بالاً؛ إذ لم نكن قد تخاصمنا مع الدنيا بعدُ، ولم نكن قد رأينا من الدنيا ما يجعلُنا نشاطرها أَتْرَاحها بعدُ. وكان ابن أختي بخفَّة الظل، وبراءة الطفل، يقول كلماتها: دنيا! "رَأَيتَ الدنيا"؟! فنضحك من حَدَاثة سنِّه وما يقول. مرَّت الأيام، وانفرط عِقْد العُمُر، وماتت السيدة العجوز! ورحلت أختي إلى القاهرة المُعِزِّية! وماتت أمي الغالية! جَفَاني الطريق المعتاد وجَفَيتُه حتى افترقنا، ولكني كلَّما تَاقَت نفسي لمُصَالَحتِه، لم أجد ما أصطحبه في هذا الطريق سوى بقايا من ذكريات ماضية، وأنا أقول في نفسي - دونما أن يسمع بى شامتٌ أو كارِهٌ -: دنيا! " رَأَيتَ الدنيا"؟! المواضيع المتشابهه: |
![]() |
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 14 | المشاهدات | 1882 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|