~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
![]()
النّعمان بن المنذر…
ملك الحيرة وحنظلة الطّائي _قصّة جميلة_ كان النعمان بن المنذر آخر ملوك الحيرة في الجاهلية له يومين يومَ بُؤسٍ من صادفه فيه قتله ويومَ نعيمٍ من لَقِيَه فيه أحسن إليه وأكرمه وهذا من عجيب أمره فذات يوم خرج النّعمان للصيد على فرسه وقد انفرد عن أصحابه فأخدته السماء ( أي أصبحت ليلاً ) وحال ذلك بينه وبين العودة إلى رفاقه فطلب ملجأً يلجأ إليه فوجد بناءً فإذا فيه رجل من طيئ يقال له حنظلة ومعه امرأةٌ له فقال لهما : هل من مأوى ؟! فقال الرّجل : نعم فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطّائي غير شاة وهو لا يعرف أنّه الملك النّعمان ملك الحيرة فقال لامرأته : أرى رجلاً ذا هيئة وما أحراه أن يكون سيّداً شريفا فما الحيلة ؟ قالت : عندي شيء من طحين كنت ادخرته فاذبح الشّاة لأتخذ من الطّحين مَلّة فأخرجت المرأة الدّقيق فخبزت منه مَلّة وقام الطّائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها وأطعمه من لحمها وسقاه من لبنها وجعل يحدثه بقية ليلته فلمّا أصبح النّعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال : يا أخا طيئ أطلب ثوابك أنا الملك النّعمان فقال حنظلة : أفعل إن شاء الله ثمّ لحق النّعمان بالخيل ومضى نحو الحيرة ومكث الطّائي بعد ذلك زماناً حتّى رماه حادث دهره بالفقر وساءت حاله فقالت له امرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك فأقبل حتّى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقفٌ في خيله في السّلاح ، فلما نظر إليه النّعمان عرفه وساءه مكانه فقال له : أفلا جئت في غير هذا اليوم ؟! قال : أبيتُ اللعن ما كان علمي بهذا اليوم! فقال النّعمان : والله لو خرج ابني (المنذر) في هذا اليوم لم أجد بُدّاً من قتله فاطلب حاجتك من الدّنيا وسل ما بدا لك فإنّك مقتول قال الطائي : وما أصنع بالدّنيا بعد نفسي ؟! فقال النّعمان : إنه لا سبيل إليها فلما علم الطّائي أنّه مقتول قال : حيّا الله الملك إنَّ لي صبيةً صغار وأهلاً جِياع وقد أقدمني سوء الحظّ على الملك في هذا اليوم العبوس وقد قربت من مقر الصّبية و الأهل ولن يتفاوت الحال في قتلي بين أول النّهار وآخره فإن رأى الملك أن يأذن لي في أن أوصل إليهم هذا القوت وأوصي بهم أهل المروءة من الحيّ لئلا يهلكوا ضياعاً ثمّ أعود إلى الملك وأُسلّم نفسي لنفاذ أمره فلما سمع النّعمان مقاله ورأى تلهُّفه على ضياع أطفاله رقّ لهُ غير أنه قال له : لا آذن لك حتّى يضمنك رجلٌ معنا فإن لم ترجع قتلناه وكان شريك بن عدي بن شرحبيل نديم النّعمان معه فالتفت الطّائي إلى شريك وقال له : يا شريك بن عدي ++++ ما من الموتِ انهزام مَنْ لأطفالٍ ضِعافٍ ++++ عدمُوا طعمَ الطّعام بين رجوعٍ وانـتظارٍ+++++ و افتقارًا و سقام يا أخا كلّ كريـمٍ ++++++ أنت من قومٍ كِرام يا أخا النعمان جد لي ++++ بــضمانٍ والتزام ولكَ الله بأنّي ++++++++راجع ٌ قبل الظّلام فقال شريك بن عدي : أصلح الله الملك عليَّ ضمانه فمرَّ الطّائي مسرعاً وصار النّعمان يقول لشريك : إن صدر النهار قد ولىّ ولم يرجع وشريك يقول : ليس للملك عليَّ سبيل حتّى يأتي المساء وكان النّعمان يشتهي أن يقتل شريكاً ليُفلتَ الطّائي من القتل فلمّا قرب المساء قال النّعمان لشريك : قد جاءَ وقتك قم تأهّب للقتل فقال شريك : هذا شخصٌ قد لاح مقبلاً وأرجو أن يكونَ الطّائي فإن لم يكن فأمرُ الملك مُمتثل فبينما هم كذلك وإذ بالطّائي قد اشتدَّ عدوُه في سيرهِ مسرعاً حتّى وصل فقال : خشيتُ أن ينقضي النّهارُ قبل وصولي ثم وقف قائماً وقال : أيُّها الملك مُر بأمرك فقال له النعمان : ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟! قال : خفت ان بضيع الوفاء بالعهود بين العرب ثمّ نظر الى وزيره وقال : ما حملك على مافعلتَ وانت لا تعرفه فقال شريك بن عديّ : خفت ان تضيع المروءة بين العرب فأطرقَ النعمان ثم رفع رأسه وقال : والله ما رأيتُ أعجبَ منكما أما أنتَ يا طائي فما تركتَ لأحدٍ في الوفاءِ مقاماً يقومُ فيه ولا ذِكراً يفتخرُ به وأمَّا أنتَ يا شُريك فما تركتَ لكريمٍ سماحةً يُذكر بها الكرماءُ والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجى من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه والله لا أكون أَلْأَم الثلاثة وإنِّي قد رفعتُ يومَ بُؤسي عن النّاس ونقضتُ عادتي كرامةً لوفاء الطائي وكرمُ شريك . وأحسن النّعمان إلى الطّائي ووصله بما أغناه وأعاده مكرماً إلى أهله . المواضيع المتشابهه: |
![]() |
كاتب الموضوع | وارفة البيان | مشاركات | 3 | المشاهدات | 1023 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
![]() |
|
, , , , |
|
|